+A
A-

خالد الرميحي: 600 شركة صينية بالبحرين واستقطاب 3 مليارات دولار

ضرورة البناء على ما تم خلال زيارة جلالة الملك للصين 2013

الاستثمارات الصينية تتضاعفت 10 مرات خلال بضع سنوات

وقعنا 14 مذكرة تفاهم مع الصينيين وليست حبرا على ورق

العلاقات البحرينية الصينية تشهد  تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة

الصينيون يرتاحون إذا ما وجدوا مناطق تحاكي مناطقهم

محافظ “خبي” الصينية وصف البحرين بـ “هونغ كونغ” الخليج

العلاقات السياسية القوية تشجع الاستثمار بين البلدين

دراسة لإنشاء مدينة صناعية وتجارية صينية متكاملة

قرار الخط المباشر بين البحرين والصين يخص طيران الخليج

 

اختتم مجلس التنمية الاقتصادية مؤخرا جولة اقتصادية شملت عددا من مدن ومحافظات الصين تخللها توقيع 14 مذكرة تفاهم واتفاقات تجارية مع أطراف صينية من الهيئات الحكومية والشركات الخاصة، في الوقت الذي بدأت فيها شركات صينية تفعيل هذه الاتفاقات على الأرض، ومنها شركة “جولي شيك” وشركة أخرى للبناء وغيرهما.

وقال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية في البحرين خالد الرميحي في لقاء على هامش ختام هذه الجولة، إن البحرين استطاعت مضاعفة الاستثمارات الصينية السنوية في السنوات الماضية من 30 مليون دولار في 2013 لتبلغ 300 مليون دولار حاليا، في حين ارتفع عدد الشركات من 60 شركة لتبلغ حاليا نحو 600 شركة صينية.

وأشار إلى أن الجهود التي بدأها مجلس التنمية الاقتصادية بالشراكة مع محافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة، وغرفة تجارة وصناعة البحرين مهمة لتهيئة الأجواء بين البلدين، وأن العالم يتنافس على استثمارات الصين ولو نجحت البحرين باستقطاب جزء بسيط من هذه الأموال الضخمة، فإنها ستحقق فائدة كبيرة.

وعبر الرميحي عن أمل مجلس التنمية في استقطاب 3 مليارات دولار من الاستثمارات الصينية في الفترة المقبلة. فيما يلي نص اللقاء مع الرميحي:

 

مع الزيارة لمحافظة خبي الصينية وعقد ملتقى استثماري وتوقيع اتفاقات أنهيتم زيارة الوفد البحريني للصين، حيث التقيتم بالمحافظ هناك، فكيف كان هذا اللقاء؟

- محافظ خبي تشو تشينغ هو صديق للبحرين، وأول لقاء عقدناه معه، كان في مدينة شامين في 2012 ودعانا لزيارة مدينة شينجن، وقمنا بدعوته للبحرين وفاجأنا، إذ قبل الدعوة وزارنا في البحرين في طريق عودته من ألمانيا وذلك في بداية 2016، حيث قابل سمو ولي العهد وسمو رئيس الوزراء ومحافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن، وانبهر بالبحرين، بعدها وقعنا اتفاقية مع شينجن. وبعد هذه الاتفاقية قمنا من خلال وفد بزيارة شينجن في 2016  حينها في أول معرض للتكنولوجيا المتقدمة الذي أقيم  هناك، وذلك في إطار ترسيخ التعاون بين البلدين.

ومن المثير للاهتمام أنه ترقى من عمدة ليكون محافظ لإحدى أهم المحافظات في الصين، وهي خبي كما تولى منصب رفيع في الحزب الحاكم، وكان هناك انبهار في الصين من سرعة صعوده هذا.

وعندما علم زيارتنا إلى الصين دعانا إلى زيارة المحافظة، هو يحب البحرين وسماها هونغ كونغ الخليج، أعتقد أنه يسوق للبحرين بشكل ممتاز، فهو صديق للملكة، منذ أن كان عمدة شينجن واستطاع أن يقود تحولا كبيرا فيها، وهناك طموح كبير في هذا الرجل لتكرار هذه التجربة الناجحة في هذه المدينة.

اللقاء معه كان ممتاز، ونريد أن تستمر هذه العلاقة، فهو لديه نظرة مستقبلية خصوصا أنه التقى القيادة وذكر زيارة جلالة الملك للصين في العام 2013، وأشار إلى ضرورة البناء على الاتفاق الذي جرى بين جلالة الملك والرئيس الصيني جين بينغ.

 

ماذا استفدتم من زيارة محافظة خبي الصينية؟

المحافظة تعد من أكثر المحافظات قربا للعاصمة الصينية بكين، ومع توقيع اتفاقية تعاون مع هذه المحافظة، فإن ذلك سيفتح آفاق الشراكة مستقبلا لفتح الاستثمارات بين الشركات في الجانبين، فهذه المحافظة شهيرة بمواد البناء، وهو قطاع مهم فيها إلى جانب التكنولوجيا والسيارات، وتفاجأنا أن القطارات السريعة المتطورة، والتي انتقلنا عن طريقها للمحافظة، تصنع فيها.

 

هل ذلك يعني تعاون مثلا في مجال إنشاء شبكة القطارات الخفيفة بالبحرين؟

- هذا أمر غير مستبعد، سواء عبر إنشاء مترو البحرين أو حتى قطار في مشروعات مستقبلية.

 

كيف ترون آفاق التعاون مع المدن في المحافظات الصينية الثلاث التي زارها الوفد ضمن جولته الاقتصادية للصين؟

هناك تقدم كبير في مجال التكنولوجيا في مدينة شينجن، ويمكن البناء عليه مستقبلا في علاقتنا مع الصين مع وجود شركات صينية عريقة مثل “تنست” و”هواوي، وكذلك في مدينة “ هانغتشو” هناك شركات مرموقة يمكن الاستفادة منها خصوصا في ما يتعلق بالتجارة عبر الإنترنت والذكاء الاصطناعي، لدى شركتي “علي بابا” و”جولي شيك”. أما في محافظة خبي، فهناك قطاعات أخرى ربما تكون حيوية للبحرين مثل مواد البناء ومعدات الطاقة المتجددة كأنظمة الطاقة الشمسية أو توربينات إنتاج الطاقة من الرياح، إذ وقعنا مذكرة تفاهم في هذه المحافظ مع شركة لإنشاء مواد البناء وأخرى في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد ونحن في البحرين نريد أن ننميها ومذكرة ثالثة لتبادل المعلومات التجارية مع المحافظة.

ما انطباعك عن الزيارة التجارية للصين؟

- كانت ناجحة لأبعد الحدود، هناك 14 مذكرة تفاهم، وهي ليست مذكرات حبرا على ورق، بل بدأنا التعاون مع هذه الشركات على أرض الواقع، مثلا شركة “سي أن بي أم”، مذكرة التفاهم التي وقعناها معها وصلت مراحل تقدمة، وكذلك “جولي شيك” والتي وقعنا معها إحدى المذكرات، لديها وجود في البحرين، وبدأت بمركز اتصالات بنحو 100 موظف، وتريد زيادة العدد إلى 400 موظف، ولديها بضاعة في البحرين، وتقوم بإجراءات  لاختبار سرعة التخليص الجمركي على جسر الملك فهد؛ لقياس مدى فاعلية نقل البضائع، ويمكن أن يكون لديها مخازن لتخدم التسوق الإلكتروني في المنطقة.

ووقعنا اتفاقية تعاون مع هانغتشو على المستوى السياسي، وهذا يؤثر على مجال الاستثمار، إذ عندما يرى المستثمرون وأصحاب الأعمال مثل هذه الاتفاقات بين البلدين، وأن هناك علاقات سياسية قوية، فإن ذلك يشجعهم على الاستثمار. فالشركات تريد أن ترى علاقات سياسية قوية لدخول الأسواق، خصوصا أن الصين لديها حذر من عملية توريد رأس المال.

9 أيام خلال هذه الجولة كان هناك حضور قوي، وأوجه شكري هنا إلى رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين ونائبه والأعضاء على هذا الحضور، مع وجود المحافظ ومجلس التنمية الاقتصادية في البحرين. وأشير كذلك إلى ثلاث ندوات اقتصادية خلال الزيارة في المدن الصينية الثلاث، حيث شهدت طرح الفرص الاستثمارية في البحرين وحضور من الشركات وأصحاب الأعمال الصينيين.

 

ما حجم الوجود الصيني التجاري في البحرين حالياً؟

إذا نظرنا في الفترة الممتدة ما بين 2013 إلى 2018 سنرى أن هناك نموا كبيرا في العلاقات التجارية بين البحرين والصين، وهذا ما تعكسه الأرقام، إذ نما عدد الشركات الصينية في البحرين من 60 شركة صينية موجودة في المملكة إلى 600 شركة الآن.

وفي 2013 كان الاستثمار المباشر الصيني في البحرين يقدر بنحو 30 مليون دولار، الآن هناك 300 مليون دولار، هذه أرقام مهمة، ولكنها صغيرة، ويمكن أن نصل إلى 3 مليارات دولار وإلى 6 آلاف شركة في الخمس سنوات المقبلة.

 

هذه أرقام كبيرة هل يمكن بلوغها؟

هذا لن يحدث إلا مع وجود زيارات متبادلة وتعاون وثيق وعلاقات سياسية قوية، لدينا خطة في العام المقبل، أن يكون هناك موقع إلكتروني باللغة الصينية، نريد أن يكون لنا وجود على الإنترنت، وستكون هناك حملة إعلامية قوية على “الوي شات” أو التطبيقات الصينية الواسعة الانتشار. والجانب الآخر الذي نعمل عليه أن يكون هناك خط مباشر بين البحرين والصين، وهذه حلقة مفقودة، وإذا ما استطعنا جذب السياح الصينيين واستقطاب اهتمام الشركات، فأنا على ثقة بأننا سنستطيع مضاعفة عدد الشركات وكمية الاستثمار والسياح، لعشر مرات، فالصينيون بعددهم البالغ مليار ونصف المليار يعد المصدر الأول للسياحة في العالم، فدولة الإمارات لوحدها تستقطب مليون زائر سنويا من الصين.

إنها زيارة ناجحة وأملنا أن نقوم بزيارة كل سنة مرة على الأقل، والعام المقبل سنحتفل بمرور 30 عاما على العلاقات بين الصين والبحرين ونريد أن يكون الاحتفال بهذه الفعالية لائقا، ونستفيد من هذا الحدث في أبراز هذه العلاقات.

 

هناك إذاً اهتمام كبير بالصين من جانب مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين؟

كل دول العالم تتنافس على استقطاب السياح والاستثمارات الصينية، ويجب أن تحصل على الاهتمام كما نقوم بالبحث عن الفرص في الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها من دول العالم.

لدى مجلس التنمية الاقتصادية حاليا مكاتب تمثيلية في بكين وفي شينجن، ويمكن أن نضيف مكاتب إضافية مستقبلا. أعتقد أن هذه الجهود ستؤتي ثمارها، ولكنها تحتاج وقتا.

 

متى سنرى الخط المباشر بين الصين والبحرين؟

أعتقد أن ذلك قرار يخص طيران الخليج، ولكن أعتقد أن وزير التجارة والصناعة والسياحة رئيس مجلس الإدارة زايد الزياني مهتم بهذا الموضوع، ولكن ما يهم هو أن تكون هناك ربحية، وأن تسير الرحلات إلى مدينة ذات طابع مهم للبحرين سواء العاصمة أو المدن الاقتصادية المؤثرة، وهذا سيكون له أثر في استقطاب السياح والمستثمرين، وهناك خطوط طيران في المنطقة نجحت في هذا الخط مثل الطيران العماني والسعودية والإمارات وغيرها.

 

سمعنا عن أفكار تتعلق بإنشاء مدينة صناعية أو استثمارية في الصين، ما الفكرة في هذا المشروع؟

هذا كان اقتراح طرح من جانب سيدي سمو ولي العهد حين زار عمدة شينجن البحرين قبل سنتين، والفكرة هي عبارة عن مدينة تشمل جميع الخدمات ومتقدمة من ناحية التكنولوجيا والشركات والمرافق الصينية، وأن تكون هناك منطقة مشابهة في شينجن وتشجع لها العمدة حينها الذي أصبح الآن محافظ مقاطعة خبي.

وفي هذه الزيارة، طرحنا الفكرة مرة ثانية على نائب محافظ شينجن، والذي تشجع الفكرة وطلب من فريقه زيارة البحرين وإعادة إحياء الفكرة.

كانت الفكرة في مراحل متقدمة، حتى أنه تم تحديد الأراضي المقترحة، وتم تعيين شركة لدراسة المشروع، هذه الفكرة ليست جديدة بالنسبة للصينيين، فهناك مشاريع أو مناطق مشابهة لهذه الفكرة. الصينيون يرتاحون إذا ما وجدوا مناطق تحاكي مناطقهم من حيث اللغة والمطاعم والمرافق.