+A
A-

نجاح باهر لتنظيم عالمية الطيران الحر

مثل استضافة مملكة البحرين في الفترة من ٢٥ الى ٢٨ أكتوبر الماضي، منافسات بطولة العالم للطيران الحر الداخلي “جرافيتي” للمرة الأولى في تاريخها والمرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وقارة آسيا حدثًا استثنائيًا يؤكد بلاشك ريادة مملكة البحرين ويعكس الوجه الحضاري للمملكة.

وتأتي استضافة البطولة تجسيدا لتوجيهات عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة؛ لتكون مملكة البحرين قبلة لاحتضان مختلف الأحداث الرياضية، وبدعم من رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، واهتمام ومتابعة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وكذلك مؤازرة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.

ونجحت مملكة البحرين نجاحا باهرا في استضافة البطولة التي افتتحها نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، بحضور سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، وجاءت بتنظيم مشترك بين الاتحاد البحريني للرياضات الجوية وشركة “جرافيتي”، في موقع “جرافيتي أندور سكاي دايفينغ”.

وقد شهدت المنافسات مشاركة قوية من جميع الفرق وبحضور رئيس اللجنة للبطولة العالمية الشيخ محمد بن راشد بن خليفة آل خليفة، وتميزت المنافسات، التي يشارك فيها متنافسون من مختلف دول العالم بعرض وأداء قوي من لاعبي الفرق في النفق الهوائي.

ويأتي التميز في تنظيم البطولة دليلا على قدرات البحرين لاستضافة مختلف الفعاليات، إذ تميز الافتتاح بتقديم عرض من فريق وزارة الداخلية للقفز بالمظلات، إضافة إلى تنوع الفعاليات المصاحبة للبطولة، مثل غرافيتي بوليفارد، وهي منطقة البرامج والفعاليات الاجتماعية والترفيهية والفنية، حيث تقدم خدماتها للكبار والصغار، إضافة إلى المنطقة الخاصة للمشجعين بالقرب من مبنى غرافيتي ومشاهدة منافسات البطولة من خلال شاشة عملاقة.

إن نجاح البطولة يشكل علامة متميزة على قدرة وكفاءة المملكة في استضافة البطولات العالمية، ويدفعها لمواصلة الجهود لاستقطاب المزيد من البطولات التي تعزز من مكانتها الرائدة في المجال الرياضي.

وقد تم تحقيق العديد من العوائد من وراء استضافة هذا الحدث العالمي، حيث كان فرصة للتعريف بما تتميز به مملكة البحرين من قدرات متميزة على صعيد استضافة أكبر الأحداث العالمية، والترويج للمملكة سياحيا وإعلاميا والتعريف بمنجزاتها الحضارية بمختلف المجالات، إلى جانب المكاسب الاقتصادية المتحققة من البطولة.

وبالرغم من حداثة انطلاقة الاتحاد البحريني للرياضات الجوية، إلا أنه استطاع خلال هذه الفترة القصيرة الحصول على العضوية الكاملة في الاتحاد الدولي والآسيوي والعربي والخليجي، إضافة الى تنظيم العديد من الفعاليات التي تصب في تنويع قاعدة المشاركين، حيث يأتي هذا الإنجاز نتيجة حرص البحرين على تقديم كل الدعم والمساندة للقطاع الرياضي والرياضيين، وتوفير الإمكانات والموارد اللازمة التي تمكنهم من تحقيق الإنجازات في مختلف المحافل والمنافسات الرياضية.

إن النجاح المؤزر الذي حققته استضافة مملكة البحرين للبطولة العالمية يمكن ملاحظته في العديد من المؤشرات، وهي:

أولا: إن مملكة البحرين وبشهادة كافة المشاركين في البطولة قدمت نموذجا متميزا في القدرة على استضافة البطولات العالمية، واستطاعت أن تحوز على ثقة الاتحاد الدولي للرياضات الجوية في تنظيم البطولة التي شارك فيها أبرز المحترفين العالميين في رياضة الطيران الحر الداخلي، حيث تنافس في هذا الحدث العالمي 300 متسابق يمثلون 100 فريق من 25 دولة، ومثلت البطولة فرصة مثالية للتنافس الشريف واكتساب المزيد من الخبرة للاعبين، وخلق قاعدة متينة من العناصر القادرة على المنافسة.

ثانيا: إن ما سخرته شركة “جرافيتي” وجميع مؤسسات القطاع العام والخاص والرعاة الداعمين ووسائل الإعلام والإقبال الكبير على المشاركة من مختلف فرق العالم يقدم مؤشرا واضحا على نجاح البطولة العالمية، حيث حظي كأس العالم للطيران الحر في نسخته الثالثة برعاية كبيرة من مختلف الجهات والمؤسسات والشركات كتأكيد على دعم القطاع الرياضي في البحرين عموما، ورياضة الطيران خصوصا، الذي يساهم في تطوير رياضة الطيران الحر الداخلي، ويلفت أنظار الشباب البحريني والخليجي، لمثل هذه الرياضات وتهدف مملكة البحرين؛ لتعزيز قدراتها في تنظيم الفعاليات الدولية، وحرصها على إنجاح الحدث العالمي.

ثالثا: حظيت البطولة باهتمام محلي وعالمي من جانب كافة الجهات وبمشاركة واسعة من اللاعبين الأفضل في العالم، مما أسهم بلاشك في إنجاح البطولة، حيث جذب كأس العالم للطيران الحر أشهر لاعبي الطيران وأبطال العالم في الحركات الحرة مثل «كيرا بو» من سنغافورا، و«مايا كوجيينسكا» من بولندا، وأبطال العالم في لعبة التماسك الرباعية «هايابوسا»، وأبطال العالم في الطيران الديناميكي فريق «ويندور» من إسبانيا، إضافة إلى مشاركة اللاعبة البحرينية الشيخة فاطمة بنت احمد آل خليفة، وهي أول لاعبة بحرينية متمرسة، وستمثل فريق «جرافيتي»، ومشاركة فريق «جرافيتي» الزوجي الديناميكي «بن روان» المدرب والبطل العالمي «غارث لويس» مدرب «جرافيتي»، وفريقي مملكة البحرين اللذين سيتنافسان في فئة التماسك الرباعية، وكذلك مشاركة فريق وزارة الداخلية للقفز الحر.

رابعا: حسن التنظيم وجودة الخدمات، الذي ينم على التميز بالتنظيم، وحسن تقديم هذه الرياضة، حيث تم تنظيم الفعالية كما ينبغي والتي ستكون نموذجا للمنافسات القادمة، وظهرت بأفضل جاهزية وكفاءة نفق «جرافيتي» الهوائي الزجاجي الداخلي، وطاقم الفريق لاستضافة منافسات الكأس والفعاليات المرافقة لها؛ كونه أحد أطول الانفاق الهوائية الزجاجية في العالم بطول يبلغ 12 مترا وعرض 4.3 أمتار، وسرعة تصل إلى 290 كيلومترا في الساعة، والذي يعد أحد المبادرات الرائدة التي تدعم القطاع السياحي والرياضي والاقتصادي بالمملكة.

ولم تقتصر الإثارة على الكأس بل تميزت البطولة بوجود فعاليات اجتماعية وترفيهية وفنية، من خلال «جرافيتي بوليفارد» وهي الفعالية المصاحبة للبطولة، التي اشتملت على برامج ثقافية وفنية في أجواء احتفالية، حيث كان الزوار مع موعد مع فعاليات التسوق والمأكولات، إضافة إلى العروض الموسيقية.

إن استضافة كأس العالم للطيران الحر بداية لرحلة من العديد من البطولات والمسابقات الدولية في مملكة البحرين؛ لتعزيز مكانة المملكة وزيادة شعبية الرياضات الجوية، وغيرها من الرياضات المختلفة.