+A
A-

شبارو: الرقابة على المصنفات شبه معدومة

وصف الشريك في بالدار العربية للعلوم (ناشرون) جهاد شبارو الرقابة الحكومية على المصنفات الأدبية المختلفة التي تقيمها المعارض البحرينية بشبه المعدومة، واصفًا إياها بــ “التجربة الفريدة”.

وأوضح شبارو بلقاء أجرته معه “البلاد” أن عدد دور النشر في العالم العربي كثيرة، وبزيادة مفرطة عن حاجة السوق، مبينًا أن بعض الدول باتت تتجه لبناء دور للنشر، بدلًا من دعمها. وفيما يلي نص اللقاء:

 

في ظل الصعوبات الضخمة التي تواجهها الطباعة الورقية، لماذا الثبات في العمل بقطاع النشر والطباعة؟

توجهنا بالدار العربية للعلوم (ناشرون) قديم، ويرجع إلى العام 1970، ولدينا استثمارات كبيرة في هذا العمل، وعلاقات نافذة، ومطابع، ومخازن، وفريق عمل من 80 موظف، وعليه فمن الصعوبة الترجل عن هذا العمل ببساطة، والانصراف.

إلى ذلك، فإن دخول قطاع الطباعة والنشر بالوقت الراهن، سيكون أمرًا صعبًا للغاية، لأسباب عدة، منها دولية، ومنها الخصوصية التي تميز العالم العربي.

ولي أن أشير هنا للصعوبات الجمة التي يحدثها الكتاب الإلكتروني، والذي يتوفر بسهولة في منصات البيع الإلكترونية، ودخول شركات ضخمة للمنافسة، كشركة “أمازون”، وتوسعها إلى جانب شبيهاتها من الشركات الكبرى في الأسواق العالمية، خصوصًا الأميركية، والأوروبية، وتوجه الكثير من القراء للاشتراك بها؛ لرخص الأثمان، ولأسباب أخرى.

ولي أن أشير هنا إلى أن سياستها التسويقية حادة الذكاء، وتقوم على اصطياد المستهلك، وإدخاله في دوامات من الشروط، والطلبات اللاحقة، ناهيك أن هذه الشركات الكبرى، خصوصا “الأمازون”، تمارس ضغوطا شديدة على دور النشر الأصيلة، والتي لا تنال من الربحية - عند التعاقد معها - إلا نسبا طفيفة.

 

برأيك، ما الذي يميز العمل بقطاع الكتب؟

العمل بقطاع الكتب غير روتيني، وفيه نشاط، وحركة دائمة، إذ ما قارنته بالأعمال الأخرى، ناهيك عن أنه يمنحك الفرصة بلقاء الطبقات المتعلمة، والنخبوية، والمثقفة، ومعرفتهم، وبذلك لذة، وغنى كبيرة.

 

من خلال مشاركاتهم بمعارض الكتب في البحرين، كيف تقرأ آلية الرقابة التي تتبعها الدولة على المصنفات الأدبية المختلفة؟

أنتم في البحرين محظوظون، فالرقابة لديكم شبه معدومة، وبتجربة أصنفها بالفريدة، وهو أمر تلمسناه من خلال كل مشاركاتنا المستمرة هنا، يستثنى من ذلك الكتب التي قد توجد المشاكل في المجتمع، وهو واقع جميل يخالف الكثير من الأسواق القريبة الأخرى.

وللتوضيح على هذه النقطة، فإن كل كتب المؤلف الأميركي المشهور داون براون، نحن من نترجمها ونطبعها، فالجزء الأول من سلسلة كتبه المشهورة والتي تحمل اسم “شفرة دافينشي” غير مسموح بتداولها بلبنان، النسخة العربية فقط، بخلاف الإنجليزية الموجودة بالأسواق، ولأسباب ترجع لهيئات دينية معينة، ناهيك عن كل النسخ موجود بالفضاء الإلكتروني.

 

هل ترى أن اندماج دور النشر فكرة مجدية في قبال الصعوبات المختلفة التي تواجهه الآن؟

عدد دور النشر في العالم العربي كثيرة، وبزيادة مفرطة عن حاجة السوق، ومن الأسباب سهولة أن تنشأ دار للطباعة، وهنالك حالات تشجع بها الدول أن تكون لها دور نشر، بل وتدخل بحصة شراكة فيها، وهذا أمر مستغرب؛ لأن المتعارف عليه، أن الدول تساعد الناشرين، لا أن تنافسهم.

وهذه الحالة موجودة بوضوح في الولايات المتحدة، والصين أيضًا.

 

ما أكثر الكتب رواجًا الآن؟

الرواية، كتب الأطفال والناشئة، كتب تطوير الذات.

الروايات الخيالية أكثر، أم روايات السير الذاتية؟

الرواية الخيالية.

 

الروايات العربية أم الأجنبية؟

الراويات العربية.

 

يلاحظ من تجربة الكتاب البريطاني، أن مطبوعات الكتب الورقية هنالك أعلى دخلًا من مبيعات السيارات، كيف تفسر ذلك؟

القارئ البريطاني يقرأ بمعدل 50 كتابا بالسنة، في حين يشتري السيارة بمعدل واحدة كل 10 سنوات، فالدورة الاستهلاكية هنا مختلفة، بل إن هنالك الكثير من البريطانيين وغيرهم من الشعوب الأوروبية لا يشترون السيارات؛ نظرًا لوجود شبكات النقل الحديثة والقطارات، والتي يستثمر خلالها الأوروبيون أوقات الانتظار في القراءة.

 

ما الآليات التي تنصح بها الوالدين، لزراعة ثقافة القراءة لأبنائهم؟

تعلمت من والدي (رحمه الله)، ومن عمي (والد زوجتي)، أن عادة القراءة تبنى في المنزل، فالأب والأم اللذان يقرآن دائمًا، وبثقافة تقوم على وجود الكتب في البيت باستمرار، كلها تسعف الأبناء على تشرب هذه العادة، واعتبارها مع الوقت جزءا من اليوميات، والحياة، شريطة أن تكون بعيدًا عن الصرامة، وإنما بتشجيع الأبناء على القراءة بطريقة لطيفة، وودية، تحبب الأبناء بها.