+A
A-

داود عبدالسيد: لم أعتقد يوما أني كاتب أو مخرج عبقري

كرمت مصر أخيرا عبر مهرجان الجونة السينمائي المخرج السينمائي داود عبدالسيد، صاحب فيلم “كيت كات” للنجم الراحل محمود عبدالعزيز. وشهد التكريم عرض فيلم تسجيلي لأبرز شهادات السينمائيين بحق عبدالسيد، ومن أبرزهم الموسيقار راجح داود، والمخرج مجدي أحمد علي، والفنانة بسمة، إلى جانب الفنان آسر ياسين. وشكر داود إدارة مهرجان الجونة؛ لاختياره لمثل هذا التكريم في دورته الثانية، قائلا “أشكر كل من أشاد بي، وأنا مجرد مخرج أحببت السينما، ومن رأيي أن السينما أمر مهم، ولابد أن نتكاتف كي تعلو بإنتاجها، وتزدان بفنانيها”.  وأوضح أن صناعة السينما المصرية لا تزال بحاجة إلى المزيد من العمل من الدولة، مردفا أن مؤسسات الدولة المعنية لم تقم حتى الآن بما ينبغي لتحقيق المنشود في هذا الإطار. “

مسافات البلاد” حضرت هذا التكريم الكبير أثناء المهرجان، وكان للمخرج لقاء مع عدد من الصحافيين، إذ دار هذا النقاش والحوار الشائق معه:

يقول إنه يأخذ كل وقته لاختيار فيلم معين لتقديمه، ويمكن لذلك أن يمتد أكثر من 10 سنوات! فالإخراج حسب رأيه يتكون من نوعين: الأول تقني، وهو الذي يمكن أن تأتي له بموضوع ويعتبره جيدا وصالحا للتصوير، فيتفق معك على أجر معين. والآخر هو صاحب رؤية، وهذا يمتلك وجهة نظر في الفن والحياة والمجتمع الذي يعيش فيه، ويكون لديه أسلوب واضح بخلاف غيره، وشخصيا أميل للثاني؛ لأنه فنان يبحث وقد يعثر على ما يبحث عنه أو لا مهما استغرق ذلك من سنوات. ويضيف “شخصيا لم أعتقد يوما أني كاتب أو مخرج عبقري، ولكني لطالما أدركت أنه لا يستطيع أحد أن يعكس الأحاسيس التي بداخلي تجاه موضوع معين أكثر مني. أنا لا أعتقد أن وصف موضوع أو إحساس ما لكاتب محترف سيعكس الصورة الكاملة لدى وضعه على الورق وبنفس درجة الشغف، ولذا فإني أفضل في كثير من الأحيان الكتابة بنفسي”.

وعن حال السينما المصرية والعربية، يؤكد عبدالسيد أن “التغيرات التي طرأت على السينما منذ الثمانينات وحتى اليوم كبيرة وبطيئة بعض الشيء، إذ كان النجوم الكبار يقدمون 3 أو 4 أفلام كل سنة، وهو ما كان يتيح لهم أخذ عدد أكبر من المخاطرات في اختياراتهم، على عكس نجوم اليوم الذين يمثلون في فيلم واحد كبير كل عام، وهو ما يجعلهم أكثر ترددا في أخذ قرار المشاركة في عمل مختلف. السينما اليوم ليس لها جمهور كبير، وهذه لن تحل إلا بدعم من الدولة”. ويقول “آخر عمل قدمته كان “قدرات غير عادية” 2015 ومازلت في حال بحث كل يوم؛ بسبب أن الإنتاج الموجود في السينما حاليًا والسنوات الأخرى شديد التجارية، وهذا نوع لا أعرف أن أقدمه، ولكني هنا أحب أن أشيد بالمنتج المصري الشجاع (السبكي)، فهو تركيبة مهمة في السينما المصرية وله العديد من الأعمال التجارية الناجحة”.

ويضيف المخرج الكبير في رده لسؤال “مسافات البلاد” عن الحالة الدائمة في أفلامه، التي تتحدث دائما عن الطبقة المتوسطة، أن ذلك بسبب انتمائه لهم، فتشغله قضاياهم ومشاكلهم كالكاتب الصحافي النزيه الذي يتحدث عن الناس ومشاكلهم كل يوم في عموده أو تحقيقاته، مثلا فيلمه “مواطن ومخبر وحرامي”، قدم كيفية نسج شبكة من الفساد حول المواطن الذي يعبّر عن عينة أخرى من الطبقة المتوسطة.

كيف يا ترى يرى ترشيح فيلم “يوم الدين” الذي شاهده في مهرجان الجونة السينمائي للأوسكار من مصر وما مدى حظوظه هناك؟ يقول إن الأهم من الترشيح هو أن نرى بالفعل أفلاما عربية جيدة تستحق هذا التكريم، فالأصل في السينما هو الجو الثقافي. أما عن “يوم الدين”، فالاختيار لست مهتما به؛ لأنني لست متحيزا لعمل معين، والأهم اختيار فيلم جيد في النهاية بهذه المسابقة الصعبة.

 

بروفايل

1. بدأ مسيرته الفنية مساعد مخرج لعدد من المخرجين الكبار مثل يوسف شاهين وكمال الشيخ مباشرة بعد تخرجه في المعهد العالي للسينما، إذ عمل على عدد من الأفلام المهمة مثل فيلم “الأرض” (1970) و ”الحرافيش” (1995) وهو ما ساعده ليكون قائد توجه “الواقعية الجديدة” في السينما المصرية.

2. تمكن من إخراج عدد من الأفلام الناجحة على المستويين الفني والجماهيري مثل فيلم “أرض الأحلام” (1999) الذي فاز بجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بينما تعد أفلامه “الكيت كات” و ”رسائل البحر” ضمن أهم الأفلام العربية. كما شغل عبدالسيد منصب عضو لجنة مهرجان السينما العليا والمجلس الأعلى للثقافة في مصر.

3. حصل عن فيلمه “سارق الفرح” على جائزة الإنتاج الفضية من المهرجان القومي للسينما، والجائزة البرونزية من مهرجان دمشق الدولي، وجائزة الجمهور من مهرجان سورونتو، إيطاليا العام 1995.

4. حصل عن فيلم “الكيت كات” على جوائز عدة في السيناريو والإخراج، وهي: جائزة التفوق في السيناريو في المهرجان القومي العام 1992، جائزة الإنتاج الأولى من المهرجان القومي، الجائزة الذهبية من مهرجان دمشق الدولي، جائزة السيناريو من مهرجان الإسكندرية والبحر المتوسط.

5 . حصل عن فيلمه “أرض الخوف” على جائزة الهرم الفضي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وجائزة السيناريو من مهرجان البحرين الأول، وجائزة أحسن فيلم من مهرجان جمعية الفيلم، وجائزة أحسن إخراج من مهرجان جمعية الفيلم العام 1999، وغيرها من الجوائز والتكريمات.