+A
A-

القوقعة الإلكترونية تكلف 10 آلاف دينار... والزراعة 20 ألف دينار

يختتم الملتقى الخليجي الأول لأمراض وجراحة الأذن، والذي يقام برعاية قائد الخدمات الطبية الملكية اللواء خالد بن علي آل خليفة أعماله اليوم بعد أن استمر 3 أيام من 27 ولغاية 29 سبتمبر الجاري، في قاعة الغزال في فندق الريتز كارلتون، وحضره عدد كبير من المختصين والخبراء والممارسين.

وأشار استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة في المستشفى العسكري، المشرف العام على المؤتمر محمد الشهابي إلى أن الملتقى حضره نحو 250 استشاريا وخبيرا ومختصا وممارسا صحيا في تخصصات أمراض وجراحة الأذن وزراعة القوقعة من البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، إضافة إلى خبراء من أيرلندا، تم خلاله طرح آخر التطورات في العلاجات والأبحاث و الدراسات حول العالم والمتعلقة بإمراض الأذن، والتي تشمل أمراض وجراحة الأذن الوسطى وأمراض قصور السمع وزراعة وجراحات القوقعة إلكترونية والأجهزة السمعية الدقيقة والتشريح الجراحي للأذن والعظم الصدغي، والعديد من التقنيات الحديثة في مجال جراحة الأذن وقاع الجمجمة.

تعاون مشترك

وقال الشهابي إن المؤتمر نظم بتعاون مشترك بين قسم التدريب والتطوير بالمستشفى العسكري بمملكة البحرين والهيئة السعودية للتخصصات الطبية والجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة، مؤكدا، والذي يعكس حرص الخدمات الطبية الملكية ممثلة في قسم التدريب والتطوير وسعيها الدائم في مواكبة العملية التدريبية في مختلف التخصصات الطبية وتحقيق التكافل والتعاون في المجال الطبي بين المملكة العربية السعودية ممثلة في الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وقسم التدريب والتطوير بالمستشفى العسكري بمملكة البحرين وسيستقطب الملتقى نخبة من الاستشاريين الجراحيين في أمراض وجراحة الأذن من جميع دول المنطقة.

ورش تدريبية

وأوضح الشهابي أن فعاليات اليوم الثاني كانت مهمة جدا؛ لأنها تناولت ورشا تدريبية حول جراحة الأذن والعظم الصدغي، والتي نظمت للمشاركين أمس واليوم السبت، وضمت الورشة 24 طبيبا متدربا من البحرين والخارج، بإشراف 24 طبيبا مختصا في جراحة الأذن من الخبراء الذين تم دعوتهم لحضور الورشة من دول مجلس التعاون، والجمهورية الأيرلندية، مبينا أن الورش تضمن محاضرات في التشريح الجراحي للأذن ومختلف العلوم الأساسية في جراحة الأذن، وأيضا خطوات التدخل الجراحي وآلياتها.

إحصاءات

وقال الشهابي إن المتحدثين ناقشوا أمس الإحصاءات الجراحية في مجال زراعة القوقعة الإلكترونية العالمية ومقارنتها بالإحصاءات في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، وتم استعراض النجاح الذي شهده برنامج زراعة القوقعة بمملكة البحرين، والذي يعد من التجارب الخليجية الرائدة والمتميزة، إضافة إلى آخر التطورات في مجال جراحة الإذن و العظم الصدغي.

25 ورقة علمية

من جانبه، أشار رئيس اللجنة المحلية للبورد السعودي للأنف والأذن والحنجرة، بالمنطقة الشرقية، عضو الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة، وجراحة العنق والرأس مساعد الزهراني في تصريحات لـ “البلاد” إلى أن الملتقى استعرض 25، ورقة علمية لـ 25 متحدثا خليجيا وعالميا، تم من خلالها إلقاء الضوء على آخر المستجدات في زراعة القوقعة وتأهيل السمع، واستعرضت أوراق علمية مشاركة آخر التطورات في الأجهزة السمعية وجراحات قاع الجمجمة والعظم الصدغي، وآخر التطورات في تقنيات صناعة “القواقع” المزروعة في الأذن حول العالم وخصوصا لدى الأطفال، أيضا آخر العلاجات في القضاء على مشاكل التهابات الأذن المزمنة.

العسكري وزراعة القوقعة

وعن مركز زراعة القوقعة في المستشفى العسكري، أوضح استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة، تخصص جراحة الأذن، الاستشاري محمد الشهابي، أن المركز بدأ العمل فيه العام 2015، وخلال أقل من 3 سنوات، أي وحتى الآن تم إجراء عمليات زراعة ناجحة لـ 7 قواقع، كانت من نصيب 6 أطفال، وشخص بالغ، وكان الأطفال بعمر أقل من 4 سنوات، وتكللت عملية الزراعة والتأهيل بعدها بالنجاح التام، واستطاعت عمليات الزراعة من إعادة ودمج الأطفال لممارسة حياتهم الطبيعية والاندماج بالمجتمع، موضحا أن القوقعة الإلكترونية تكلف 10 آلاف دينار، وقد يصل المبلغ الإجمالي للزراعة والتأهيل إلى 20 ألف دينار، موضحا أنها تجرى مجانا لمنتسبي قوة دفاع البحرين وعوائلهم.

أسباب فقدان السمع

وعن أسباب فقدان السمع، أوضح الاستشاري الشهابي، أن فقدان السمع من الممكن أن يكون بسبب بعض العوامل الوراثية، أو بسبب بعض المضاعفات عند الولادة، بينما قد يكون أيضا بسبب بعض الأمراض المعدية، أو أمراض الأذن المزمنة، بينما قد يسبب استخدام عقاقير طبية معينة لفترات طويلة فقدان للسمع، إضافة إلى أسباب التعرض للضوضاء لفترة متواصلة، وأيضا في الشيخوخة لدى المسنين.

وأوضح الشهابي أنه يمكن الوقاية من 60 % من حالات فقدان السمع لدى الأطفال عن طريق اتخاذ الإجراءات في مجال الصحة العامة، موضحا أنه ينتج عن فقدان السمع غير المعالج تكاليف عالمية سنوية قدرها 750 مليار دولار، مردفا وتعتبر التدخلات الوقائية من حالات فقدان السمع وتشخيصها والتصدي لها عالية المردود، مشيرا إلى أنه يمكن أن يستفيد الأشخاص الذين يعانون فقدان السمع من السماعات الطبية وزراعة القوقعة الإلكترونية.

كلفة التأهيل

وأوضح الشهابي رغم ارتفاع سعر جهاز القوقعة السمعية الإلكترونية، وكلفة البرنامج التأهيلي ما بعد الجراحة خصوصا للأطفال الذين لم يتعلموا النطق، فإن الكلفة لا تضاهي المبالغ الطائلة التي قد يتكبدها المجتمع والدولة من خلال تدريس وتأهيل الطفل الأصم في معاهد خاصة، فكلفة التدريس للطالب المعوق سمعيا تعد عالية جدا مقارنة بالطفل ذي السمع الطبيعي، وكذلك الانعكاس الإيجابي على تقدم الطفل في المجال الدراسي إلى المراحل الجامعية إذا ما استطاع السمع والنطق بالشكل الطبيعي وتعزيز فرصة في الحصول على الوظائف في المستقبل.

وأشار الشهابي إلى أن نسبة تتجاوز 5 % من سكان العالم (466 مليون شخص) تعاني من فقدان السمع وتشير التقديرات إلى أنه بحلول العام 2050 سيعاني أكثر من 900 مليون شخص.

وأكد الشهابي أن التشخيص الدقيق في بداية مراحل اعتلال السمع وفي سن مبكر يعد من أكثر العوامل المهمة في تقليص تنامي هذه النسب العالية، مبينا أنه يعاني نحو ثُلث الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاما من فقدان السمع المسبب للعجز.