+A
A-

رياضيون: نطالب بتشريع الاحتراف الرياضي

تولى الطاقات الرياضية البحرينية رعاية رسمية لافتة، تتجلى في مختلف المجالات، وتعزيزا للجهود والإنجازات الرياضية جاء منح جلالة الملك جوازا احترافيا لبطل كمال الأجسام العالمي سامي الحداد. وانطلاقا من هذه المبادرة تحول الاحتراف الرياضي لمهنة معتمدة. ورغم ورود الأنباء التي تؤكد وجود تحركات واسعة من قبل قيادات رفيعة في اللجنة الأولمبية البحرينية لضم اللاعبين المحترفين تحت مظلة التأمينات الاجتماعية، لازال الرياضيون ينتظروا صياغة واضحة المعالم للنظام الأساسي والتشريعي لهذا المشروع، بما يكفل لهم الانخراط في مؤسسات رياضية مهنية تضمن حقوقهم، وتدفعهم لتحقيق نقلة نوعية في مسيرة الرياضة البحرينية.

تطوير اللاعبين

ويرى نائب رئيس نادي المحرق الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة أن قرار التمهين رائد ويحتاج التشريعات أولا؛ ليتسنى للوزارات المختلفة العمل على تفعيل الاحتراف الرياضي، موضحا أن “وزارة العمل يجب أن تصنف هذه الوظيفة، وتعمل على ترتيب قانون يتعامل معها؛ لحفظ حقوق اللاعبين والأندية المستفيدة من خدماتهم، بحيث لا يتنافى مع قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم، وكذلك تهيئة محاكم لها المعرفة بحل النزاعات إن وجدت”.

وبشأن رؤيته المستقبلية لما هو متوخى من القرار، يفيد “تحتاج هيئة سوق العمل إلى ترتيب اشتراكات اللاعبين؛ لكي تدخل ضمن صناديق نظام التقاعد، وبالنسبة للاعبين فلابد أن تكون هناك رابطة أو نقابة تشكل من اللاعبين أنفسهم لمتابعة احتياجاتهم ومشاكلهم الإدارية وتنظيم علاقتهم مع الأندية”.

ويضيف “وبالنسبة إلى تمكين فمن الواجب المساعدة في برامج تطوير اللاعبين فنيا وبدنيا، وعمل برامج مع الأندية لتفعيل هذا الدور، وعلى البرلمان وضع القوانين التي تشرع ما تقدم وضبط آلية العمل، وكلي أمل بأن الشيخ ناصر بن حمد قادر على تحقيق هذه الأهداف”.

تبني المواهب

ويؤكد رئيس قسم الشؤون الفنية بالاتحاد البحريني لكرة القدم عابد الأنصاري أن قرار تمهين الاحتراف أتى في وقت يحتاج فيه الرياضيين لمثل هذه القرارات التي تعطيهم الأمان لممارسة الرياضة بالشكل الصحيح؛ حتى يتمكنوا من مواكبة الدول الأخرى على المستوى العربي والإقليمي والدولي، والتي تعد بمثابة خطوة من خطوات تطوير الرياضة عموما في المملكة.

ويوضح أن القرار في حد ذاته سيخلق فرص للرياضيين لممارسة رياضتهم بشكل احترافي، مما سيدفعهم للمنافسة وتطوير أنفسهم.

وعن اقتراحاته للتحديثات التي يمكن إدخالها على هذا القرار، يقول “أقترح أن يكون المشروع متكاملا سواء على صعيد الضمان الاجتماعي في مرحلة الكبار، أو تبني المواهب في مرحلة الصغار، كما أؤيد إنشاء نقابة خاصة بالرياضيين بشروط ومعايير الانتساب لها، علاوة على وضع معايير الترشح لإدارتها، كلنا ثقة في أن القرار سيخدم الرياضيين، ويجب استغلال هذا القرار لتحقيق آمال القيادة الرشيدة والمسؤولين”.

صفة تشريعية

من جهته، قدم المدرب والمحلل الرياضي رياض الذوادي شكره لجلالة الملك على قرار جعل الاحتراف مهنة معترف بها، مؤكدا أنه أحد أهم القرارات. ويشير إلى أن هذا القرار سينعكس على حياة كل الرياضيين، وسيكون بمثابة الدافع الأول للإنجاز الرياضي في المملكة “فلاشك أنه سيعطي الرياضيين الدافع لتحقيق الإنجازات التي من شأنها رفع علم البحرين عاليا، ونحن نشيد بهذا القرار الذي أثلج صدورنا، وسيمنحنا كرياضيين حياة مختلفة ومساحة لتطوير أنفسنا”.

ويشير الذوادي إلى ضرورة منح الاحتراف نظاما أساسيا، ويوضح “أي مهنة رياضية يجب أن يكون لها نظام أساس، فنحن الرياضيين ننتظر اليوم النظام الأساسي للمبادرة التي أطلقت من جلالة الملك، ليكون الاحتراف حقيقيا خاضعا للرقابة، وله صفة تشريعية بالتالي ننخرط نحن كرياضيين عبر هذا المشروع في مؤسسات رياضية؛ ليكون الاحتراف الرياضي حقيقيا، وليس وهميا كما يحدث كثيرا في وطننا العربي، ونتمنى أن تتحول مهنة الاحتراف في وطننا الغالي إلى نموذج مشرف”.

ويرى أن إعطاء مشروع تمهين الاحتراف الرياضي صفة تشريعية ونظام أساسي، وآلية رقابية أفضل من تأسيس نقابة خاصة بالرياضيين” فالبنسبة لي النقابات غير فعالة”.

حفظ الحقوق

ويلفت المحترف البحريني في نادي النصر الكويتي سيد ضياء سعيد إلى أنه كرياضي كان يتمنى صدور هذا القرار منذ زمن، مشيرا إلى أنه سيكون له مردود إيجابي على الرياضيين خصوصا، والساحة الرياضية عموما، “وستجني الدولة ثمار هذه الخطوة ولاسيما أن الرياضة هي واجهة كبيرة لكل دولة”.

ويؤكد أن القرار سيمنح الرياضيين الوقت الكافي للتطوير وتكريس حياتهم للرياضة، مشيرا إلى أنه كمحترف رياضي خارجي يتمنى أن يطور هذا المشروع ليتم تأسيس نقابة رياضية؛ “لأنها ستعطي الرياضيين المساحة الكافية وستحفظ حقوقهم”.

ويأمل أن يتم التعجيل في تطبيق هذا المشروع، مؤكدا ثقته في أن المملكة تحظى بمن يسعى للتطوير وحفظ حقوق الرياضيين، وعلى رأسهم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.