+A
A-

الرويعي ل”البلاد”: مهرجان الصواري المسرحي الدولي مؤثر ثقافي واقتصادي وسياحي مهم

تحت رعاية رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة تنطلق في الفترة من 1 - 10 سبتمبر المقبل فعاليات مهرجان الصواري المسرحي الدولي للشباب في دورته 12 بشراكة استراتيجية مع “ تمكين” وبرعاية بلاتينية من بنك البحرين الوطني، وبرعاية فضية من شركة بتلكو بمشاركة 10 عروض مسرحية من مختلف أنحاء العالم.

لمزيد من إلقاء الضوء على هذا المهرجان التقت “ البلاد” برئيس المهرجان ورئيس مجلس إدارة مسرح الصواري الفنان خالد الرويعي:

 

- هل ستكون هناك إصدارات (كتب) خاصة بالمسرح في المهرجان؟

منذ أن بدأنا التخطيط للمهرجان، كان من المهم بالنسبة إلينا أن يكون المهرجان فاعلاً في مسألة إصدارات الكتب المسرحية، وبالفعل سينشر المهرجان إصدارات خاصة به، أولها كتاب (مفارقة الممثل) للفيلسوف دينيس ديدرو من ترجمة الكاتبة والفنانة نورا أمين وكتاب (أن ترى 10 مخرجين من المسرحي البولندي) للمترجم غريب عوض، كما أننا حصلنا على ترخيص من إحدى المؤسسات الأميركية العريقة في مجال الفنون لطباعة كتيب خاص سيتم توزيعه على المشتركين في ورشة (الشبكات والشراكات).

 

- ما معايير اختيار الأعمال المشاركة؟

تم اختيار العروض المسرحية المشاركة اعتمادا على الفرجة الشاملة المتكاملة التي تتمثل في توظيف جميع مقومات الفن المسرحي من رقص وموسيقى وإضاءة وشعر وسرد، والتي تجمع داخلها بين الفائدة المعرفية والمتعة الجمالية، وما يظهر جودة الانسجام الجماعي في العروض الحوارية الجماعية أو الانسجام الفردي في العروض المنودرامية، وكذلك بناءً على درجة استخدام تقنيات وتصورات إخراجية ومشاهد سينوغرافية وصور مشهدية درامية حديثة.

إذ قامت لجنة الاختيار والمكونة من الفنان حسن عبدالرحيم والفنان إبراهيم خلفان والفنان جمعان الرويعي باختيار عروض هذا العام، حيث شاهدت اللجنة نحو 54 عرضا من مختلف دول العالم والتي تميزت بالجدة والتنوع الفني وجميعها كانت محل إشادة، إلا أنه وبسبب جدول المهرجان الذي يحتم اختيار 10عروض فقط تم اختيار العروض التالية:

• مسرحية حضرة حرة  - سوريا/‏‏ ألمانيا

• تاء ساكنة - مصر

• صرخة ألم -  الجزائر

• طيران فوق المدينة -  أرمينيا

• وقت للتجوال - روسيا،

• أيام صفراء - جورجيا

• المفتاح -  البحرين

• في الحلوة والمرة -  البحرين

• ليس بعد - تونس

• سأموت في المنفي - العرض الشرفي للمهرجان من مسرح القضية الفلسطينية.

 

- أسماء الباحثين الذين سيشاركون بالمهرجان بموضوعات مختلفة؟

بالتزامن مع المهرجان يقام مؤتمر الصواري، والذي يشارك فيه نخبة من المسرحيين المتمييزين الباحثين في الشأن المسرحي، حيث نسعى في المؤتمر أن يكون مختلفا بعيدا عن النموذج التقليدي، أردنا أن يكون المؤتمر بقعة للتواصل وتبادل الأفكار، يناقش المؤتمر مجموعة من الأفكار العلمية حيث يسلط الضوء من خلالها على أهم المستجدات الفكرية والفنية في العالم بهدف رفد التجارب المسرحية بالتوجهات الفنية المعاصرة في الحركة المسرحية.

حيث يشاركنا في هذا المؤتمر نخبة فريدة من الباحثين في المسرح منهم د. عبد الحليم المسعودي (تونس) د. محمود سعيد (مصر) - فيصل القحطاني (الكويت)  - احمد خميس(مصر) نورا امين (مصر) حسين الرفاعي (البحرين) - د. عبدالله العابر (الكويت) – عباس الحايك (السعودية) - روبيرتا ليفيتو (أميركا) عبدالله السعداوي (البحرين)  - محمد الروبي (مصر) - نواف علي يونس (سوريا).

حيث سيناقش الباحثون وفق آلية جديدة ومختلفة عما هو معتاد في المؤتمرات محور (المسرحوما بعد الانسانية).

 

-  المسرح ومابعد الإنسانية... لماذا تم اختيار هذا العنوان للمؤتمر؟    

يعتبر المسرح وازعاً حيوياً لرفد الفلسفة والفكر، وإذا أردنا أن يكون المسرح حاضرا في المشهد الفكري والفلسفي علينا أن نمعن النظر فيما يحيط المسرح من تحديات مستقبلية كون المسرح على اتصال إنساني عالي المستوى، إذ لا يمكننا أن نغض الطرف عما يحدث في العالم، ونكتفي بمناقشة الخيبات - إن جاز التعبير - علينا أن ندرك بأن المسرح علامة فارقة في تاريخ البشرية.

فالمسرح سبق كل الفنون إلى الاعتراف والتعبير عن قضايا الإنسان وفهم أصل تلك القضايا ومعرفة دوافعها، علّم الإنسان ما هو الإثم وعلمه أن يتحمل المسؤولية عن ذاته، علمه التبصر في الأمور والارتقاء إلى مستوى أن يكون جديرا بإنسانيته. ولهذا وجدنا أن يكون المؤتمر مركزا لمناقشة هذا المحور.

 

- من هم المكرمون؟

في مسيرة مسرح الصواري ومسيرة مهرجان الشباب، وهو يحتفل هذا العام باليوبيل الفضي على تأسيسه، وجدنا أن يكون لأصدقائنا ورفاق الدرب جزءا من الاحتفاء في هذا المهرجان، رفاق وفنانون ساهموا في وضع لمحات مهمة في مسيرة المسرح الشبابي الجديد، وتميزوا على أكثر من صعيد.

حيث نتبنى في الدورة الثانية عشرة من مهرجان الصواري المسرحي الدولي للشباب تكريم شخصيات بحرينية وعربية ساهمت في إثراء المسرح المعاصر، إذ يكرم المهرجان هذا العام الشاعر والكاتب المسرحي علي الشرقاوي من مملكة البحرين الذي يعتبر من رواد كتابة المسرحية الشعرية الفصحى والعامية، حيث نال العديد من الجوائز المحلية والعربية، ترجمت أعماله إلى لغات عدة عبر مؤلفاته التي تزيد عن 50 ديواناً شعرياً ومسرحيات. وأحد الذين ساهموا في مواكبة المسرح البحريني تأليفا وكتابة ونقدا.

كما يكرم المهرجان هذا العام الفنانة نورا أمين من مصر وهي كاتبة (روائية وقاصة ومؤلفة مسرحية) ومترجمة وممثلة ومخرجة مسرحية ومصممة رقص.

شاركت في تأسيس فرقة الرقص المسرحي الحديث بدار الأوبرا المصرية 1993، ثم انتقلت للعمل كممثلة بالأدوار الرئيسية بعروض المسرح المستقل بمركز الهناجر للفنون حتى 2003، أسست فرقة لاموزيكا المسرحية المستقلة (2000) حيث أخرجت وأنتجت 37 عرضا في الدراما والموسيقى والرقص. أسست مبادرة “حكاياتنا” (2009) للحكي الشخصي في المقاهى العامة، كما أسست “المشروع المصري لمسرح المقهورين” (2011) وشبكته العربية في لبنان والمغرب والسودان، وتضم نحو 700 ناشط لمسرح المنتدى.

ومن الكويت نكرم هذا العام الفنان فيصل العميري وهو مخرج مسرحي مهم وممثل مسرحي وسينمائي، عمل منذ عام 1994 مع كوكبة من نجوم مسرح الطفل ومن بعدها انطلق إلى عالم المسرح بحرفية تامة من خلال صقل موهبته في المعهد العالي للفنون المسرحية، وحصل بعدها على درجة الماجستير من جامعة الإسكندرية.

حاصل على العديد من الجوائز المحلية والعربية كجائزة أفضل مخرج مسرحي في مهرجان الخليج عام 2006 وحاصل على جائزة الدولة التشجيعية كأفضل ممثل محلي العام 2011.

كما قدم آخر أعماله المسرحية، وهي مسرحية صدى الصمت التي نال عنها جائزة أفضل مخرج مسرحي خليجي في مهرجان الشارقة الخليجي وجائزة أفضل عمل مسرحي عربي في مهرجان المسرح العربي عام 2016.

وهو ممثل تلفزيوني وسينمائي حيث قدم أعمالا محلية وعربية من أهمها مسلسل عنترة ، مسلسل الفاروق عمر وفيلم حبيب الأرض الذي يحكي قصة الشهيد فايق عبدالجليل ونال عن هذا الدور جائزة أفضل ممثل دور أول في مهرجان الأسكندرية السينمائي 2016.

كما عمل مع المخرج الكويتي العالمي سليمان البسام في أهم أعماله الشكسبيرية بالتعاون مع الفرقة الملكية الشكسبيرية في مسرحيتي:

ريتشارد الثالث 

الليلة الثانية عشر

وهذه الأعمال قدمت في أهم العواصم الأوربية والعربية من عام 2007 إلى 2011.

أما من البحرين فهو الفنان حسين الرفاعي، وهو فنان مسرحي من المؤسسين لفرقة مسرح الصواري في البحرين، ويتمتع بخبرة في مجال إدارة الفنون حيث عمل مديرا لمهرجان الصواري الدولي للأفلام بالبحرين 2005-2006. وعضوا بمجلس ادراة المركز العربي للتدريب المسرحي بيروت منذ 1998 حتى الآن، والمشروع العربي للمسرح والفنون بالقاهرة في الفترة. 1997-2003، وصندوق تجوال الشباب العربي المبادر 2005-2008. كما ساهم في إدارة نحو 60 ورشة تدريبية مسرحية في عدد من العواصم العربية باشراف مدربين دوليين. وشارك في عدد كبير من الملتقيات الفنية والمسرحية والثقافية في العديد من العواصم العربية والعالمية.

 

- من أعضاء لجنة التحكيم؟

وقع اختيار إدارة المهرجان على نخبة من أهم المسرحيين بحيث كونوا ضمن لجنة التحكيم لهذا العام، حيث يرأس اللجنة محمد الخزاعي من البحرين والفنان ناصر عبدالمنعم من مصر والفنانة جوهانا جريسير من فرنسا.

 

- هناك ورش في المهرجان حدثنا عنها؟

بالفعل هناك ورشتين تتم إقامتهما بالتزامن مع المهرجان، وقد تم ترتيب هذه الورشتين على مستوى عالي من الحرفية، فالأولى عن أهمية الشبكات المسرحية والشراكات المختلفة بين الفنانين في العالم، حيث تقدم الورشة الفنانة الأميركية روبيرتا ليفيتو وذلك بدعم ومساندة من السفارة الأميركية في البحرين، أما الورشة الثانية في عن الكتابة المسرحية والدرامتورجيا للفنان السويسري إريك ألتورفير وذلك بدعم ومساندة المؤسسة الثقافية السويسرية.

 

- في أي ساعة ستبدأ العروض، وهل هناك ندوات حوارية بعد العروض ومن هم المعقبين؟

بالنسبة لمواعيد العروض فمعظمها سوف تعرض في الثامنة مساءً في الصالة الثقافية، عدا العروض التي ستعرض في مركز المحرق النموذجي الشبابي سيكون موعد عرضهما في السادسة والنصف.

 

- هل من الممكن اعتبار المهرجان من المشاريع الثقافية الجبارة التي يقدمها مسرح الصواري للبلاد؟

. هذه حقيقة.. إنها المرة الأولى التي تتكفل فيها فرقة ظاهلية محدودة الموارد ومداخليها ودعمها غير ثابت بالتصدي لهذا المشروع الضخم كأن نستضيف هذا الكم من العروض وهذا الكم من الأصدقاء والشخصيات المرموقة.. ولو أن هناك إمكانيات أخرى لتشرفنا باستقبال ضيوف أكثر.

نزعم في مسرح الصواري ان هذا المشروع هو مشروع وطني بامتياز ولهذا فإن الشراكة المجتمعية هي ما نسعى اليها في هذا المشروع. أقول إنه مشروع وطني لأنه يخدم البلاد على اكثر من صعيد وهو مسؤولية نتحملها في مسرح الصواري لنلعب دورا مهما في جعل ثقافة المسرح أكثر شيوعا.. عبر الورش والعروض والندوات واللقاءات، ولهذا فإننا نتمنى أن تدرك الجهات والمؤسسات حجم ما نقوم به في هذا المهرجان.

المهرجان يلعب دورا ثقافيا بامتياز. ويلعب دورا سياحيا واقتصاديا أيضا

ولهذا فإن مهرجان الصواري من المشاريع الثقافية الأبرز والأكثر تميزا على اكثر من صعيد حيث انتقل المهرجان هذا العام من الصعيد العربي إلى الصعيد العالمي في محاولة لفتح آفاق أوسع للتجارب المسرحية، تتلاقى فيها خبرات الشباب المسرحي البحريني، بنظيرتها العربية والدولية بما يثري الحركة المسرحية، ويعود على المشاهدين بالتنوع والرقي.

 

- كيف وجدتم التعاون مع القطاع الحكومي والخاص في دعم المهرجان؟

لقد حظي المهرجان بدعم مختلف، فعلى الصعيد الحكومي وجدنا دعماً ومؤازرة مشكورة من هيئة الثقافة والآثار ومتابعة شخصية من الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون، التي جعلتنا نشعر بأن هذا المهرجان هو مهرجان الهيئة لشدة حرصها ومتابعتها، أيضا هناك وزارة شؤون الشباب والرياضة الذين لم يبخلوا علينا بدعمكم عبر توفير مركز المحرق الشبابي النموذجي ووزارة شؤون الإعلام عبر إداراتهم المختلفة، وزارة التربية والتعليم كان لها دور مهم في دعم المهرجان من نواح عدة. أما دعم مؤسسات القطاع الخاص فقد اسهم في رفع مستوى جاهزية المهرجان لإطلاق فعالياته بالشكل الأمثل، وهو ما يعكس إيمان هذا القطاع بأهمية الارتقاء بالحركة الثقافية داخل المملكة، باعتبارها حركة تقود لمزيد من التطور الحضاري والتنويري وتدعم ريادة البحرين التاريخية في المجال الفكري على مستوى دول المنطقة.

ونخص بالذكر هنا الشراكة الاستراتيجية مع صندوق العمل (تمكين) الذين احتضنوا هذاالمهرجان بالإضافة إلى الراعي البلاتيني بنك البحرين الوطني الذين آمنوا بالمشروع منذ بدايته وعبروا عن دعمهم اللامحدود لهذا المشروع، كذلك شركة بتلكو التي دعمت المهرجان وسهلت العديد من العقبات.

أيضا تفهم الجهات المتعاونة معنا كالسفارة الأميركية والمؤسسة الثقافية السويسرية كان له أبلغ الأثر في ذلك، وهي ترجمة حقيقية لمعنى الشراكة.

فهذا المهرجان وإن كان يعود إلى مسرح الصواري إلا أننا نفخر بأن هناك شراكات مختلفة بين قطاعات مختلفة وأفراد على امتداد العالم كله كانوا جزءا من هذا المشروع.