+A
A-

عيد الأضحى في البحرين... احتفال كبير بذكرى عظيمة

يحتفل المسلمون حول العالم بقدوم عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعلى جميع المسلمين بالخير واليمن والبركات، يحتفلون وقد أدوا فريضة الحج مكافأة من الله لعباده لامتثالهم لطاعته وتخليدًا لذكرى قصة إبراهيم عليه السلام عندما أراد التضحية بابنه إسماعيل تلبية لأمر الله فأنزل الله فداء له كبشًا من السماء، لذلك يقوم المسلمون بالتقرب إلى الله في هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام وتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء وأهل بيته، ومن هنا جاء اسمه عيد الأضحى، ويرتدي المسلمون في العيد الملابس الجديدة ويتبادلون التهاني، ويذبحون الأضاحي، وفي مملكتنا الغالية امتزج عبق وتقاليد الماضي بحداثة الحاضر في مشهد جميل بهي يضفي على العيد المزيد من البهجة والسرور والحبور.

ويسمى العيد الأضحى في البحرين بعيد الحُجاج حيث يؤدي المسلمون شعيرة الحج في أيام ذي الحجة الفضيلة، واستعدادًا لاستقبال عيد الأضحى المبارك تكون شوارع المملكة مزدحمة في الأسواق الشعبية والمجمعات والمحال التجارية استعدادًا لشراء الملابس الجديدة وشراء مختلف أصناف المأكولات والحلويات الشعبية لتقديمها للضيوف بحسب بنا.

ومن التقاليد البحرينية الأصيلة والطقوس المتعارف عليها في مملكة البحرين وباقي دول الخليج العربي في عيد الأضحى المبارك، احتفال الأطفال بإلقاء أضحياتهم الصغيرة المدللة في البحر مرددين أنشودة “حية بيه راحت حية ويات حية على درب لحنينية عشيناك وغديناك وقطيناك لا تدعين علي حلليني يا حيتي”، والحية بية عبارة عن حصيرة صغيرة الحجم مصنوعة من سعف النخيل ويتم زرعها بالحبوب مثل القمح والشعير، يعلقونها في منازلهم حتى تكبر وترتفع حتى يلقونها في البحر يوم وقفة عرفات.

ولا تزال مملكة البحرين تحتضن بين أهلها عادات العيد الشعبية الموروثة جيلاً بعد جيل، مهما اختلف الزمن ومهما اختلفت الأجيال، فنجد عادة (العيدية) لا تزال موجودة لتفرح قلوب الأطفال مهما اختلفت أشكالها وتصاميمها الحديثة، ولا نزال نجد الزيارات العائلية متبادلة رغم ظروف الحياة الصعبة والمزدحمة.

وفي هذا اليوم الشعبي يتزيّن الأطفال باللباس الشعبي فتلبس الفتاة ثوب (البخنق) المطرز بخيط الزري الذهبي أما الولد أو الصبي يلبس (الثوب والصديري) طبعًا مع (القحفية) وهو غطاء الرأس، ويكون الأطفال في أجمل حلة فيتوجهون مع آبائهم وأمهاتهم قبل حلول غروب الشمس ومع أصدقائهم إلى أقرب ساحل بحر ثم يبدأون احتفالهم الشعبي بالافتخار بملابسهم وبجمال (الحية) المعلقة على رقابهم.

وعلى مستوى الأضاحي يحتفل المواطنون بالمملكة بعيد الأضحى المبارك أو (عيد الحجاج) أو (العيد الكبير) كسائر مواطني أقطار الأمة العربية من خلال تقديم الأضاحي قربانا لله تعالى وهي سنة متبعة منذ أيام سيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث يختارون أضحيتهم حسب ميزانية العائلة ومن ثم يتم تقسيمها على العائلة والأقارب والجيران والفقراء والمحتاجين.

كما تتصدر زيارة الأهل والأقارب والجيران أفراح العيد حيث تشكل مناسبة العيد في البحرين مناسبة سعيدة على الكبار والصغار، فيتم خلالها التواصل مع الأهل والأصدقاء والجيران، ومع الساعات الأولى بعد أداء صلاة العيد يتوافد الجميع بتهنئة بعضهم البعض في المصليات والمساجد ثم يذهب الناس إلى منازلهم استعدادًا لتهنئة الأهل والأقارب ولاستقبال الضيوف خصوصًا بيت (الجد الأكبر) الذي يجتمع فيه جميع أفراد العائلة ويتم تقديم الحلوى المختلفة الأشكال والألوان مع القهوة البحرينية.

وفي البحرين يعتبر غداء العيد من الأشياء المتميزة التي يحضرها الأهل صغارًا وكبارًا، حيث يجتمع أفراد العائلة مع أقاربهم لتناول طعام الغداء في بيت الوالد في أول يوم العيد، وعادة ما تكون وجبة الغداء عبارة عن (الغوزي) في أغلب البيوت البحرينية، ويشتهر (القدوع) وهو صحن كبير يضم أنواعًا كثيرة من الفواكه والحلويات يتصدر مجلس الضيوف، حيث تُقدم للضيوف هذه الأنواع ليختار منها ما يشاء عندما يحل ضيفًا على أحد البيوت، كما تقدم الحلوى البحرينية المعروفة بشهرتها للضيوف والزوار. أما العيدية فهي غالبًا ما تكون مبلغًا بسيطًا من المال يبعث الفرحة في قلوب الأطفال الصغار، حيث يقوم الكبار عند وصول الأطفال بتوزيع (العيدية) عليهم وهي متفاوتة حسب الحالة الاجتماعية للأسرة، وغالبا ما تكون بين عشرين ونصف دينار بحريني، كما يقوم الأطفال في البحرين في أيام العيد الثلاثة بالمرور على البيوت لأخذ العيدية من الأقارب والجيران، وهي إما أن تكون مبلغًا من المال أو حلويات ومكسرات.

وبالنسبة للحدائق والمطاعم والمجمعات التجارية فهي تكتظ بمرتاديها من البحرينيين والخليجيين على حد سواء إلى درجة كبيرة، ما يدل على أجواء الفرح الغامرة والمنتشرة بين الجميع في المملكة من مواطنيها وزوارها، حيث يُشكل العيد مناسبة سياحية من الدرجة الأولى في البحرين، يستعد لها الجميع، كما تشهد المجمعات التجارية حضورًا واسعًا من العائلات السعودية خصوصًا دور السينما والمطاعم التي تتأهب استعدادًا لإرضاء الضيوف وزوار البحرين بتقديم خدمة مميزة وتوفير كل سبل الراحة والهدوء والمتعة.