+A
A-

شباب: نطالب بعودة المسلسلات البحرينية القديمة

أن يظل المرء عالقا في إرث الأجداد وزمنهم الجميل، دون أن يجد تفسيرا لمكوث قلبه في ذكرياتهم البعيدة، وتعاظم حنينه لتفاصيل الماضي، هو أمر مشابه قد يترجم الشوق للمسلسلات البحرينية القديمة، واستمرارية مشاهدتها رغم مضي أعوام كثيرة على إنتاجها، فمسلسلات “سعدون”، “نيران”، “ملفى الأياويد”، وغيرها من الأعمال التي عززت الحب والتسامح، وعكست الهوية البحرينية الأصيلة، لازالت لليوم محط مشاهدة متكررة دونما سأم. “البلاد” استطلعت آراء عدد من الشباب البحريني إزاء ذلك.

 

ذكريات

تعبر مريم عبد العظيم عن اشتياقها الكبير للمسلسلات البحرينية الأصيلة. وتقول “أحن دائما لتلك الأيام التي كنت أشاهدها فيها مع الأهل بمتعة، فهي تعبر عن هويتنا الأصيلة، فمسلسلات “سعدون”، “نيران”، و”سرور” لها نصيب من ذكرياتي، فلا نمل منها كونها مرآة عاكسة لواقع حياة البحريني الأصيل، وشخصية “سعدون” لها معزة خاصة بالنسبة لي، ولا يمكن نسيانها، لأننا تربينا عليها منذ الصغر، وأتمنى إنتاج مسلسلات مشابهة على يد شبابنا ومخرجينا المبدعين”.

 

سحر جاذب

وتشير رقية الجابر إلى أن المسلسلات البحرينية القديمة لها سحر جاذب. موضحة” لهذه المسلسلات سحرا جاذبا، فعندما أشاهد “سعدون” أندمج كليا كما لو كنت أشاهده للمرة الأولى، وحنيني الكبير لهذه الأعمال جعلني أصاب بهوس اليوتيوب الذي أدخله لمشاهدة هذه المسلسلات، ورغم صغر سني، إلا أنني بلغت رشدي مع هذه المسلسلات الأصيلة، ومازلت أتابعها على تلفزيون البحرين.

وبالنسبة لمسلسلها المفضل تفيد” مسلسلي المفضل الذي أعشقه وعائلتي هو”سعدون”، لاحتوائه على الروح البحرينية الأصلية، فنحن بزمن نشتاق فيه للفن العريق بدلا من المسلسلات المفسدة للشباب، وأفضل شخصيات الثلاثي المرح “سعدون”، “مهدي”، و”جسمان”، فعلاقتهم تمثل الصداقة الحقيقية التي نفتقدها في هذا الزمن”، لذلك أتمنى عودة هذه الأعمال وبقوة”.

 

تعريفا للحنين

ويؤكد عمار حسن شوقه للمسلسلات البحرينية القديمة التي تحتل جزءا كبيرا من الأيام الجميلة. ويقول” هو شعورٌ عميقْ صعب الإيجاز، فعندما تشاهد هذه الأعمال ولو بالصدفة، تعود بك الذاكرة لأيامٍ جميلة، كانت هذه الأعمال جزءا كبيرا منها، وأعتقد أن هذا هو التعريف الحقيقي للحنين.

ويشير إلى أن مسلسلي “نيران” و”سعدون” يأتيان في المرتبة الأولى بالنسبة إليه، كونهما لامسا واقع الناس، جروحهم، ووطنيتهم، وعكسا الصور الحقيقية في المجتمع، وأثرا في وعيه، إدراكه، وقناعاته.

ويضيف” وأضع مسلسلات “ملفى الأياويد”، “سوالف أم هلال”، “بحر الحكايات”، “فرجان لوّل”، في المرتبة الثانية، لأنها أعمالًا تراثية رائعة، جميلة، ومسلية”.

وبشأن شخصيات المسلسلات القديمة التي تستهويه. يؤكد “أعشق الشخصيات القوية ذات المبدأ، والمثقفة، كجابر والسقاي بمسلسل نيران، وسعدون والأستاذ إبراهيم بمسلسل سعدون، لأن هذه الصفات التي جسّدتها تلك الشخصيات تستهويني شخصيًا، وطاقم المسلسل أحسَن إخراجها وتقديمها بشكل مثالي ورائع للمشاهدين، وأتمنى أن يعود المنتجون والممثلون البحرينيون لإنتاج هذه المسلسلات من جديد.

 

حكايات

وتلفت وديعة الوداعي إلى أن المسلسلات البحرينية القديمة لها نكهة خاصة” فهذا النوع من المسلسلات يعكس تاريخنا الذي يتضمن الكثير من الحكايات، فنحن جيل التسعينات نفتقد هذه الأعمال التي تخبرنا عنها، وأفضل مسلسل بالنسبة لي هو “حسن ونور السنا” لأنه استطاع التغلب على ظروف التصوير آنذاك، كما أن المؤثرات الصوتية والتصويرية المستخدمة فيه كانت جبارة، وتستهويني فيه شخصية “حسن” لشجاعته، صبره، وتحمله المصاعب للوصول إلى حبيبته “نور السنا”، وإثباته أن الانسان إذا أحب شيئا سيصل إليه مهما بلغت التحديات عبر ثقته بنفسه وقدرته على مواجهة أي عائق يقف في طريقه، وأتمنى فعلاً أن يعاد تمثيل هذا المسلسل أو الاستفادة من خبرة أصحابه اليوم”.

وتشير الوداعي إلى أن أنها لا تمل من مشاهدة هذه المسلسلات “ فهي تحتوي على سحر عجيب يجعلنا لا نمل من مشاهدتها إطلاقا، إذ تعكس طيبة أهلنا البحرينيين، كلمتهم الطيبة، الاحترام، والخوف على الأهل والجيران، وهذا كله مضى مع “الطيبين”، لذلك أتمنى عودة هذه المسلسلات عبر طاقاتنا الشبابية البحرينية الجبارة، لربما تعيد ما أضاعه الزمن”.

 

أفضل الأعمال

ويرى عبدلله شاهين أن مسلسل “سعدون” من أفضل الأعمال على مر تاريخ الفن البحريني ويظل”سعدون” أفضل المسلسلات بالنسبة لي شخصيا، فأنا أشاهده بين فترة وأخرى، لأنه يحكي قصصا واقعية في حقبة الخمسينات، ويصف الوضع الاجتماعي والسياسي بالبحرين، وتلاحم أفراد الشعب البحريني، فمسلسل “سعدون” كان يمثل الواقع البحريني الأصيل، والشخصية البحرينية الأصيلة المنفتحة، وامتازت هذه المسلسلات القديمة بالإتقان وجودة الأداء والاخراج، والنتيجة أنها لازالت تعرض على شاشة تلفزيون البحرين رغم مرور ما يقارب 20 عاما عليها، نحن نشتاق لها ونتمنى عودتها عبر عمل توليفة بين شبابنا المبدع ومخرجين مختصين لإنتاج عمل بحريني درامي أصيل يعزز روح المواطنة.