+A
A-

عبدالله بن أحمد: توطيد العلاقات مع إندونيسيا وصولا إلى شراكة استراتيجية

 استقبل نائب وزير الشؤون الخارجية بجمهورية إندونيسيا عبدالرحمن فاخر، وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، في مقر الخارجية الإندونيسية في جاكرتا.

وفي بداية اللقاء، رحب نائب وزير الشؤون الخارجية بجمهورية إندونيسيا، بالشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة والوفد المرافق له، معربًا عن سعادته بالتطور الذي يشهده مسار العلاقات بين البلدين الصديقين، ومبادرة مملكة البحرين، لتوطيد التعاون بينهما في العديد من المجالات الحيوية والمثمرة.

وأعرب فاخر عن ارتياحه الكبير للنتائج الإيجابية والمبشرة التي أسفر عنها الاجتماع الأول للمشاورات السياسية بين البلدين، والتي ستكون بمثابة قاطرة للانطلاق نحو آفاق رحبة لدعم المصالح المشتركة، إضافة إلى تعميق التعاون الثقافي وحوار الحضارات والأديان.

وأشاد نائب وزير الشؤون الخارجية بإندونيسيا بقرار النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الرئيس الفخري للاتحاد البحريني لفنون القتال المختلطة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، باختيار جاكرتا لاستضافة منافسات النسخة الثانية عشرة من بطولة “القتال الشجاع” في شهر مايو الماضي، ولقاء سموه مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، والذي كان له بالغ الأثر في منح العلاقات الثنائية دفعة نوعية وكبيرة، إضافة إلى بناء جسور من التواصل للتقدم قدما في العلاقة بين البلدين، ولاسيما في المجال الرياضي، منوهًا بالاهتمام الكبير بمشاركة مملكة البحرين في دورة الألعاب الآسيوية التي تستضيفها بلاده، وتنطلق فعالياتها يوم 18 أغسطس الجاري.

كما أعرب عن بالغ التقدير لمواقف البحرين المسؤولة تجاه الأعمال الإرهابية والتفجيرات التي تستهدف جمهورية اندونيسيا، مؤكدًا دعم وتأييد بلاده للإجراءات والتدابير التي تتخذها المملكة من أجل حماية أمنها الوطني ومنجزاتها التنموية.

وأشاد فاخر بالأوضاع الملائمة والتسهيلات التي تجدها الجالية الإندونيسية بالبحرين، معتبرًا أن هذا الأمر ليس غريبا عن المملكة التي تتسم دائمًا بالتحضر والرقي، كما تعكس بجلاء المكتسبات التنموية والإصلاحية الكبيرة التي تشهدها بقيادة عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وحضور المملكة البارز والمؤثر في محيطها الإقليمي والمحافل الدولية.

ومن جهته، هنأ الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، نائب وزير الشؤون الخارجية الإندونيسي؛ بمناسبة انتخاب بلاده عضوا غير دائم في مجلس الأمن لدى الأمم المتحدة للفترة 2019 - ، معربًا عن اعتزازه بمستوى التنسيق القائم بين البلدين الصديقين، قاريا ودوليا، وكذلك في التجمعات والمنظمات المختلفة.

وأوضح أن الدائرة الآسيوية تحتل مكانة متقدمة لدى البحرين، وهناك اهتمام كبير وخاص لتوطيد العلاقات الطيبة مع جمهورية اندونيسيا، وصولًا إلى شراكة استراتيجية، تجسد المقومات والقواسم العديدة التي تجمع البلدين على قاعدة المحبة والتواصل الحضاري والمصالح المشتركة، بما يعود بالخير والمنفعة المتبادلة.

ونوه الجانبان إلى أهمية تعزيز التبادل التجاري، وتشجيع القطاع الخاص في كلا البلدين وغرف التجارة والصناعة، ومجلس رجال الأعمال المشترك، لتكثيف الزيارات المتبادلة، ووضع التشريعات والسياسات اللازمة لتهيئة البيئة الملائمة؛ بهدف تسهيل وتنمية التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، وصولًا إلى الشراكة الاقتصادية سواء على المستوى الثنائي أو التجمعات الإقليمية.

وتناول وكيل الخارجية للشؤون الدولية الوضع في منطقة الخليج العربي، مبينا أن أطماع نظام الملالي بإيران في مقدرات دول المنطقة، ارتدت عليه بالسلب في الداخل؛ بسبب انتشار الفساد، وتوجيه الموارد في خدمة أعمال الإرهاب، وإنشاء ودعم المليشيات المسلحة، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مشددًا على أهمية قيام المجتمع الدولي بمعاقبة الدول الراعية للإرهاب، مشيرًا في هذا الصدد إلى الإجراءات المسؤولة والحاسمة التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، لردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن المنطقة.

وتم خلال اللقاء، تناول السبل الكفيلة بتطوير علاقات التعاون الثنائي في المجالات المختلفة، كما تم تبادل وجهات النظر بشأن التطورات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما اجتمع رئيس مجلس أمناء مركز “دراسات” الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة بمقر خارجية اندونيسيا، بعارفين سايمان وهو رئيس مركز تحليل السياسات والتنمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التابع للوزارة.

وخلال الاجتماع، استعرض سايمان أهداف ومسؤوليات مركز تحليل السياسات والتنمية في تعزيز دور إندونيسيا الإقليمي والعالمي، بما يسهم في تحقيق السلم والاستقرار وتعزيز التعاون، وتنظيم السياسات الفنية والخطط، وبرامج التقييم والتطوير في الشؤون الخارجية، ولاسيما فيما يتعلق بالتعاون القائم بين رابطة “أسيان” والتجمعات الإقليمية الأخرى.

ومن جهته، أكد الشيخ عبدالله بن أحمد أهمية تعزيز الشراكات الاقتصادية والتعاون بين التجمعات الإقليمية بما يحقق التنمية المستدامة، وتعزيز التفاهم والصداقة بين الدول لمواجهة التحديات القائمة.

وشهد الاجتماع بحث ومناقشة مقترحات عدة لتعزيز آفاق التعاون بين خارجية البلدين، خصوصا على صعيد تحليل السياسات والتنمية، وبرامج التطوير والتقييم.