+A
A-

إشادة تركية برد أوزيل على “العنصرية”

 أشادت تركيا برد لاعب كرة القدم التركي الأصل مسعود اوزيل على “العنصرية” وتركه المنتخب الألماني بعد أن دافع عن ألوانه لـ92 مباراة وساهم في قيادته قبل أربعة أعوام للقبه العالمي الرابع.

وتعرض أوزيل، المولود في ألمانيا لعائلة تركية الأصل، لانتقادات قاسية منذ الصورة المثيرة للجدل التي جمعته وزميله في المنتخب الألماني التركي الأصل أيضًا ايلكاي غوندوغان بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مايو، مما أثار أسئلة حول ولائه لألمانيا قبل نهائيات كأس العالم في روسيا.

وردًّا على ما تعرض له قبل وخلال نهائيات كأس العالم التي ودعتها ألمانيا من الدور الأول وتنازلت عن اللقب، أعلن أوزيل أنه “بقلب مفعم بالأسى، وبعد الكثير من التفكير بسبب الأحداث الأخيرة، لن أعود لألعب على المستوى الدولي ما دمت أشعر بهذه العنصرية وعدم الاحترام تجاهي”.

وفي إعلانه عن قرار ترك المنتخب الألماني الذي سجل له 23 هدفاً، أشار اوزيل إلى أنه تلقى اللوم بشكل غير عادل بسبب خروج المنتخب من الدور الأول في كأس العالم، منتقدا بشكل خاص رئيس الاتحاد الألماني رينهارد غريندل.

وقال “لن أكون بعد الآن كبش فداء (لغريندل) بسبب عدم كفاءته وعدم قدرته على القيام بعمله بشكل صحيح”، مضيفًا “في نظر غريندل وأنصاره، فأنا ألماني عندما نفوز، لكني مهاجر عندما نخسر”.

وأكد اوزيل أنه مخلص لكل من أصوله التركية والألمانية، مشددًا في الوقت ذاته على انه لا يريد الإدلاء ببيان سياسي من خلال الظهور مع أردوغان.

وتابع “على غرار العديد من الناس، جذور أسلافي تعود إلى أكثر من بلد واحد. بينما نشأت وترعرعت في ألمانيا، تملك عائلتي جذورًا راسخة في تركيا. لديّ قلبان: أحدهما ألماني والآخر تركي”.

وحظي قرار ابن الـ29 عامًا بتأييد رسمي تركي حيث غرد وزير العدل عبد الحميد غول “أهنئ مسعود أوزيل الذي سجل بقراره ترك المنتخب الألماني أجمل هدف ضد فيروس الفاشية”.

أما وزير الرياضة التركي محمد كاسابوغلو الذي حذا حذو غول ونشر صورة أوزيل المبتسم مع أردوغان، فقال “نحن نؤيد بصدق الموقف المشرف الذي اتخذه شقيقنا مسعود أوزيل”.

وفي تغريدة سبقت اعلان اوزيل تركه المنتخب الألماني الذي توج معه بكأس العالم قبل أربعة أعوام، قال إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوغان، إن اضطرار اللاعب إلى الدفاع عن لقائه بالرئيس التركي “مؤسف لأولئك الذين يدعون بأنهم متسامحون ومتعددو الثقافات!”.

وكشف اوزيل أنه التقى للمرة الأولى أردوغان عام 2010، بعد أن شاهد الرئيس التركي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مباراة جمعت بين المانيا وتركيا. ومذاك تقاطعت علاقة اللاعب بالرئيس التركي مرات عدة في مختلف أنحاء العالم.

وشدد أن التقاط الصورة مع الرئيس التركي هو ومواطنه وزميله في المنتخب غوندوغان، قبل أيام قليلة من إعادة انتخاب اردوغان رئيسًا لتركيا “لا علاقة له بالسياسة أو بالانتخابات، بل الأمر هو عبارة عن احترام أعلى منصب في موطن عائلتي”.

وتابع أن “وظيفتي هي لاعب كرة قدم ولست بسياسي، ولم يكن اجتماعنا بهدف الترويج لغايات سياسية”.

وتعد ألمانيا موطنًا لأكثر من ثلاثة ملايين شخص من اصل تركي.

وأردف أوزيل قائلا “أعلم أنه من الصعب فهم الامر، كما هي الحال في معظم الثقافات اذ لا يمكن فصل السياسي عن الشخصي. مهما كانت ستؤول اليه النتيجة في هذه الانتخابات أو نتائج الانتخابات السابقة، كنت سألتقط الصورة”.

وأخذت المسألة بعدا آخر وأعمق بعد الأداء المخيب للآمال لأوزيل في المباراة الافتتاحية لـ”ناسيونال مانشافات” التي خسرها الأخير أمام المكسيك (صفر-1) في مونديال روسيا 2018، ما دفع المدرب يواكيم لوف لاستبعاده عن المباراة الثانية أمام السويد (2-1)، ليعود إلى صفوف التشكيلة أساسيًّا في المباراة الثالثة أمام كوريا الجنوبية التي خرج على أثرها حامل اللقب وهو يجر خلفه اذيال الخيبة بعد الخسارة (صفر-2).

واعتبر مدير المنتخب الألماني أوليفر بيرهوف أنه كان يتوجب الاستغناء عن خدمات أوزيل بسبب موقفه من مسألة اتخاذه صورة مع الرئيس التركي أردوغان، قبل أن يبدي أسفه لما أدلى به.

كما أن القائد السابق للمنتخب الألماني لوثار ماتيوس اتهم أوزيل بأنه لم يعد مرتاحا في قميص المنتخب الألماني.

وقال أوزيل إنه يمكن أن يتقبل انتقادات بخصوص أدائه على أرضية الملعب ولكن ليس عندما تكون مرتبطة بخلفيته العرقية.

وقال “إذا وجدت صحيفة أو منتقد خطأ في مباراة ألعب فيها، عندها يمكنني قبول ذلك”، مضيفا “لكن ما لا استطيع أن اقبله هو أن وسائل الإعلام الألمانية أصدرت اللوم بشكل متكرر على تراثي المزدوج وصورة بسيطة لكأس عالم سيئة نيابة عن مجموعة كاملة”، واصفًا إياها بأنها “دعاية يمينية”.

وتابع “هذا يتجاوز خطا شخصيا لا ينبغي تجاوزه أبدًا، حيث تحاول الصحف قلب الأمة الألمانية ضدّي”.

كما ندد بشدة بتصريحات ماتيوس التي قال فيها إنه “التقى بقائد عالمي آخر قبل بضعة أيام ولم يتلق أي نقد إعلامي” في إشارة واضحة إلى ظهوره مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وهاجم أوزيل راع لم يكشف عن اسمه، والذي قال إنه أزاله من أشرطة فيديو ترويجية لكأس العالم بعد ظهور الصور مع أردوغان.

وقال “بالنسبة لهم، لم يعد من الجيد أن يشاهدوا معي و(أنهم) يسمون الوضع بـ”أزمة إدارة”.