+A
A-

عبدالوهاب الحواج... رجل أعمال بشذى العطور

تعلمت اللغة الفرنسية بسبب متطلبات العمل في باريس

عملت بائعا بمحل الوالد وتدرجت حتى أصبحت مديرا

أعشق الرياضة والمشي على الرمال حافيا لإخراج الطاقة السلبية

من يخلص في عمله لابد أن ينجح ويصل لمراتب عليا

أكرر لأبنائي المثل “أكبر منك بيوم أفهم منك بسنة”

 

عبدالوهاب الحواج أحد أبناء الوجيه المرحوم يوسف عبد الوهاب الحواج، بدأ حياته العملية منذ أن كان في الصف السادس الابتدائي، تعلم اللغة الفرنسية نظرًا لمتطلبات العمل بالعطور المتميزة الفرنسية في باريس، وكما هو معروف فإن “الحواج” تعني العطار؛ لذا طورت عائلة الحواج عملها في العطارة من العود ودهن العود وأصبحت وكيلاً للعطور الفرنسية العالمية في البحرين. “البلاد” التقت الحواج الابن وأجرت معه حوارًا بطعم العطور.. فإلى نصه:

 

- أين مسقط الرأس؟

كنا نسكن في المنامة، ثم انتقلنا للعيش في المحرق وكنت حينها أصغر إخواني وعمري 3 سنوات، قضينا أطول فترة عمرنا في المحرق وقبل 20 عامًا فقط اضطررنا للانتقال إلى حدائق الحواج على شارع البديع، حيث إن العائلة امتدت امتدادًا طبيعيًّا، ولكن مازالت بيوتنا ومحلاتنا ومكاتبنا القديمة موجودة في المحرق.

 

- وماذا عن المرحلة الدراسية؟

تخرجت في مدرسة الهداية الخليفية، وحصلت على الدبلوم في “البزنس”، ثم درست اللغة الفرنسية ولكن لم أكمل الدراسات العليا بحكم العمل.

 

- لماذا تعلمت اللغة الفرنسية بالذات؟

لقد تعلمت الفرنسية بحكم سفرنا وعملنا في فرنسا، إذ إن الفرنسيين يعرفون لغات أخرى ولكن لا يتكلمون بغير الفرنسية وهذا ما أعطاني الدافع لتعلم لغتهم.

 

- كيف وأين كانت بداية محلات الحواج؟

شركة يوسف عبدالوهاب الحواج وأولاده تأسست في العام 1942، في البداية بدأ الوالد مشروعًا من نوع ثانٍ في المنامة وهو بيع البشوت، ومن ثم بدأنا في المحرق في تطوير العطور، والحواج تعني العطار، حيث كان أجدادنا يعملون بالعطور والعود ودهن العود، ثم طور جيلنا الحالي العمل في العطور ونحن الآن وكلاء للعديد من العطور الفرنسية في البحرين.

والحمد لله تطورنا يأتي نتيجة للصدق في العمل الذي يزيد في البركة، الإنسان المخلص في عمله لابد أن ينجح ويصل لمراتب عليا.

 

- متى بدأت العمل في محلات الحواج. وما أول وظيفة شغلتها؟

منذ أيام المدرسة وتحديدًا في الصف السادس الابتدائي بدأت العمل في محلات الحواج، وهذا سبب النجاح حيث إن التجارة والعمل جريا في دمي منذ الصغر، والحياة كانت في ذلك الوقت صعبة ويتعلم منها الفرد الصبر ويحاول الاستفادة من كل شيء، وأعتز بنفسي في تكوين خبرة عظيمة وكبيرة، حتى أبنائي أعلمهم تطوير الخبرات لديهم وحتى مع الخبرة الموجودة لابد من التجويد من خلال المثابرة، ودائمًا ما أكرر لأبنائي المثل “أكبر منك بيوم أفهم منك بسنة” ونحن بخبرتنا في الحياة نحاول إيصال هذه الرسالة لأبنائنا ونقنعهم بالحجة، ومثل ما نقول باللهجة العامية “حاكتنا الدنيا” أي لدينا التجربة الكافية.

كانت أول وظيفة لي بائع في محل الوالد وكان العمل بسيطًا بحكم صغر سني، ثم تدرجت بمهامي الوظيفية، وبذلك ربطتني علاقات قديمة مع شخصيات كبيرة ومرموقة وبعضهم مازلت على تواصل معه حتى الآن، وهذه الخصلة معروفة لدى أهل البحرين وهي الطيبة ومحبة الناس لبعضها وعدم نسيان العلاقات القديمة وعدم التفرقة وأعتز بهذا الشيء ونحاول أن نربي أبناءنا على نفس النمط.

 

- حدثنا عن خصال المرحوم يوسف الحواج؟

كان الوالد رحمه الله العنصر الأساسي بالنسبة لنجاح وانتشار وتوسعة العمل بعد أن كان العمل بسيطًا وصغيرًا في السابق. لقد ربانا تربية صالحة وعلمنا على الأمانة في العمل فهي شيء مهم في السوق التجاري، كما أن تربيته وتعليمه لنا جعل منا “رياييل” لأنه أعطانا الثقة ودعمنا ماديًّا ومعنويًّا، الدعم المعنوي كان كبيرًا وهذا بدوره منحنا الثقة في خوض التجارب. الوالد كان قدوة لنا وله احترامه وصنع لنفسه شخصية وكان مثالاً كبيرًا لكل الناس وله احترام كبير في الفريج وغيره. لقد كان مسالمًا لم يضر أحدًا أبدًا وكان يساعد الآخرين بقدر استطاعته، ونحن بقدر ما نستطيع تعلمنا الخصال الطيبة منه.

 

- كم من الوقت تقضيه في العمل؟

كنا سابقًا نعمل في كل أيام الأسبوع السبعة وهذا يعتبر كفاحًا، أتذكر نذهب إلى المدرسة صباحًا، وبالعصر نعمل في المحلات، ما عدا أيام الامتحانات كنا نغيب عن العمل. سابقًا كانت محلات سوق المنامة لا تفتح في أيام شهر رمضان سوى آخر 3 أيام فقط، ولكن كنا أول المحلات التي بدأت بفتح المحل مساءً في شهر رمضان بالمحرق منذ اليوم الأول من الشهر.

ثم فتحنا أول محل في مجمع فخيم وهو الشيراتون، وبدأنا بتطوير العمل والتسويق، حيث استضفنا ذات مرة الفنان عمر الشريف لتدشين أحد محلاتنا وتسويقها، وهذه نقطة جيدة وإيجابية للعمل نفسه والبلد، حيث إنها أصبحت تستقطب شخصيات كبيرة ومشهورة ويكون صداها في كل مكان بالعالم.

ثم أصبح يوم الجمعة إجازة رسمية، ومنذ فترة طويل أصبحت شركتنا من الشركات الخاصة والقليلة التي تطبق نظام العمل 5 أيام ويومين إجازة أسبوعية، كما كان في السابق توجد فترة استراحة ظهرًا. ومنذ أشهر قليلة طبقنا نظام العمل المستمر من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الخامسة مساءً، ويأتي ذلك ليكون للموظف حياته الخاصة بعد العمل وهذا للمصلحة العامة بعد أن أصبحت الحياة صعبة وهناك ازدحام بالشوارع فأصبح وصول الفرد لمنزله صعبًا ليدرك وجبة الغداء لذلك عملنا بتطبيق العمل المستمر حتى لا تكون هناك ربكة للموظف، وبذلك وفرنا الوقت والطاقة حيث أنشأنا كافتيريا خاصة بالموظفين ليتناولوا فيها وجبة الغداء.

 

- وكيف تقضي بقية أوقاتك؟

أنا شخص اجتماعي، بعد الانتهاء من العمل ألبي دعوات المناسبات ولا أفوتها حتى لو كان المكان بعيدًا، أحاول القيام بالواجب بقدر ما أستطيع لأن الحياة اجتماعية، وأحيانًا تكون هناك 4 دعوات في نفس اليوم نحاول أن نلبي الذي نستطيع عليه.

أما في الإجازة الأسبوعية فأحاول دائمًا أن أكون مع العائلة، لست بشخص “بيتوتي” ولكن أحب أن أستمتع بالوقت عندما أكون مع العائلة وغالبًا نذهب لقضاء هذا اليوم في درة البحرين، كما نلتقي بالأصدقاء هناك أيضًا، ولكن المقلق في الأمر عندما تكون هناك دعوة أو واجب يجب أن أقوم بتلبيته في نفس الوقت رغم المسافة البعيدة.

- الهوايات؟

الرياضة مهمة جدًّا للصحة وأحاول ممارستها بقدر استطاعتي خصوصًا أيام الإجازة الأسبوعية في درة البحرين، وبحكم أنني كثير السفر أواصل ممارسة الرياضة ودائمًا أحمل الزي الرياضي معي لممارسة الرياضة حينما تسنح لي فرصة. فالرياضة مهمة لتنشيط الإنسان وإبعاد الأمراض عنه، كما أحب السباحة، ودائمًا أحب المشي حافي القدمين على شاطئ البحر، حيث تفيد المعلومات أن المشي على الرمال يسحب الطاقة السلبية من جسم الإنسان وأعتقد بهذا الشيء لذا أقوم بتطبيقه دائمًا.

 

- وماذا عن القراءة؟

أحب القراءة ولكن لست مولعًا بها، ولكني أحب قراءة الصحف وسماع الأخبار المحلية التي أحرص على متابعتها يوميًّا حتى أعرف ما هي الأحداث الجديدة في العالم. وأحب أيضًا قراءة الكتب التي تحكي عن قصص نجاح الشخصيات البحرينية المرموقة والمعروفة مثل جاسم الزياني وراشد الزياني وغيرهما، فهما يمثلان قدوة ويستحقان أن يعرف كل مواطن عن حياتهما وكيف بدأت تجارتهما.

 

- هل تفكر في كتابة سيرة عبدالوهاب الحواج؟

شهريًّا أتلقى دعمًا حول هذه الفكرة لما نملكه من خبرة وصور تاريخية بكميات هائلة، ولكن هذا الأمر يحتاج للكثير من العمل ونحن في عملنا لا نملك ذلك الوقت بل مضغوطين بسبب السفر للخارج والافتتاحات وتدشين المنتجات، وهذا ليس بأمر سهل، ولا يمكن أن أضع المسؤولية كلها على الموظف بل يجب أن أتواجد معه لمتابعة الأمور.

 

- أخبرنا عن بصمات “أم يوسف” في حياة عبدالوهاب الحواج؟

هناك مثل مشهور وهو “وراء كل عظيم امرأة” فالمرأة تستطيع أن ترفع زوجها لأعلى المراتب أو تخفضه، وبأمانة فإن المرأة لها دور في حياة الرجل، وأم يوسف لها دور كبير في حياتي فهي متفهمة لأبعد الحدود، لديها شخصية قوية والناس تحترمها لشخصها وليس لأنها زوجة عبدالوهاب الحواج، وهي تحترم الناس لا تغتابهم أبدًا، ولها دور بنسبة 100 % في سر نجاحي، أنا دائم السفر بشكل أسبوعي تقريبًا ووجودي في المنزل قليل وهي تتحمل المسؤولية في غيابي.

 

- وكم رزقتَ من الذرية؟

ثلاثة وهم بالترتيب يوسف، أمينة، وفيصل.

 

- هل أنت من محبي السفر؟

أحب السفر كثيرًا فهو من هواياتي، وبحكم العمل والاجتماعات التي تكون مع الشركات العالمية وبدورنا نمثل البحرين كوكلاء للمنتج ويكون معي مسؤول العلامة التجارية، فهو الذي سيعمل في الفترة المقبلة في التسويق وتوصيل المعلومات. كثرة السفر تكسبنا الخبرات الواسعة ونكتشف من خلاله العديد من الأمور كما نكون علاقات وصداقات من مختلف دول العالم، فلدي أصدقاء في السفر بمثابة إخواني وكأنهم أفراد عائلتي، إذ يعملون بنفس المجال في دول أخرى، وأعتز بذلك. عند وفاة الوالد في شهر رمضان كان هناك عدد كبير منهم جاء لتأدية واجب العزاء من خارج البحرين من السعودية ومناطق الإمارات والأردن وغيرها.

 

- ما البلد الذي تحب السفر إليه؟

من الدول الأوروبية فرنسا هي البلد المفضل الأول لدي، ومن البلدان العربية مصر فأنا أعتز بهذا البلد وأحسه بداخل أوردة دمي، وأحب الحياة فيها لما فيها من حيوية.

 

- أخبرنا عن آخر جائزة حصلت عليها شركة يوسف عبدالوهاب الحواج؟

لقد كانت جائزة عن فئة أفضل تسويق وعرض لعطور “بنتلي” في الشرق الأوسط، وذلك خلال مؤتمر سنوي عالمي أقامته مجموعة “سبريشر بيريير” المالكة للعلامة التجارية في مدينة إبيزا بإسبانيا بحضور كبار مصنعي العطور ونجوم المجتمع من مختلف أنحاء العالم، ولقد استلمت الجائزة بنفسي، وفوزنا كممثلين للمملكة بهذه الجائزة يعد شرفًا كبيرًا لنا، وأفخر بتلك الجائزة كبحريني لما أضفته إلى بلدي بفوزي بتلك الجائزة مقارنة مع تنافسنا بدول أخرى ولكن فازت البحرين وتم إشهار اسمها في تلك الجزيرة الأسبانية أمام حشد من المشاركين من دول الشرق الأوسط والدول المجاورة مثل تركيا وإيران وغيرها.

حصدنا سابقا جائزة لحفلة تدشين أقمناها في جزر حوار بالاجتهاد والعمل الدؤوب، وكانت الفكرة قد خطرت بعقلي لتدشين عطر علامة “شوبارد” حيث كان الفندق افتتح حديثا في “حوار” وحجزنا فيه وأخذنا المدعوين في “لنج”، وكانت شركة شوبارد قد دشنت المنتج في دبي والأردن وبيروت وعدد من البلدان، وبعد التقييم حصلنا على أعلى تقييم في حفل التدشين من بين الدول.