+A
A-

“جمعة غضب” في العراق تطالب “بإسقاط الأحزاب السياسية”

انطلقت تظاهرات كبيرة، أمس الجمعة، بمشاركة الآلاف في محافظتي البصرة وذي قار جنوبي العراق، فيما أعرب متظاهرون في بغداد عن تضامنهم وحاولوا اقتحام المنطقة الخضراء.

وتظاهر آلاف العراقيين الغاضبين من تردي الخدمات في العاصمة بغداد وفي البصرة جنوب البلاد أمس الجمعة ورددوا هتافات مناهضة للأحزاب السياسية في تصعيد لمظاهراتهم التي يدعمها كبار رجال الدين بالعراق.

قال شهود عيان إن 30 متظاهرا أصيبوا جراء تفريق قوات الأمن للمتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد.

وتظاهر مئات العراقيين امس للمطالبة بتحسين الخدمات في وسط العاصمة بغداد.

وقال مصدر أمنى، إن بعض المتظاهرين أصيبوا بحالات اختناق، بعد إطلاق الغازات المسيلة للدموع.

وأكد قائد عمليات بغداد الفريق الركن جليل الربيعي “عدم حصول أية تماس بين المتظاهرين والقوات الأمنية في ساحة التحرير”.

وفي البصرة التي عانت من سنوات من الإهمال ومستوى متدن من الاستثمارات احتشد نحو ثلاثة آلاف متظاهر خارج مقر المحافظة.

وهتف المتظاهرون ”الشعب يريد إسقاط الأحزاب السياسية“ في شعار مشابه لآخر شاع في وقت ثورات الربيع العربي في 2011 يطالب بإسقاط الأنظمة الحاكمة. ويأتي ذلك فيما يواجه السياسيون العراقيون صعوبات في تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات جرت في 12 مايو وشابتها مزاعم بالتزوير.

ووعد رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي يسعى لولاية ثانية، بأن حكومته ستخصص تمويلا لمشروعات الكهرباء والمياه في البصرة.

وقال خالد حسن (42 عاما) وهو عامل في القطاع الصحي في البصرة ”كل وعودهم أكاذيب... لن نسكت“.

أما في محافظة ذي قار، تظاهر آلاف الأشخاص يتقدمهم شيوخ العشائر في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، مطالبين بإقالة المحافظ ورئيس مجلس المحافظة، وكذلك حل كافة مجالس البلدية.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن التظاهرة جرت وسط إجراءات أمنية مشددة، في حين هدد المتظاهرون باستمرار “التظاهرات وخروجها عن نطاق السلمية” إذا لم تنفذ مطالبهم.

وفي محافظة ميسان، تظاهر المئات من أهالي مدينة العمارة، مطالبين الحكومة المركزية بإيجاد فرص عمل وتحسين واقع الكهرباء.

وسار المتظاهرون من شارع دجلة وسط المدينة باتجاه مبنى المحافظة شرق البلاد.

ومن جهتهم، طالب المتظاهرون في محافظة كربلاء، بتحسين الخدمات والطاقة الكهربائية، وانجاز المشاريع المتلكئة.

وأكد المئات من أهالي المدينة تضامنهم مع أهالي البصرة وبقية المحافظات.

وتتواصل في محافظات وسط وجنوب العراق، منذ مطلع يوليو الحالي، تظاهرات احتجاجية مطالبة بتوفير الخدمات والقضاء على الفساد تخللتها أعمال عنف وحرق مقار الأحزاب السياسية.

ويوم الخميس دعا رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر، الذي فازت كتلته بالمركز الأول في الانتخابات العراقية، جميع الساسة إلى تأجيل جهود تشكيل الحكومة الجديدة لحين الاستجابة لمطالب المحتجين بتحسين الخدمات في الجنوب.

وتمكن الصدر من قبل في حشد عشرات الآلاف من المواطنين للضغط من أجل الاستجابة لمطالبه. وشن مسلحون تابعون له انتفاضات عنيفة ضد القوات الأمريكية بعد غزو العراق عام 2003. وعبر المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني عن تضامنه أيضا مع المحتجين. واجتاحت الاحتجاجات مدنا في الجنوب وهي المنطقة التي يتركز فيها الشيعة. وقُتل ثلاثة متظاهرين وأصيب العشرات من أفراد الأمن.

واحتشد المحتجون في بعض المناطق في مدخل حقول نفطية كبرى لكن مسؤولين قالوا إن الإنتاج لم يتأثر.