+A
A-

توقعات بنفاد احتياطي النفط العالمي بالكامل

تراجعت أسعار عقود خام برنت خلال تداولات أمس بينما ارتفع سعر الخام الأميركي بنسبة طفيفة، لكنهما يتجهان لتسجيل خسائر أسبوعية، حيث ركز المستثمرون هذا الأسبوع على عودة النفط الليبي إلى السوق، فضلاً عن مخاوف بشأن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر 0.2 % إلى 74.31 دولار للبرميل، في تمام الساعة 08:55 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، متجهة نحو تسجيل خسارة أسبوعية حوالي 4 %.

بينما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم أغسطس هامشيًّا 0.1 % عند 70.4 دولار للبرميل، لكنها ما زالت في طريقها لتسجيل تراجع بنسبة 5 % تقريبًا هذا الأسبوع.

وفي تقريرها الشهر الصادر أمس الأول، حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن ارتفاع الإنتاج من دول الشرق الأوسط وروسيا – على الرغم من الترحيب به – إلا أنه يأتي على حساب الطاقة الاحتياطية في العالم التي قد تمتد إلى أقصى حد.

إلى ذلك، قالت وكالة الطاقة الدولية الخميس إن احتياطي إمدادات النفط العالمية ربما استنفد بالكامل بسبب حالات تعطل الإنتاج الممتدة لفترات طويلة، مما يدعم الأسعار ويهدد نمو الطلب. وارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 2014 في الأسابيع الأخيرة جراء الانخفاض المتوقع في صادرات الخام الإيرانية هذا العام بسبب تجدد العقوبات الأميركية بجانب تراجع إنتاج فنزويلا وتعطل إمدادات في ليبيا وكندا وبحر الشمال.

وفي ظل شح المعروض، قامت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبعض كبار المنتجين خارجها ومن بينهم روسيا بتخفيف اتفاقهم لخفض الإنتاج، وتعهدوا بدعم السوق في الوقت الذي اتهم فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنظمة بدفع الأسعار للارتفاع.

وقالت وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس في تقريرها الشهري لأسواق النفط إن هناك بالفعل مؤشرات ”مبشرة جدًّا“ على أن إنتاج كبار المنتجين يزيد وقد يبلغ مستوى قياسيا. لكن الوكالة قالت إن حالات تعطل الإنتاج تبرز الضغط الذي تتعرض له الإمدادات العالمية في الوقت الذي ربما يكون فيه احتياطي الطاقة الإنتاجية الفائضة العالمي قد استنفد بالكامل.

وتشير الطاقة الإنتاجية الفائضة إلى قدرة المنتج على زيادة الإنتاج في وقت قصير نسبيا، ومعظمها في الشرق الأوسط.

وتقول وكالة الطاقة إن إنتاج “أوبك” من الخام في يونيو بلغ أعلى مستوى في 4 أشهر عند 31.87 مليون برميل يوميا. وبلغ فائض الطاقة الإنتاجية في منطقة الشرق الأوسط في يوليو 1.6 مليون برميل يوميا وهو ما يعادل نحو 2 % من الإنتاج العالمي.

وأضافت أنه في الوقت الذي من المتوقع فيه أن تضرب العقوبات الأميركية إيران بقوة في الربع الأخير من العام الجاري، فإن السعودية قد تزيد الإنتاج مجددًا، مما سيخفض الطاقة الإنتاجية الفائضة للمملكة إلى مستوى غير مسبوق يقل قليلا عن المليون برميل يوميا.

ويواصل الإنتاج من خارج “أوبك” الارتفاع أيضا بما في ذلك إنتاج النفط الصخري الأميركي المتزايد، لكن الوكالة تقول إن ذلك قد لا يكون كافيا لتهدئة المخاوف.

وتابعت ”نقطة الضعف هذه تدعم حاليا أسعار النفط ويبدو من المرجح أن تواصل ذلك. لا نرى أي مؤشر على ارتفاع الإنتاج من أماكن أخرى قد يهدئ المخاوف من شح المعروض في السوق“.

وأبقت وكالة الطاقة الدولية على توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2018 عند 1.4 مليون برميل يوميا، لكنها حذرت من أن ارتفاع الأسعار قد يخفض الاستهلاك.

وقالت ”ارتفاع الأسعار يتسبب في استمرار مخاوف المستهلكين في كل مكان من أن تتضرر اقتصاداتهم. في المقابل قد يكون لهذا أثر ملحوظ على نمو الطلب النفطي“.

وأوضحت الوكالة أن صادرات نفط إيران قد تنخفض أكثر كثيرًا من المقدار البالغ 1.2 مليون برميل يوميا المسجل في الجولة السابقة من العقوبات الدولية. وتصدر إيران نحو 2.5 مليون برميل يوميا من النفط يذهب معظمها إلى آسيا.

وذكرت أن الصين والهند، ثاني وثالث أكبر مستهلكين للنفط في العالم، قد تواجهان ”تحديات كبيرة“ في العثور على نفط خام بديل بعد انخفاض صادرات النفط الإيرانية والفنزويلية.

وقالت إن صادرات الخام الإيرانية إلى أوروبا انخفضت نحو 50 % في يونيو حيث توقف شركات التكرير على نحو تدريجي مشترياتها قبل بدء سريان العقوبات الأميركية في نوفمبر.