+A
A-

فخر كبير ل“الدب الروسي”

خسر المنتخب الروسي في الرمق الأخير أمام كرواتيا، وأتت هذه الخسارة لتكون نهاية المشوار بالنسبة لأصحاب الأرض، مشوار يستحق كل عناصر الفريق أن يكون فخوراً به، وكذلك الأمر بالنسبة لمشجعي المنتخب الروسي. يُدرك الجميع بأن كأس العالم FIFA هي بطولة بغاية الصعوبة، وأنه يجب أن تتضافر عوامل عدة لكي تسير الأمور بشكل جيد. حقق أصحاب الأرض والجمهور ترتيباً ممتازاً وتقدموا على منتخبات كروية عريقة مثل ألمانيا والأرجنتين والبرتغال وأسبانيا (التي سقطت أمام روسيا بنتيجة ركلات الترجيح في دور الستة عشر)، بينما تم إقصاء البرازيل وأوروجواي من نفس المرحلة.

وفي تعليق له بعد المباراة، قال المدرب ستانيسلاف تشيرتشيسوف “إني ممتن للاعبين على هذه البطولة. مر 50 يوماً وكأنهم يوم واحد. شكراً للجماهير أيضاً، بفضلهم بلغنا هذه المرحلة. ليس هناك نجوم منفردون، بل فريق متميز بأكمله. يستحق اللاعبون الثلاثة والعشرون كل الاحترام، فقد قدموا أفضل ما لديهم. لن نحصد محبة الجمهور وثقتهم إلا ببذل الجهود. والآن تُدرك البلاد برمتها مستوى المنتخب. آمل أن نكون قد غيرنا الآراء نحو الأفضل.”

لم يُشكل عناصر كتيبة تشيرتشيسوف مصدر إلهام لجمهورهم فقط، بل كذلك عشاق المستديرة الساحرة حول العالم، حيث تقاطرت الإشادة بالمنتخب من كل حدب وصوب منذ يوم أمس. وقبل انطلاق المنافسات، لم يكن هناك نجوم من العيار الثقيل في صفوف المنتخب، ولكن الجميع يعرف الآن إيجور أكينفييف ودينيس تشيريشيف وأرتيم دزيوبا وسيرجي إيجناشيفيتش وماريو فيرنانديز وآخرين غيرهم.

كذلك، تحول المنتخب الروسي إلى مصدر إلهام لفرق أخرى على مستوى الالتزام واللياقة البدنية والمهارة التكتيكية. وما من شك في أن كتيبة سبورنايا لا تضم في صفوفها عناصر من طراز كيليان مبابي وإيدين هازار ولوكا مودريتش وهاري كاين، ولكن المنتخب الروسي ظهر كصف واحد متماسك يُبشر ببداية حقبة جديدة للكرة الروسية.

وقال إيليا كوتيبوف في تصريح إلى FIFA: “أُقيم مشاركتنا بأنها كانت مُرضية. رغم أن الكثيرين لم يقتنعوا بأدائنا قبل انطلاق البطولة وأشاروا إلى أننا سنتعرض للإقصاء من دور المجموعات، إلا أننا رفعنا السقف عالياً. يعتصر قلبي بالألم، ولكن ذلك سينتهي مع نهاية اليوم على الأرجح. سنتجاوز الأمر، وكلاعبين محترفين سنتعامل مع الأمر ونمضي قُدماً. أعتقد أن أمام هذا الفريق مستقبل (مشرف).”

كان اللقاء أمام كرواتيا هو الأخير للنجم سيرجي إيجناشيفيتش الذي لا يُرجح أن يتمكن أي لاعب من كسر أرقامه القياسية قريباً. كما أعلن أليكساندر ساميدوف أنه سيعتزل اللعب مع المنتخب الأول ويستحق النجمان كل الإشادة والشكر على ما قدماه.

وقال إيجناشيفيتش “أشعر بالسعادة والهدوء. لأني أخرج بانطباع إيجابي: ربع نهائي كأس العالم وفريق رائع مع مدرب مخلص ولاعبين يُقدمون كل ما في وسعهم على المستطيل الأخضر. لاعبو كرة القدم يشعرون بالسعادة عندما يحيط بهم أشخاص يبذلون كل ما لديهم.”

أما أرتيم دزيوبا فقد أتى تصريحه للقناة الروسية الأولى مثالياً لهذه المناسبة “أود أن أتوجه بالشكر لزملائي ولكل من كان جزءاً من الفريق. إني فخور بهم وأحبهم كعائلتي وأصبحنا أسرة كبيرة. كان هدفنا طيلة حياتنا أن نجعل بلادنا فخورة بنا، وأن كرة القدم منتعشة وبحالة طيبة هنا. إننا ممتنون لبلادنا على هذه المشاعر. قلوبنا محطمة، ولكننا قاتلنا كالأسود.”

لم يتمكن دزيوبا من مغالبة دموعه في نهاية اللقاء. ولكن كلمة حق يجب قولها..ليس هناك شك في أنهم حاربوا كالأسود والبلاد برمتها فخورة بهم.