+A
A-

مهرجان الموسيقى بالكويت يحتفي بفرقة الأخوة البحرينية

احتفت الدورة 21 بمهرجان الموسيقى الدولي بالكويت بفرقة الأخوة البحرينية أمس الاثنين، كما كرمت الملحن الكويتي الراحل مرزوق المرزوق.

وتعتبر فرقة “الاخوة البحرينية” من أشهر الفرق البحرينية والخليجية والعربية التي برعت في تقديم الأغاني والموسيقى الغربية باستخدام الغيثار الكهربائي والدرامز والكونغو في منتصف الثمانينات كما أتقنت العزف على أنغام اللهجة البحرينية الدارجة.

وتتكون الفرقة العريقة من سبعة أفراد احترفوا الموسيقى وهم: علي بحر (مؤسس الفرقة وقائدها ونجمها الأول) وخالد الذوادي (أحد أفضل عازفي القيثار في الشرق الأوسط) وسلطان الماس ووجيه حسن ونادر رفيعي وعيسى بحر ومحمد راشد.

نظراً إلى نمطه الفريد والمميز في الغناء وجمهوره الشبابي الغفير أطلقت عليه الصحافة البحرينية لقب (بوب مارلي البحرين)، إنه الفنان والمغني البحريني المعروف علي بحر الذي بدأ مشواره الفني في الغناء منذ منتصف السبعينات في مدينة المحرق في البحرين.

وكان قد بدأ الفنان علي بحر حبه للغناء وفنون العزف على الآلات الموسيقية منذ فترة المراهقة بعشقه غناء الفنانة اللبنانية فيروز، وكان يؤدي أيضاً بعض الأغاني لفناني ومغنيي البحرين السابقين الذين تأثر بهم.

شارك علي بحر في إحياء عدد من الأعراس في مدينة المحرق في البحرين، بداً من منتصف السبعينات إلى أوائل الثمانينات، بعد أن أسس مع مجموعة من الأصدقاء وأخيه فرقة موسيقية أسماها (الفرقة البحرية) وأصدرت هذه الفرقة إصداراً واحدا، وأحيت بعض الحفلات واستمرت لمدة 3 سنوات حتى العام 1986.

وفي العام 1987 اتفق أعضاء الفرقة على تغيير اسمها إلى (فرقة الأخوة البحرينية)، ومن هنا بدأت الانطلاقة لهذه الفرقة الواعدة وأصدرت العديد من الإصدارات، وبدأت شهرتها بفضل وجود الفنان علي بحر فيها تتوسع أكثر، رغم المنافسة الشديدة للفرق البحرينية الأخرى حينذاك.

وبجانب تأدية الفنان علي بحر بالأسلوب والنمط الغربي الذي تأثرت به البحرين في ذاك الوقت، إلا أنه أدى علي بحر إلى جمهوره “النهمة البحرية” فأتقنها وأجادها واستحضرها من حنجرة أهل البحر مثل نهام قديم فتقبلها جمهوره أيضا منه ورددها معه، وكذلك غنى علي بحر بالأسلوب الشعبي القديم بآلة الجيتار والإيقاعات اللاتينية فتقبله أيضا جمهوره ولم يطالبه أو يلح عليه بضرورة غنائها بعزف شرقي، وغنى على إيقاعات (الفجري والتانغو) وغيرهما من إيقاعات فتقبله جمهوره في كل الحالات، مما زاد من شعبيته أكثر.

وفي إحدى الحفلات في البحرين، أحيت الفرقة بقيادة علي بحر حفلة في قاعة المتحف الوطني، حيث غصت القاعة بعشاق فنه وتقاطر إليه جمهوره من كل صوب وحدب بل ظل يستمع إليه ويردد معه أغانيه خارج القاعة. وقد تجاوز الجمهور أسوار المتحف من أجله، حيث قارب العدد نحو 10 آلاف شخص، الأمر الذي ساهم في إنجاح فعالية هذه المناسبة واستوقفت ظاهرته الفريدة في الخليج بعض الموسيقيين الأوروبيين والآسيويين، وهكذا بدأت مسيرته الغنائية تنضج أكثر فأكثر.

أحيا الفنان علي بحر وفرقته بعد ذلك حفلاً في سلطنة عمان وفي ملعب كبير وواسع، حيث تدفق عليه الجمهور حبا وعشقا له، حيث حضر الحفل من الجمهور ما يقارب الـ 130.000 شخصاً. وبذلك حقق الفنان علي بحر شهرة كبيرة وحالة جماهيرية واسعة لم يحققها فنان بحريني يملك وسائل الدعاية والإعلان من أجل الترويج لنفسه، حيث واصل علي بحر مشواره الغنائي ونجح في احتكار سوق الأغنية البحرينية.

واستطاع علي بحر بعد فترة من العناء الطويل ان يكون المطرب الشبابي الأول على مستوى البحرين والخليج العربي وتشهد على ذلك حفلات فرقة الاخوة البحرينية في سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت أيضا، وتعتبر حفلة قناة روتانا من أفضل ما تم توثيقه لفرقة الاخوة البحرينية ويسمى الحنجرة الذهبية لصوته الرائع ولكثرة الأغاني التي قدمها.

أصيب علي بحر بالجلطة الدماغية العام 2006 فاتجه إلى ألمانيا للعلاج، وكانت عودة علي بحر للبحرين سالماً معافا بعد شهر تقريبا تمثل يوماً تاريخياً لمحبيه، حيث تم الإعلان عن حفلة استقباليه له في صالة متحف البحرين الوطني بالمحرق، وتوافد عشرات الآلاف من البحرينيين هناك لاستقباله.

وبعد معاناته مع مع المرض جراء اصابته بـ ضيق في التنفس اودت به إلى غيبوبة لمدة يومين، انتقل علي بحر إلى جوار ربه في يوم الأحد الموافق 3 يوليو 2011 عن عمر يناهز 51 عاما بعد رحلة طويلة في عالم الغناء حيث أصدر العديد من الألبومات التي لاقت إعجاب الكثيرين في العالم العربي والخليج.

وافتتح المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت السبت، لمهرجان الموسيقى الدولي بتقديم لمسة وفاء للملحن مرزوق المرزوق بتكريمه في اولى ليالي المهرجان. وقدم المطربون علي عبدالله وفهد السالم وخالد المسعود واحمد الحريبي ومحمد السداني اغنيات من الحان الفنان مرزوق المرزوق منها “سيد المها”، “حبيبي شمعة الجلاس”، “تمون انت تمون”،”من غير داعي”، “يا بنيات المدينة”، “يا قربك لي ويا بعدك”، “يا معاند الشوق” و”من يشبهك”.

ويحرص المهرجان على تكريم قامات فنية وثقافية، واحتفى في دورة سابقة بالشاعر الغنائي الكويتي عبداللطيف البناي. ووزع على الحضور كتيب به مجموعة من أشعار البناي (67 عاما) وسيرته الذاتية ونبذة عن أبرز المغنين والملحنين الذين عمل معهم على مدى مسيرته الفنية.