+A
A-

لماذا خسرت المغرب استضافة مونديال 2026؟

للمرة الخامسة لم تكسب المغرب ثقة الأسرة الكروية الدولية و”الفيفا” في استضافة مونديال 2026 بعدما حصلت على 65 صوتا مقابل 135 صوتا من أصل 203 لصالح الملف الأميركي الشمالي المشترك بين كل من الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك في اجتماع الجمعية العمومية (الكونجرس) الذي عقد في العاصمة الروسية موسكو عشية انطلاق مونديال روسيا 2018.وكانت المغرب خسرت سباق الظفر بتنظيم كأس العالم أعوام 1994 و1998 و2006 و2010.

ويعتبر تقدم المغرب بملف استضافة المونديال بحد ذاته إنجازا يحسب لها وخطوة تعكس مدى اهتمامها باستضافة الحدث الرياضي الأكبر في العالم،  والذي لم تجرؤ دول أخرى أكبر منها حجما وسكانا واقتصادا على اتخاذ الخطوة المماثلة نفسها، بيد أن الخسارة لها أسباب وعوامل عديدة ونقاط قوة رجحت كفة الملف الثلاثي المشترك.

النفوذ السياسي والاقتصادي للولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب تعتبر في مقدمة الأسباب التي حالت دون نجاحها في تحقيق حلم الاستضافة، فأميركا تمثل قوة عالمية سياسية واقتصادية وعسكرية ورياضية في العالم لها تأثيرها الكبير على قرارات الكثير من الدول، ولمن يشكك في النفوذ الأميركي على المشهد الرياضي الدولي ما عليه إلا أن يتذكر حملة الاعتقالات التي طالت عدد من المسؤولين في الفيفا، والتي كان المسؤول عنها مكتب الادعاء العام بنيويورك، ومكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي FBI، وجاء اسم السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق للفيفا ضمن قائمة الأشخاص الذين عكف عملاء الـ”إف بي آي” ووزارة العدل الأميركية في التحقيق معهم لينتهي به المطاف إلى التعرض لعقوبة الإيقاف عن ممارسة نشاط كرة القدم لمدة 6 سنوات، فأميركا لم تتقبل خسارة استضافة مونديال 2022 الذي فازت به دولة قطر ومازالت الصحف الأميركية تشير إلى وجود شبهات حول دفع رشى مالية لأعضاء اللجنة التنفيذية السابقين بالفيفا للتصويت لصالح استضافتها للمونديال، حيث إن أميركا حاربت الاتحاد الدولي وأصبحت ذات نفوذ قوي في أكبر منظمة كروية في العالم، وهو ما ساهم بفوزها بنسبة كبيرة بتنظيم مونديال 2026، والتي سيكون لها نصيب الأسد من المباريات باحتضناها 60 مباراة مقابل 10 مباريات في كندا، وبالمثل في المكسيك.

ومن أهم النقاط التي عززت قوة الملف الثلاثي المشترك هو نسبة الأرباح المتوقعة، حيث تعهدت أميركا الشمالية بأن تدر ربحا يبلغ 11 مليار دولار، بينما قال المغرب إنه سيجني أرباحا قيمتها 5 مليارات دولار.

وسبق للدول الثلاث استضافة كأس العالم من ذي قبل، وكانت آخر نسخة جرت فى أميركا الشمالية العام 1994 في الولايات المتحدة، بينما استضافت المكسيك نسختي 1970 و1986 واحتضنت كندا كأس العالم للسيدات العام 2015.

ويعد اقتصاد الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك، من أقوى 3 منظمات اقتصادية في العالم على عكس الاقتصاد المغربي الضعيف نسبيا، كما أن الدول الثلاث المتنافسة مع المغرب يضمون نحو نصف مليار شخص تقريبا، مما يعطى مؤشرا إيجابيا مهما لحضور أكبر عدد من الجماهير، وهذا هو الهدف الأسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم فيفا.

أما الملاعب والبنية التحتية المخصصة لاستضافة كأس العالم فى ملف أميركا الشمالية، تستطيع استقبال 80 منتخبا إن تطلب الأمر وليس 48 فقط وذلك لتعدد المدن والملاعب والفنادق الخاصة باستقبال الوفود الرسمية والجماهير، ورأت معظم الدول بأنه من الصعوبة على دولة واحدة أن تحتضن 48 منتخبا.

وتعتبر استضافة قطر لمونديال 2022 أحد الأسباب التي لا تقل أهمية عن سابقتها، حيث وجدت بعض الاتحادات الوطنية بأنه لا ينبغي أن يقام كأس العالم في بلد عربي مرتين متتاليتين، ويجب إتاحة الفرصة أمام بلد آخر لاحتضان العرس الكروي لنشر اللعبة في أكبر عدد من دول العالم.

تلك الأسباب بمجملها لا تقلل من شأن المغرب التي قدمت ملفا جيدا قياسا بإمكاناتها ومواردها على أمل أن يحالفها الحظ في الأعوام المقبلة.