+A
A-

المجالس القرآنية في البحرين.. ملح رمضان

لِشهر رمضان المبارك خصوصية لدى المسلمين باختلاف طوائفهم وفي مختلف بقاع العالم، كل حسب ما تفرضه عليه عادات وتقاليد بلده، وتبقى المجالس القرآنية الرمضانية هي الرابط المشترك بين الشعوب المختلفة والعادة التي لم ولن تفنى.

غالباً، هي مستمرة بنفس الأسلوب والروحانية مع مرور الزمن ومع التطور، يحضرها الشيخ والشاب والطفل، جامعينَ في جعبة حسناتهم مزيجاً من الانصاتِ إلى القرآن وصلةِ الرحمِ والتزاور.

في البحرين، لا تخلو كل قرية من ثلاثة مجالس للقرآن على الأقل، ولا يشترط أن تكون في مكان خاص ومعد سلفاً.. بل في المنزل مع تقديم الشاي او العصير مع المكسرات والوجبات الرمضانية الخفيفة الأخرى.

على هذا المنوال، ومنذ زمن طويل هناكَ عادة في كل حي، بأن يقوم جماعة الرجال بالتنقل من مجلس لآخر في مجالس رجالات القرية اللذين يفتحون مجالسهم للاستقبال، يستمعون ما تيسر من القرآن الكريم، ويضيفهم صاحب المنزل.

ورغم المساحات الصغيرة المحدودة في المنازل، لم يمنع ذلك من تلطيفها بهذه الأجواء الإيمانية، ولم يحرم أصحابها أنفسهم من الثواب، حيث يكتفون بإعداد وجبات خفيفة وتوفير مكبر صوت ومصحف.. لاستقبال أهالي القرية، كما أن البعض استغل مشكلة محدودية المساحة بأن كون مجلساً قرآنياً خاصاً بالأطفال، لأن ممارسة الأطفال للشعائر الدينية على انفراد ودون مراقبة من الوالدين أو الكبار عموماً إنما هو أمر يعزز فيهم روح الوازع الديني والمسؤولية الدينية، فلا ينتظرون أمراً من أحد للقيام بواجباتهم في هذا الأمر.

بعض المجالس تختم القرآن مرةً واحدة في شهر رمضان وذلك بقراءة جزء واحد كل يوم. والبعض الآخر يختمه مرتين، بقراءة جزءين كل يوم. ويوم الختم، والذي يصادف يوم النصف من لشهر رمضان بالنسبة للمجالس التي تقرأ ختمتين بالإضافة إلى يوم العيد، يقرأ “ جزء عم “ مع ترديد عبارة “ سبحان الله، والحمد لله، ولا اله الا الله، والله أكبر ولله الحمد “ بعد كل سورة.

البركات تحل في المنزل

ومن الأكيد أن البركات الجزيلة تصب في هذه المجالس التي تقام كل عام.. وأنه رغم زيادة الإنفاق في هذا الشهر ولمتطلبات المجلس، لم يحس مقيموها بنقص في أموالهم أبداً، بل العكس تحل عليها البركة، ففيها بالإضافة إلى ذكر الله وتلاوة آياته تحقيق لمبدأ صلة الرحم والتزاور بين الأهل والجيران ما يصفي القلوب وينمي بينهم روح الأخوة.

بعض الأمور تزيد عن كونها مجرد عادات وتقاليد، فيحتاج الإنسان دائماً إلى زيادة رصيد الدين لديه. فربما ترفع صحيفته مع صحف المؤمنين المتواجدين في المجلس.