+A
A-

الجلاهمة: أكثر الأخطاء الطبية في البحرين بسبب “الإهمال”

تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، أطلق مستشفى حمد الجامعي أمس ندوة “أخلاقيات المهنة” بنسختها السادسة، بحضور الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية مريم الجلاهمة.

وتناولت الندوة، التي تهدف إلى تسليط الضوء على كيفية التعامل مع الأخطاء الطبية بمهنية متوازنة، 3 محاور أساسية من خلال أوراق لمختصين وخبراء من داخل وخارج المستشفى وهي: الوضع الحالي للأخطاء الطبية، مسؤولية الأطباء تجاه الأخطاء الطبية، ثم الإشراف القانوني على الأخطاء الطبية.

من جهتها، أكدت الجلاهمة أن الهيئة وضعت عددا من الإجراءات التي تسهم في التقليل من الأخطاء الطبية، من خلال تحسين الجودة بالمؤسسات الصحية، واتخاذ إجراءات وقائية منها وضع السياسات التي تحدد المهام والمسؤوليات في مختلف الخدمات التي تقدمها المؤسسة، سياسة التبليغ عن الحوادث والوفيات، والتي تشمل آلية التعامل مع الأخطاء وتحليل أسباب حدوثها واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعها في المستقبل، مشيرة إلى أن الإهمال يعد أكثر الأخطاء الطبية في البحرين.

وأشارت إلى أن الهيئة أصدرت ميثاق آداب وأخلاق المهن الصحية، ويشتمل على 20 بندا من القواعد التي تحكم عمل الممارسين في القطاع الصحي، والتي تشمل تقديم رعاية آمنة والتعامل مع الحوادث السلبية ورعاية الحالات الطارئة واحترام المرضى، المحافظة على سرية المعلومات، موافقة المرضى على العلاج المقدم، رعاية المرضى الذين يعانون من الأمراض المعدية، القواعد التي يجب اتباعها عند تحويل المرضى ووصف الأدوية.

وذلك إلى جانب عدد من الأمور الأخرى الدرجة المتعلقة بالميثاق، ومنها الواجبات تجاه زملاء المهنة، والواجبات تجاه المهنة، والواجبات تجاه الهيئة الوطنية لتنظيم المهن الصحية، والتي من أهمها الالتزام بالترخيص وآليات تجديده، وآليات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات الصحية.

وقالت الجلاهمة إنه وعلى الرغم من إدراك الهيئة للتفاوت في تطبيق الدليل وفقًا للظروف المحيطة بالحالة، إلا أنه لا يسمح بالتجاهل أو التساهل في تطبيق هذه المبادئ، متوقعة أن يكون جميع ممارسي المهن الصحية على دراية بهذا الميثاق وتطبيق المبادئ الواردة فيه عند تقديم الخدمات الصحية الآمنة، كما تتوقع الهيئة أن يكون الميثاق مرجعًا لهم عند اتخاذ القرارات المهنية المتعلقة بالمرضى أو بممارسة المهنة.

وأشارت إلى أن هناك قيما مهنية يجب على الممارسين مراعاتها عند تقديم رعاية صحية آمنة ورحيمة وعلى درجة عالية من الجودة والأخلاق، وأن يقدم العاملون رعاية صحية آمنة وفاعلة للمريض، وأن تكون رعاية المريض والعناية به على رأس أولويات عملهم.

وأوضحت أنه يجب أن يكون ممارسو المهن الصحية على علم بالمتطلبات القانونية التي تحكم ممارستهم في البحرين؛ لأن الهيئة تستخدم هذا الميثاق كمرجع ضمن ممارستها لدورها المناط بها قانونًا والمحافظة على المستوى العالي من معايير الممارسة وسلامة المرضى، مردفة أنه وفي حال مخالفة سلوك أي ممارس للمهنة لمبادئ هذا الميثاق، فعلى الممارس تبرير سلوكه للهيئة، كما أن المخالفات الجسيمة لهذا الميثاق أو تكرار الفشل في تطبيق ما ورد فيه قد يؤثر على تجديد الترخيص الخاص بممارس المهنة.

ومن جهته، أكد مدير مركز البحوث الطبية، رئيس تحرير مجلة البحرين الطبية الاستشاري بمستشفى الملك حمد الجامعي جعفر البريق أن مستشفى الملك حمد أول مستشفى بحريني ينظر في الأخطاء الطبية كخطوة تعليمية لتفادي تكرارها مستقبلا، مبينا أن لديه لجنة خاصة تم تكوينها منذ فترة تنظر في هذه الأمور بحيث تكون المضاعفات في المستوى المقبول.

من جهته، أشار استشاري جراحة العظام في المستشفى خالد الكواري إلى أن مستوى المضاعفات والأخطاء الطبية في مستشفى الملك حمد مساو للمستشفيات العالمية ويكون أقل منها. بينما أكدت استشاري الغدد الصماء والسكري دلال الرميحي انخفاض مستوى الأخطاء الطبية في المستشفى في الربع الأول من 2018 بمعدل 50 % من ناحية العدد وشدة خطورتها.

وأوضحت أن هذه الندوة تهدف إلى زيادة الوعي وخلق التدابير لتفادي الأخطاء الطبية وثقافة التبليغ عن الأخطاء وهي الثقافة المرحب والمعمول بها في مستشفى الملك حمد، إلى جانب دراسة الخطأ الطبي من النواحي كافة.