“الهملة” عشوائية ومهددة بالحرائق
نواب وبلديون: لتشديد الرقابة على المحال التجارية و“الكراجات”
بجهود مكثفة واستجابة سريعة، تمكّن الدفاع المدني، يوم السبت، من إخماد حريق اندلع في “كراج” لتصليح السيارات بمنطقة الهملة، إذ امتد إلى مستودع يضم قطع غيار وإطارات، دون تسجيل أي إصابات بشرية، وقد شارك في عمليات الإطفاء 16 آلية و54 ضابطا وفردا من الدفاع المدني، في تدخل وُصف بأنه احترافي وسريع.
وفي هذا السياق، أشاد النائب د. منير سرور بالتدخل السريع لرجال قوة الدفاع لتطويق الحريق ومنع انتقاله إلى محال أخرى، وذلك في وقت قياسي، مشددا على أهمية اتخاذ تدابير للحيلولة دون تكرّر حوادث الحريق.
وشدّد د. سرور على أنه من الأهمية تشديد الرقابة على المحال و “الكراجات”، والتأكد من التزامها باشتراطات الأمن والسلامة، مشيرا إلى أن العديد من المحال تفتقد إلى أدنى اشتراطات السلامة، وهو الأمر الذي يزيد من فرص حوادث العمل واندلاع الحريق.
بدورها، قالت نائب رئيس المجلس البلدي للمنطقة الشمالية زينة جاسم، بأن منطقة الهملة التجارية تُعد من المناطق العشوائية وغير المنظمة، سواء من حيث تسلسل المحال وتنوع أنشطتها في خط سير واحد، أو من ناحية الرخص والتصاريح، التي تشهد العديد من المخالفات؛ ما يجعل المنطقة عرضة بشكل كبير لوقوع الحرائق.
وأكدت جاسم أن الجهات المعنية تحرص على تنفيذ جولات ميدانية دورية؛ للحد من المخالفات القائمة، سواء تلك المتعلقة بمزاولة أنشطة دون ترخيص، أو إشغالات الطريق، أو مخالفات تصاريح هيئة تنظيم سوق العمل.
وشدّدت على أن تطوير المناطق الصناعية والتجارية يتطلب تعاونا مشتركا بين جميع الجهات المسؤولة، كل بحسب اختصاصه، بما في ذلك الجهة القائمة على الموقع؛ بهدف الارتقاء بالبنية الخدمية وتحسين مستوى السلامة العامة.
إلى ذلك، أشاد عضو المجلس البلدي للمنطقة الشمالية محمد الدوسري، بجهود الدفاع المدني ودوريات الشرطة في التعامل السريع مع الحريق، مؤكدا أهمية أن تقوم الجهات المعنية بزيارات ميدانية دورية لتفقّد المباني والمنشآت، والتأكد من التزامها باشتراطات السلامة، إلى جانب الاستمرار في توعية العاملين بالمخاطر وكيفية التصرف أثناء الحوادث.
وأضاف أنه من المهم أيضا تسهيل بعض الاشتراطات وتحديثها لتصبح أكثر واقعية وسهلة التطبيق، مثل إلزام “الكراجات” بتوفير صفارات إنذار وطفايات حريق بشكل دائم، وهو ما يساهم في تعزيز جهوزية الموقع لأي طارئ.
وشدد الدوسري على ضرورة التواصل مع مختلف فئات المجتمع بلغاتهم، ونشر إرشادات الأمن والسلامة عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ لضمان وصول الرسائل التوعوية إلى أكبر شريحة ممكنة من السكان، خصوصا العمال الذين قد يواجهون صعوبة في فهم التعليمات المكتوبة بلغة واحدة.
وختاما، أعربت عضو المجلس البلدي للشمالية زينب الدرازي، عن اعتزازها بالجهود الكبيرة التي بذلتها الجهات المختصة في التعامل السريع والمباشر مع الحريق، مؤكدة أن الاستجابة الفورية لفرق الدفاع المدني والجهات الداعمة عكست جهوزية عالية ومهنية في احتواء الحادث والحد من امتداده.
وأوضحت أن سرعة تحرّك الدفاع المدني والفرق الميدانية، وتنسيق الجهود بين مختلف الجهات، كان له دور بارز في تجنّب خسائر أكبر سواء على المستوى البشري أو المادي، مشيرة إلى أن مثل هذه المواقف تبرز أهمية وجود خطط طوارئ فعّالة، وتعاون وثيق بين الجهات الحكومية.
وقالت “نثمّن هذا الأداء المشرف لفرق الدفاء المدني والطوارئ، الذي يستحق كل التقدير، كما نؤكد في الوقت ذاته ضرورة البناء على هذه التجربة لتعزيز الإجراءات الوقائية، وتفادي تكرار مثل هذه الحوادث، خصوصا في فصل الصيف حيث تزداد احتمالات اندلاع الحرائق بسبب ارتفاع درجات الحرارة”.
وشددت على أهمية أن تتخذ الجهات المعنية مجموعة من الخطوات العملية، في مقدمتها تكثيف حملات التوعية المجتمعية، والتأكد من الالتزام باشتراطات الأمن والسلامة في المواقع الصناعية والسكنية، وتفعيل الجولات التفتيشية بشكل دوري، بالإضافة إلى مراجعة خطط الطوارئ وتحديثها بناء على الدروس المستفادة من الحوادث السابقة.
ولفتت الدرازي إلى أن المجلس البلدي للشمالية يواصل جهوده في التنسيق المباشر مع الجهات المختصة، ومتابعة احتياجات المناطق، ونقل ملاحظات المواطنين، مشيرة إلى أن المجلس يضطلع بدور مهم في دعم الخطط الوقائية، عبر تبني توصيات ميدانية مبنية على الواقع البيئي والمعماري لكل منطقة.
وأشارت إلى أن هناك تعاونا فعّالا ومستمرا بين المجلس البلدي والجهات المعنية، من شأنه أن يرفع من كفاءة التعامل مع الأزمات ويُسهم في تحسين مستوى السلامة العامة، لاسيما في المناطق التي تشهد كثافة سكانية أو أنشطة خدمية وتجارية متزايدة.
واختتمت الدرازي تصريحها بتأكيد أن السلامة مسؤولية مجتمعية مشتركة، داعية المواطنين والمقيمين إلى التفاعل الإيجابي، والإبلاغ عن أي مخالفات أو مصادر خطر، والتقيد بإجراءات الأمن والسلامة؛ لما فيه خير وسلامة الجميع.