ورجعنا لكم بعد سفرة سريعة مقطوعة من أقصى أوربا، من البرتغال على وجه التحديد بعد تداعيات الأزمة الحالية في منطقة الخليج والتي قد تنذر بدق ناقوس الحرب في منطقة الخليج وإغلاق شبه نصفي وعرقلة حركة المطارات في بعض المناطق إلا أننا تمكنا من العودة بكل سلاسة وأمان إلى مطار البحرين الدولي دون الإحساس بأي نوع من الخطر.
وفي الحقيقة إن أول تعليق لي على صفحتي الخاصة في الإنستغرام بعد الرجوع مع كوب الكابتشينو الشهير وصحيفة “البلاد”، في زاويتي الصباحية المعروفة بالعنوان العريض (إن وقت الأزمات، هو وقت صنع الثروات يا سادة) حتى انهال علي كم كبير غير مسبوق من التعليقات بأني من تجار الحرب وكيف لإنسانيتي أن تسمح لي بأن أطرح مثل هذا التعليق الساخر في وقت يقبع فيه الخليج على صفيح ساخن!!!
ولأني جريئة قررت أن أطلق لجرأتي الاقتصادية قليلًا من العنان وأصر وأكون أكثر عنادًا وأحولها إلى مقالة اقتصادية أشرح فيها وجهة نظري التي ليست لها علاقة أخلاقية بالأزمة الحالية وإني قد كتبت سابقا في أزمة كوفيد آنذاك مقالة مشابهة جدًّا، واليوم أعاود الكرّة بشكل مختلف وأؤكد أن الحقائق التجارية ليست بالضرورة انعكاس للرخاء الاقتصادي مثل أسعار النفط التي أخيرًا قد تجاوزت 75 دولارًا بعدما ترنحت لسنتين ماضيتين إلى نجو 60 دولارًا وأقل مما جعل من أزمة الديون العامة تثقل كاهل دول الخليج بالإضافة إلى تحليق أسعار الذهب عاليًا لما هو فوق الخيال!! بل إن من يروّج لكساد بمنطقة الخليج قد خيب ظنه ببعض المعلومات الموثوقة من مصادر تجارية مطلعة بأن أصحاب الأعمال وكبار التجار قد حلقوا عاليًا في وقت سابق في سباق مع الزمن بين روسيا وأوروبا لتوقيع العديد من الاتفاقيات الجديدة لكثير من المنتجات الغذائية والتنموية والإلكترونية لطرحها في الأسواق قريبا وتأمين الغذاء والاستهلاك المحلي في هذه الظروف غير الاعتيادية والذي يقال بأن فرصة التاجر تأتي في الأزمات في العمر قد تكون مرة !!
في مقابل أن القاعدة الأساسية للأزمة الحقيقية للاقتصاد تكون في خندق الكساد، على عكسها تماما بأن الأزمات قد تخرج الوضع الاقتصادي برمته في ولادة جديدة مثل ما نقول في السوق (السوق ربح وخسارة) وهو ما يعني أن الخسائر تدفع برغبة المشتري إلى شراء مع نزول الأسعار للعرض وهو ما يحصل الآن مع سوق العقار والذي لتو دفعه حرص الملاك على سيولة إلى تدافع وعرض العقار المحلي بسعر مغري يبشر بتحرك أسواق العقار المحلي أخيرًا بعد كساد كبير جدًّا وغيرها من الأمثلة!!
وفي النهاية نستلهم هذا الاطمئنان من الخطاب السامي لجلالة الملك المعظم الذي أطل علينا بداية الأسبوع المنصرم في كلمته السامية والذي عبر عن أهمية المزاوجة بين الإصلاح الوطني والتعاون العالمي والالتزام بجعل التنمية البشرية من أولويات التعاون الدولي، إلا إنني ما زلت أبحث عن معاني وتحليل عميق لفحوى الكلمة السامية وما سوف تعكسه من خارطة تغيير جديدة سوف نكتشف ملامحها قريبا.
* سيدة أعمال بحرينية ومحللة اقتصادية