عندما نُعيد النظر في حساباتنا الشخصية، نرى أخطاء كثيرة مررنا بها، ليس بالضرورة معظمنا أخطأ وخسر الكثير من النجاحات أو الفرص الثمينة، لكن أقول القليل منا نجح والغالبية فشلت، والسبب أننا نجهل أهمية الاستشارة وأخذ رأي المختصين بالشأن الذي نحن بحاجة له، فعلى سبيل المثال عندما تقرّر أن تشتري عقارًا لتسكن فيه، من الممكن أن يكون اختيارك غير موفق في شرائه بسبب عدم أخذ نصيحة أو رأي أشخاص أكثر منك خبرة وعلمًا، وبالتالي تجد نفسك أمام معضلة كبيرة لا تستطيع حلها.
ما رغبت أن أقوله هو أننا نُضيع الفرصة الجيدة اعتقادًا منا بأننا سنجد أفضل منها؛ وإن كان على المستوى الشخصي أو الجماعة أو الأوطان.. هناك تحدث الكوارث التي لا يتوقعها إلا القليل منا.
على المستوى الشخصي، كم شخصًا جاءت له فرص قيمة ورفضها وندم عليها؟ على مستوى الجماعات أو “الجمعيات السياسية” كم من فرص إيجابية تحققت ورفضوها؟ على مستوى الأوطان كان الاتحاد السوفييتي يحلم بأن يقود العالم وأن تكون تحت مظلته معظم دول العالم، ودفع المليارات لنشر أفكاره الاشتراكية، وساهم ودعم التنظيمات السياسية في جميع بلدان العالم. ماذا استفاد من كل هذه الخسائر؟! النتيجة والفائدة فقط لمن درس الطب والهندسة وغيرها عندهم وعاد إلى وطنه، أما الاتحاد السوفييتي وأحلامه المبالغ بها فـ“تبخرت” وسقط نظامه وتقطعت أوصاله.
تجربة الاتحاد السوفييتي من المفترض أن تستفيد منها بعض الدول التي بدأت بثورات وأرادت أن تنشر أفكارها ومذاهبها عبر العالم بالطريقة التي نفذها الاتحاد السوفييتي، وهذا هو الخطأ الجسيم الذي ارتكبته بعض الدول التي نسيت أو تناست أو ضربت الجميع عرض الحائط وأعلنت للعالم أنها ستعمل كذا وكذا وكأنها تهدد الجميع بدون استثناء. والمثل الشعبي يقول: “إذا انت تأكل التمر غيرك يحسب النواة”.
*كاتب بحريني