العدد 6064
الخميس 22 مايو 2025
banner
التأتأة وتجاوز الإعاقة الصوتية ..!!‏
الخميس 22 مايو 2025

قبل أيام أقيمت بجمعية الحكمة للمتقاعدين حلقة نقاشية أعتقد هي الأولى من نوعها بمملكة البحرين كانت ‏بعنوان (التصالح مع النفس- تجربة شخصية في تحدي الإعاقة الصوتية)  قدمها الأخ الإعلامي الأستاذ ‏خالد عبدالله (ابواحمد) حظيت الحلقة بحضور وتفاعل كبير ومناقشات مثمرة، اشتملت على عدد من ‏المحاور المهمة في سياق تسليط الضوء على هذا النوع من الإعاقات التي يصاب بها بني الانسان، فكان محور ‏التعريف بالإعاقات، والعقد النفسية التي تصاحب الإنسان بسبب جنسه أولونه أو لهجته، دور الأسرة في ‏صناعة الثقة بالنفس للأبناء الذين يعانون من الإعاقات المختلفة، دور المؤسسات التعليمية والتربوية في ‏بذر المعرفة وتصحيح المعلومات لدى الطلبة.‏

كذلك دارت المناقشات في الحلقة حول أهمية دور المجتمع في توعية الناشئة والشباب في ‏الابتعاد عن التنمر على الآخرين بل مساعدتهم، وأهمية المعرفة والتواصل مع الآخرين على ‏تقبل الشخص للإعاقة أو الاختلافات، وأهمية دور الأنشطة الترفيهية والاجتماعية في تقبل ‏الشخصية، المحاضر تحدث عن تجربة الشخصية مع التأتأة التي لازمته منذ صغره حيث أكد ‏على العامل الوراثي في اعاقته الصوتية، وفي هذه النقطة اشار إلى أن البعض من المصابين ‏بالتأتأة يتحرجون في ممارسة حياتهم الطبيعية في الاختلاط بالاصحاب وفي المشاركة في ‏النقاش خوفا من التنمر، فيختاروا العزلة، التي بدورها تعمق فيهم الشعور بالألم والحرمان من ‏ممارسة الحياة بشكلها الطبيعي، ومن ضمن المناقشات استمع  الحضور لتجارب عديدة من معاناة هذه الفئة داخل المجتمع البحريني.

المحاضر قدم (روشتة) مهمة جدا لكل المتأتين وأسرهم وأولياء أمور تتمثل في ثلاث عناصر رئيسية من خلالها يتجاوز الطفل أو الطالب أو الشخص البالغ هذه الإعاقة التي اعتبرها المتحدث إعاقة حقيقية بشكل خاص في مرحلة الطفولة، وتتمثل العناصر في (الأسرة والمدرسة والمجتمع) فواجب الاسرة أن تعوده على الاهتمام بالقراءة بشكل عام منذ وقت مبكر، وتلاوة القرآن بصوت مسموع، وترديد الأناشيد المحببة له والترديد معه، فإذا تعود الطفل على ذلك سيتماسك ويكون قويا وذا شخصية واثقة من نفسها، ويقول خالد ابواحمد أن المدرسة باعتبارها الحضن الثاني بعد الأسرة تمثل اهمية بالغة في العلاج من (التأتأة) وذلك في ظل وجود المُعلم الكفء الانسان الذي يتعامل مع هذه الفئة بالمحبة.

وفي هذا المنحى يشير المتحدث إلى أن الأساتذة الذين درس على يديهم المرحلة الابتدائية على ‏وجه الخصوص لعبوا دورا كبيرا ومهما في صياغة شخصيته، وذلك باعطائه الفرصة في ‏المناقشات ودائما يقولون له " تحدث بهدوء وعلى راحتك كلنا نسمعك..انت شاطر ومتميز"، ‏هذه اللفتة الانسانية مثلت له إحدى طرق العبور في تجاوز الإعاقة الصوتية، مما يؤكد أن ‏المدرسة ليس قراءة وتعلم فحسب بل تربية في المقام الأول، فعندما يتعامل الاستاذ مع الطالب ‏المتأتي بهذه الطريقة لا يتجرأ طالب أن يتنمر عليه، وأو يقلل من مكانته، ويذكر المتحدث أن ‏دور المجتمع أيضا دور مهم للغاية في تشجيع الأطفال المعاقين صوتيا، ومحاربة التنمر بردع ‏المتنمرين وهناك وسائل كثيرة في هذا الصدد.‏

ختاما الشكر كل الشكر لجمعية الحِكمة للمتقاعدين على ما تقدمه من فعاليات هادفة تسهم في ‏الارتقاء بالمجتمع، وقد أثبتت الجمعية بأنها مؤسسة تربوية وتثقيفية واعلامية وحضارية، ‏فالتحية لكل منتسبيها والعاملين بها، كذلك الشكر والتقدير للأستاذ الإعلامي خالد ابواحمد ‏لتطرقه لهذا الموضوع الذي يمثل أهمية كبيرة للمجتمع الذي لا يخلو من المتأثرين بالتأتأة، وهم ‏فئة متميزة بحق.‏

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .