العدد 6063
الأربعاء 21 مايو 2025
banner
من الذاكرة الدبلوماسية.. البحرين في مجلس الأمن (1)
الأربعاء 21 مايو 2025

نظرة عامة على عضوية البحرين الأولى في مجلس الأمن بالعامين 1998 - 1999
منذ إعلان استقلال البحرين وانضمامها للأمم المتحدة في العام 1971، أخذ رائد الدبلوماسية البحرينية الكبير سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، يعمل على توطيد أقدام البحرين على الساحة الدولية. كانت الأمم المتحدة المحفل الدولي الرئيس الذي ركّز فيه جهوده الدبلوماسية. ولهذا قدمت البحرين ترشحها للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن في مطلع الثمانينيات، حيث بدأ العمل الترويج لهذا الترشيح وطلب دعم الدول الشقيقة والصديقة. وأثمرت الجهود الدبلوماسية للبحرين دعمًا كبيرًا من الدول الأعضاء لترشيح البحرين، عبرت عنه كتابيًّا أو شفويًّا قبل الانتخابات.
فوز ساحق للبحرين
في 14 أكتوبر 1997 جرت الانتخابات في الجمعية العامة، حيث انتخبت البحرين للعضوية غير الدائمة لأول مرة منذ انضمامها للأمم المتحدة. وقد حصلت البحرين في تلك الانتخابات على تأييد كبير من جانب أعضاء الجمعية العامة بلغ 172 صوتًا من مجموع أصوات الدول المشاركة في تلك الجلسة التي بلغت 174 دولة.
لقد حصلت البحرين على أعلى نسبة من الأصوات من بين الدول الخمس التي انتخبت معها في ذلك الوقت لعضوية المجلس للعامين 1998 - 1999. وذلك يعكس الجهود المميزة التي بذلتها الدبلوماسية البحرينية خلال حملتها الانتخابية التي استمرت نحو سبعة عشر عامًا تقريبًا. والدول الأربع الأخرى التي انتخبتها الجمعية العامة إلى جانب البحرين هي الغابون وغامبيا من إفريقيا، وسلوفينيا من أوروبا الشرقية، والبرازيل من أمريكا اللاتينية والكاريبي. وجاء انتخاب هذه الدول الخمس لتحل محل جمهورية كوريا، ومصر، وغينيا بيساو، وبولندا، وتشيلي.
كان هذا الفوز الساحق، الذي حصدت فيه البحرين أعلى نسبة أصوات، تتويجا لجهود دبلوماسية مكثفة بذلتها القيادة البحرينية بحكمة، بالتعاون مع وزارة الخارجية تحت قيادة سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، وبمشاركة فاعلة من البعثات الدبلوماسية البحرينية، لاسيما البعثة الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك.

دور المجموعات الإقليمية
حري بالذكر أن الدول غير الدائمة العشر في مجلس الأمن تمثل المجموعات الإقليمية الخمس في الأمم المتحدة، وهي: مجموعة آسيا والمحيط الهادئ التي تنتمي لها البحرين، والمجموعة الإفريقية أكبر المجموعات الإقليمية من حيث عدد الدول (54 دولة)، ومجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، ومجموعة دول أوروبا الغربية ودول أخرى، بالإضافة إلى مجموعة أوروبا الشرقية. 
هذه المجموعات الإقليمية الخمس تؤدي دورًا أساسيًّا في الانتخابات التي تجريها الأمم المتحدة للمناصب والأجهزة التابعة للأمم المتحدة. وليس لهذه المجموعات دور سياسي في الأمم المتحدة، بل يقتصر دورها على تنسيق أنشطة الأمم المتحدة المتعلقة بالانتخابات فقط. 
ومن الجدير بالذكر أنّ هناك اتفاقًا غير مكتوب بين كل من مجموعة آسيا والمحيط الهادئ من جهة والمجموعة الإفريقية من جهة أخرى، يقضي بانتخاب دولة عربية بشكل دائم في مجلس الأمن بالتناوب بين المجموعتين. وبموجب هذا الاتفاق يُنتخب عضوٌ عربي من المجموعة الإفريقية وبعد انتهاء عضويته يتم انتخاب عضو عربي آخر من المجموعة الآسيوية.
كانت هناك حالات نادرة شهدت وجود دولتين عربيتين في عضوية مجلس الأمن في نفس الفترة. ففي العام 1971 كان في المجلس كل من الجمهورية العربية السورية، والصومال. وفي العام 1972 كان في المجلس دولتان عربيتان هما السودان والصومال. وفي خلال العامين 1974 - 1975، كان في مجلس دولتان عربيتان هما العراق وموريتانيا. وخلال العام الجاري (2025) هناك عضوان عربيان من إفريقيا في مجلس الأمن هما الجزائر والصومال. وفي العام القادم (2026)، سيكون هناك، بإذن الله، دولتان عربيتان في مجلس الأمن، وهما الصومال ومملكة البحرين. ولا شك في أن هذا الأمر يساهم في فعالية الدور العربي في المجلس.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية