+A
A-

تضييق الخناق على منتجات التبغ.. نقلة نوعية

في إطار جهودها المستمرة لحماية الصحة العامة وتعزيز بيئة خالية من التبغ، صادقت مملكة البحرين في أبريل 2025 على تعديل المادة (20) من القانون رقم (8) لسنة 2009 بشأن مكافحة التدخين والتبغ بأنواعه، وذلك بموجب القانون رقم (15) لسنة 2025، ويأتي هذا التعديل ليشدد العقوبات القانونية على مخالفي بنود القانون، خصوصًا في ظل تزايد استخدام بدائل التبغ وانتشارها بين فئة الشباب.
القانون الأصلي للعام 2009 مثَّل حجر الأساس في تنظيم تداول واستهلاك التبغ، إذ نصَّ على منع التدخين في الأماكن العامة والمغلقة، وتقييد بيع التبغ للقُصَّر، وحظر الإعلانات المروِّجة له، إلا أن التطورات المجتمعية وظهور بدائل جديدة خالية من النيكوتين أو تحتوي على مواد عشبية دفعت المُشرِّع البحريني إلى مراجعة العقوبات وتحديثها لتواكب التحديات الحديثة.
التعديل الجديد يُعد نقلة نوعية، إذ تتراوح الغرامات المنصوصة فيه من 20 دينارًا إلى 100,000 دينار بحريني، وتصل العقوبة إلى السجن لمدة سنة في بعض المخالفات، لاسيما فيما يتعلق باستيراد أو بيع بدائل التبغ غير المصرَّح بها، ويُمنح القضاء صلاحية إغلاق المحال المخالفة أو مصادرة المواد غير المرخَّصة.
وبهذا نرى أن الإيجابيات التي تعود من التعديلات الجديدة تبرز في تعزيز الردع القانوني للحد من الترويج للتدخين، ولتقليص أعداد المدخنين، ولحماية فئة الشباب من الوقوع ضحية الإعلانات الخادعة لمنتجات “بلا نيكوتين”، ولتخفيف الأعباء الصحية والمالية على الدولة.
وتتماشى هذه الخطوة مع توجهات خليجية مشابهة، إذ أقرت دولة الإمارات العربية المتحدة قوانين تمنع بيع منتجات التبغ لمن هم دون 18 عامًا، وتحظر التدخين في الأماكن العامة والمغلقة، بالإضافة إلى فرض ضرائب انتقائية على منتجات التبغ، وأصدرت دولة قطر قانونًا شاملًا لمكافحة التبغ، يشمل حظر بيع السجائر أو التبغ أو مشتقاته على مسافة تقل عن 500 متر من المدارس وغيرها من المؤسسات التعليمية والتدريبية.
كما أن قانون مكافحة التدخين بدولة الكويت يحظر التدخين في محال الأغذية أثناء إعداد الأطعمة أو المشروبات، أو أثناء قيادة السيارة أو أي وسيلة نقل عام أو خاص، ونصَّت المادة رقم 10 من نظام مكافحة التدخين بالمملكة العربية السعودية على أن “تحذف مشاهد تعاطي التبغ ومشتقاته من الأفلام والمسلسلات والبرامج والمطبوعات التي تُعرض في السعودية، وكل ما يشجع على التدخين”.
وتُظهر هذه الجهود التزام دول الخليج بتعزيز الحماية الصحية والبيئية، والحد من انتشار منتجات التبغ وبدائلها، خصوصا بين فئة الشباب.