خلق قادة من الشباب المؤثرين في نشر السلام
“الملك حمد للريادة في التعايش”.. منصة لإعداد جيل متسامح
ناقش المشاركون في برنامج “الملك حمد للريادة في التعايش”، سبل إعداد وتأهيل الشباب ليكونوا قادة مؤثرين في نشر ثقافة السلام وترسيخ قيم التسامح من أجل مستقبل أكثر إشراقًا وتضامنًا وازدهارًا للبشرية. كما تناولت المناقشات أهمية تعزيز قيم التفاهم والحوار الديني والحضاري.
وفي الورشة التدريبية التي أقيمت بمركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح، شدد المشاركون على ضرورة تمكين الشباب وتنمية مهاراتهم القيادية ليكونوا صنّاع سلام وسفراء للتسامح، وشركاء فاعلين في بناء مجتمعات إنسانية مسالمة ومستدامة.
وأشاد المشاركون بالرؤية المستنيرة لملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في إعداد وتأهيل الشباب لنشر ثقافة السلام والتسامح عبر برنامج “الملك حمد للريادة في التعايش”، الذي يُعد الأول من نوعه في المنطقة، وينفذ بالتعاون مع منظمة “الإيمان بالقيادة” ومعهد “1928” التابع لجامعة أوكسفورد.
وأكد المشاركون أن البرنامج ساهم بشكل فعّال عبر الورش التعليمية والتدريبية في صقل مهارات الشباب، وتزويدهم بالمعرفة اللازمة للقيادة وتعزيز قيم التسامح، بما يسهم في خدمة المجتمعات الإنسانية وتحقيق التنمية المستدامة، عبر مبادرات نوعية تهدف إلى مد جسور التعاون والتفاهم بين مختلف الثقافات والمجتمعات. ويستند البرنامج إلى نهج إنساني يرتكز على التعليم والثقافة والتدريب لترسيخ الحوار الحضاري والديني، وتمكين الشباب المبدع، وتعزيز دورهم القيادي في بناء مجتمعات أكثر وعيًا وتسامحًا، عبر شراكات استراتيجية مع مؤسسات وطنية وخبرات دولية.
وفي هذا السياق، أوضحت مشرف البحوث والدراسات البرلمانية بمجلس الشورى فاطمة رضي، أن البرنامج يسهم في تنمية المهارات القيادية لدى نخبة من الشباب، ويعزز قدرتهم على التواصل مع المجتمع، إضافة إلى تمكينهم من مواجهة التحديات في بيئة العمل، كما يعكس هذا البرنامج التزام البحرين الثابت بتعزيز ثقافة السلام العالمي، عبر الاستثمار في التعليم وبناء الإنسان، انطلاقًا من إيمانها الراسخ بأن التعايش هو حجر الأساس لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لجميع شعوب العالم.
من جانبه، أشار المحاضر بجامعة البحرين د. سلمان زايد، إلى أن البرنامج يُعد مبادرة فريدة من نوعها في منطقة الخليج، إذ يعمل على تنمية القدرات القيادية للمشاركين، ويمنحهم المعرفة اللازمة لتطبيق مفاهيم التعايش والتسامح، وتعزيز قيم الأخوّة الإنسانية بين مختلف الشعوب، عبر مبادرات أبرزها “كرسي الملك حمد للتعايش الذي يمثل منبرًا علميًا وفكريًا لإثراء النقاشات حول ثقافة الحوار والتسامح، ويعكس التزام مملكة البحرين بدورها الرائد في مجال التقارب الحضاري والديني”.
إلى ذلك، قال المشارك من بريطانيا فيجيندرا فيكريا، إن مشاركته في البرنامج كانت تجربة متميزة، واصفا إياه بأنه الأول من نوعه في المنطقة.
وأوضح أنه قضى أسابيع عدة مع الشباب المشاركين، وشهد تطورهم الملحوظ أثناء فترة البرنامج.
وأضاف “في هذا الوقت الذي يشهد العالم فيه العديد من التحديات المتعلقة بالتعايش، من الضروري تبنّي مبادرات تعزز ثقافة القبول والانفتاح. ومن الإيجابي أن تبادر البحرين إلى غرس هذه القيم لدى الجيل القادم”.
وأشار إلى أن البرنامج يزوّد المشاركين بمهارات تساعدهم على فهم ذواتهم أولا، ثم التعامل الإيجابي مع الآخرين، بدءا من الأسرة ووصولا إلى المجتمع عموما، مؤكدا أن هذه مجرد بداية، معبّرا عن سعادته لكونه جزءا من هذه المبادرة العالمية.
يُذكر أن برنامج “الملك حمد للريادة في التعايش” يضم 100 شاب وشابة في دورات تعليمية وتدريبية تمتد لأربع سنوات، بمعدل 25 مشاركًا سنويًا، ويتم تأهيلهم بأساليب تجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، تحت إشراف خبراء دوليين، وبالتعاون مع مؤسستين بريطانيتين. كما يهدف البرنامج إلى تطوير مهارات المشاركين في نشر ثقافة السلام، والتفاوض، وحل النزاعات بطرق سلمية، ومكافحة خطاب الكراهية. ويتيح البرنامج لخريجي الدفعة الأولى تولي أدوار قيادية في الإشراف على مشروعات التخرج، وإدارة جلسات الحوار، والمساهمة في استقطاب المشاركين الجدد، بما يعزز الاستدامة والتأثير الإيجابي للبرنامج على المدى الطويل.