+A
A-

“البلاد” تطلق الصحفي الافتراضي “عبدالله”

  • الالمام بمهارات الذكاء الاصطناعي من شروط التوظيف في “البلاد”

  • اختير الاسم تيمنا باسم رائد الصحافة البحرينية عبدالله الزايد

  • تدريب “عبدالله” على تحليل البيانات وتوليد المحتوى بدقة وسرعة 

  • 81 % من الصحافيين في العالم يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي

في خطوة نحو تعزيز التحول الرقمي وتوظيف الذكاء الاصطناعي في العمل الصحافي، أعلنت صحيفة “البلاد” عن إطلاق صحافي رقمي افتراضي يحمل اسم “عبدالله”. واختير الاسم تيمنا باسم رائد الصحافة البحرينية عبدالله الزايد، الذي أسس أول صحيفة في البحرين في العام 1939.
وأعلن سكرتير التحرير رئيس قسم الشؤون المحلية والمحتوى الالكتروني راشد الغائب ذلك خلال مشاركته بندوة في مركز عبدالرحمن كانو الثقافي.
وقال: يُعد “عبدالله” نتاجا لتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، حيث تدرب على تحليل البيانات وتوليد المحتوى بدقة وسرعة، مما يعزز من قدرة الصحيفة على تقديم تغطية شاملة ومتنوعة للأحداث المختلفة.


وأضاف: تُعتبر هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية صحيفة البلاد للتحول الرقمي وتوظيف الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي.
وكانت “البلاد” قد أعلنت في فبراير 2025 عن اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في توليد الصور التعبيرية لبعض الموضوعات الصحفية في اطار توجه الصحيفة نحو تطوير أساليب العرض البصري ورفع جودة المحتوى البصري بما يمنح الموضوع هوية بصرية مميزة تتناسب مع محتواه.
ونظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي مساء يوم أمس الأول ندوة بعنوان “الصحافة البحرينية والذكاء الاصطناعي.. هل نحن مستعدون للغد؟”، ضمن فعاليات الفصل الثاني من الموسم الثقافي الثلاثين، وبالتزامن مع احتفاء العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، واحتفال البحرين بيوم الصحافة البحريني.
 شارك في الندوة كل من سكرتير التحرير ورئيس قسم الشؤون المحلية والمحتوى الإلكتروني بصحيفة “البلاد” راشد الغائب، والصحفية بجريدة “الوطن” زهراء حبيب، والصحافي بجريدة “الأيام” محمد بحر، والإعلامية سبيكة الشحي، وأدارت الندوة الإعلامية سارة نجيب، وسط حضور اكتظت به القاعة.
واقع متغير
قال الغائب في مداخلته بالندوة: “أتذكر أنه في أيام الجامعة، ومع بدء انتشار الهاتف النقال المزود بالكاميرا، بدأت تظهر على الجدران إشعارات من إدارة الجامعة تدعو لعدم إدخال كاميرات للجامعة، حيث لم يكونوا يعتبرونه هاتفًا، بل كاميرا، كما بدأوا يفتشون في اللوائح الداخلية عن عقوبة استخدام الكاميرا في الحرم الجامعي، لردع الطلاب ومنعهم. وبالطبع، سقط هذا التعميم، لأن موضوع استخدام الكاميرا في الهاتف هو أمر واقع ومتطور”.
 وأردف: “الذكاء الاصطناعي اليوم ليس بالأمر الجديد، وإن كان كذلك فهو بالنسبة لنا في الدول العربية، بينما قطعت الدول الأجنبية في هذا المضمار شوطًا طويلًا ومراحل متعددة في استخدامه. بالنسبة للبلاد كنموذج بحريني، فلديها مختبر داخلي لاختبار النماذج قبل الخروج بمحتواها، إلى أن وصلنا إلى نموذج نعمل على تطويره”.
81 % من الصحافيين
وقال الغائب: “لا تأخذ أي مادة صحفية طريقها للنشر بـ(البلاد) إلا بعد أن تمر عبر الذكاء الاصطناعي، للتأكد من خلوها من الأخطاء الإملائية واللغوية، وهي خدمة متاحة ومجانية، وتطور النص، وتفيد الصحافي في عمله. لقد ساعدتنا هذه السمة كثيرا في الإنجاز، وفي اختصار وقت العمل”.
وتابع: “كما بدأنا في “البلاد” بإنتاج الصور التعبيرية التي تحاكي وقائع موجودة، وليس لدينا صور عنها، فتكون هذه الصور متخيلة، لحادث مروري مثلًا في منطقة معينة، حيث لا يوجد هناك أي صور للحادثة، فيمكن توليد الصور الافتراضية عن طريق الذكاء الاصطناعي، بصور تعبيرية مناسبة وسريعة”.
وأبان الغائب: “وأستدل هنا بإحصائية نشرتها (رويترز) تفيد بأن 81 % من الصحافيين اليوم حول العالم يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا في تجويد محتواهم، تدقيقه، ومراجعته. نحن في صحيفة (البلاد) وبمعية الصحف الزميلة ماضون في هذا الركب”.
 وأكمل: “أيضًا بدأنا في صحيفة (البلاد) بإنتاج تقارير بالفيديو بالذكاء الاصطناعي، ومنها استثمار التعليق الصوتي للأحداث، وآلية إنتاج وتوظيف المخزون الكبير من الصور في سياق التقرير، وغير ذلك”.
استثمار التقنية
وفي سؤال لمديرة الحوار سارة نجيب عن إمكانية إلغاء بعض الوظائف الصحافية بسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي، علق الغائب: “هذه مخاوف موجودة من قبل الزملاء، لكن لدي وجهة نظر أخرى، بأن كل منهم مدعو لأن يطور من مهام وظيفته، ويحسنها”.
 وتابع: “بالمقابل، فإنه وحتى على المستوى الصحافي، لم يعد لدينا اليوم مفهوم الصحافي التقليدي الذي يكتب الخبر فقط، وعليه فقد ظهر مفهوم الصحفي الشامل، والذي يتسم بمهارات متعددة، كالمونتاج، والإلمام بالتقنيات الجديدة والتي منها أدوات الذكاء الاصطناعي، وكيفية الاستفادة منها في عمله، وبتطوير هذا العمل”.
وقال الغائب: “من شروط التوظيف في صحيفة (البلاد) أن يكون الموظف الجديد ملما باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي”.
 وأضاف: “مؤسساتنا الصحافية تتحرك جميعها إيجابًا في استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي، والمطلوب منا أن نتطلع دومًا لمعرفة المحتوى المتطور، والجديد، والمؤثر، والنوعي، والتأكد من نوع المدخلات والأوامر للذكاء الاصطناعي، لأنها من ستحدد النتائج التي نريدها”.