لا تبدو مباراة نهائي كأس خليفة بن سلمان لكرة السلة بين المنامة والمحرق مجرد صراع رياضي على لقب جديد يُضاف إلى خزائن البطولات، بل هي مناسبة تحمل في طياتها بُعدًا وجدانيًّا ومعنويًّا عميقًا، لكونها بطولة تحمل اسم رجلٍ من رجالات الدولة الذين أسهموا في نهضة البحرين، المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة.
عندما تنطلق صافرة البداية، لن يكون اللاعبون وحدهم من يشعر بثقل المناسبة، بل كل مشجع وكل متابع يدرك أن هذا اللقاء لا يُمثل فقط نهاية موسم، بل احتفالًا رياضيًّا وطنيًّا بامتياز. هو عرس رياضي شامل يجمع بين الحاضر والماضي، بين كرة السلة البحرينية وتاريخها العريق، وبين المواهب الشابة والخبرات المخضرمة.
ما يضفي على هذه النسخة خصوصية أكبر هو تزامنها مع استضافة مملكة البحرين لأعمال كونغرس الاتحاد الدولي لكرة السلة، في مشهد يليق بمكانة البحرين وقدرتها على تنظيم الأحداث الكبرى، ويمنح اللقاء حضورًا دوليًّا لافتًا يعزّز من قيمة المباراة فنيًّا وإعلاميًّا.
هذه الكأس الغالية التي يتنافس عليها الفريقان تمثل ذروة موسم طويل من الجهد والتضحيات، لكنها أيضًا تذكير بأن الرياضة ليست فقط أرقامًا ونتائج، بل قيمًا ومعاني وانتماء. وهي – قبل كل شيء – مناسبة لتجديد الوفاء لمن كانت له بصمة في نهضة هذا الوطن.
في كل نسخة من هذه البطولة، لا نختتم موسمًا رياضيًّا فحسب، بل نكتب فصلًا جديدًا في سجل كرة السلة البحرينية. إنها بطولة تُجسد التقاء المجد الرياضي بالوفاء الوطني، وتُخلّد في كل محطة منها لحظة تاريخية تضاف إلى رصيد اللعبة التي باتت تمثل مصدر فخر واعتزاز للرياضة البحرينية.
ختامًا، ستبقى كأس خليفة بن سلمان أغلى من مجرد لقب.. لأنها تُكرّم اسمًا خالدًا، وتُجسّد معنى الولاء، وتُخلّد في كل مرة ذاكرةً رياضية ووطنية لا تنسى.