في كلمة المملكة أمام منتدى الحوار البرلماني “جنوب - جنوب” بالرباط
البحرين تؤكد أهمية العمل الدبلوماسي والحوار في تسوية الخلافات
-
البحرين بقيادة الملك المعظم تؤكد دعم العمل الدولي والتعاون مع دول الجنوب
-
البحرين أطلقت مشروعات تعاون مشتركة مع عدد من الدول لتعزيز التبادل المعرفي وتعزيز الشراكات
أكد رئيس مجلس الشورى علي الصالح، أن النهج الحكيم والسياسة الثابتة لمملكة البحرين، بقيادة ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وتوجهات الحكومة برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، في جميع مواقفها الدبلوماسية، تعكس حرص مملكة البحرين على تقدير ودعم العمل الدولي المشترك في سياق التعاون بين دول الجنوب، والتزامها الراسخ بمساندة جميع المبادرات التي تعزز التعاون بين دول الجنوب، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة وترسيخ الأمن والسلم الدوليين.
وبين رئيس مجلس الشورى أن مملكة البحرين تؤكد في مختلف المحافل الإقليمية والدولية أهمية العمل الدبلوماسي المشترك، والحوار السياسي في إنهاء الحروب وتسوية الخلافات والنزاعات الإقليمية والدولية بالطرق السلمية، خصوصًا القضية الفلسطينية، التي تتطلب فتح آفاق لحل سياسي عادل، يؤدي إلى حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، والمبادرة العربية.
جاء ذلك في كلمة رئيس مجلس الشورى أمام النسخة الثالثة من منتدى الحوار البرلماني جنوب - جنوب، الذي يقام في عاصمة المملكة المغربية (الرباط)، تحت الرعاية السامية من ملك المملكة المغربية الشقيقة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وينظمه مجلس المستشارين المغربي بالتعاون مع رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي، تحت شعار “الحوارات البين إقليمية والقارية بدول الجنوب رافعة أساسية لمجابهة التحديات الجديدة للتعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية المشتركة”.
وأوضح رئيس مجلس الشورى أن مملكة البحرين بادرت بإطلاق عدد من مشروعات التعاون المشتركة وبناء القدرات في عدد من الدول في مختلف المجالات، بقصد الاستفادة من تجارب مملكة البحرين الرائدة، وتعزيز التبادل المعرفي بين دولنا الشقيقة والصديقة، بما يعزز الشراكات الإستراتيجية والعلاقات الاقتصادية.
كما أكد رئيس مجلس الشورى دعم مملكة البحرين ومجلسها الوطني بغرفتيه؛ مجلس الشورى ومجلس النواب، لكل الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون بين دول الجنوب، آملًا أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من التفاعل والتعاون، وتبادل الممارسات الفضلى بين برلماناتنا، بما يحقق مزيدا من المكاسب، ويعزز التكامل الاقتصادي والتنمية المشتركة، والأمن والسلام والاستقرار والرخاء لشعوب دولنا.
وأشار رئيس مجلس الشورى إلى أن منتدى الحوار البرلماني جنوب - جنوب يأتي انطلاقا من الإيمان بأهمية التشاور البرلماني بشأن القضايا الاستراتيجية الراهنة، ويجسد التزام دول الجنوب بتعزيز الحوارات البرلمانية والتعاون لمواجهة التحديات المشتركة، وتعزيز التكامل الاقتصادي والتنمية المشتركة المستدامة، وترسيخ أسس السلم والأمن والاستقرار
وقال رئيس مجلس الشورى “إن يقيننا الراسخ في أن هذا التجمع البرلماني، بفضل ما يحدونا من عزم مشترك وإرادة صلبة، سيشكل فرصة مهمة للتداول والتباحث والحوار والتعاون بين مجالس الشورى والشيوخ والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي ومنطقة أميركا اللاتينية، في ظل التحديات والأزمات العالمية التي تهدد الدول كافة في مسيرتها التنموية”.
ولفت رئيس مجلس الشورى إلى أن التعاون بين دول الجنوب لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة ملحة في ظل التحديات العالمية المتزايدة، التي تشمل الأزمات الاقتصادية، والتغيرات المناخية، والتحولات الجيوسياسية، وتنامي النزاعات والصراعات، مبينًا أن “هذه التحديات تفرض علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نوحد جهودنا ونؤسس لشراكات استراتيجية قائمة على الحوار الفعّال والتعاون البناء، بما يخدم مصالح شعوبنا ويعزز مكانتنا على الساحة الدولية”.
ورأى رئيس مجلس الشورى ضرورة الاهتمام بما يحققه التطور التقني والتكنولوجي من تقدم سريع وغير مسبوق، خصوصا الذكاء الاصطناعي الذي رغم ما يحمله من آمال للبشرية في شتى المجالات، إلا أنه يحمل الكثير من المخاوف والمخاطر في مجالات أخرى، مؤكدًا أنه “لابد أن يكون لنا عمل مشترك في التقدم، ولا نكون مستهلكين لما ينتجه ويصنعه الغير، وإلا سنكون تابعين، ونحن في دولنا لدينا الكثير من الإمكانات البشرية والعلمية ما يمكننا من البناء عليها لنكون شركاء في الإنجاز”.
وأعرب رئيس مجلس الشورى عن بالغ التقدير والامتنان للمملكة المغربية الشقيقة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مقدرا عاليا الدعوة الكريمة من رئيس مجلس المستشارين بالمملكة المغربية محمد ولد الرشيد للمشاركة في أعمال هذا المنتدى البرلماني والحواري، والذي يأتي في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تعميق الحوار على مختلف المستويات الإقليمية والقارية بدول الجنوب لتعزيز التعاون الدولي، في سبيل تحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية المستدامة.
وتطلع رئيس مجلس الشورى إلى أن يخرج المنتدى بتوصيات بناءة تخدم مسيرة التنمية والاستقرار في دول العالم، ويكون منصة مستمرة للحوار والتعاون، لمجابهة التحديات وتحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية المشتركة.