+A
A-

"البلاد" تزور موقع حريق الحجيات.. وهذه التفاصيل

في مأساة إنسانية مؤلمة، اندلع حريق في تمام الساعة الثانية والنصف من فجر يوم الثلاثاء في مبنى سكني بمنطقة الحجيات، ما أسفر عن وفاة أم وابنها من ذوي الاحتياجات الخاصة.

صحيفة “البلاد” زارت موقع الحادث والتقت عددًا من سكان المبنى، كما تواصلت مع نائب الدائرة الرابعة في المحافظةالنائب محمد المعرفي الجنوبية، النائب محمد المعرفي، الذي عبّر عن بالغ حزنه جراء ما أصاب الأسرة المفجوعة، قائلاً “قدر الله وما شاء فعل، ولكن ما حدث كان صادمًا ومؤلمًا، فقد شاهدت الأم ابنها يحترق أمام عينيها، ولم تتحمّل الموقف، لتفارق الحياة هي الأخرى".

وأضاف "نطالب الجهات المعنية في وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بالتحرك الفوري لتوفير سكن بديل وآمن لما تبقى من أفراد الأسرة، حفاظًا على كرامتهم، كما نؤكد ضرورة الإسراع في صيانة الشقة المتضررة، خاصةً وأنها شقة تمليك وتدفع الأسرة أقساطها بانتظام.”

وأشار إلى أن غياب التأمين أو الخطط البديلة في مثل هذه الحالات الطارئة أمر غير مقبول، محمّلًا الوزارة مسؤولية توفير سكن مؤقت، إلى جانب إصلاح الأضرار دون الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية.

وأوضح المعرفي أن المبنى المتضرر حديث الإنشاء، وقد خُصّصت له ميزانيات ضخمة من قبل وزارة الإسكان، ما يطرح تساؤلات بشأن معايير السلامة والوقاية، داعيًا وزارة الداخلية إلى فتح تحقيق عاجل للوقوف على أسباب الحريق ومنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.

وختم المعرفي تصريحه بالقول “تلقينا الخبر في وقت متأخر من الليل، وكان وقعه أليمًا على سكان المنطقة خاصة، وعلى المجتمع عامة، ففقدان أي إنسان بهذه الصورة المأساوية أمر يعتصر القلب".

بدوره، قال العضو البلدي عن المحافظة الجنوبية – الدائرة الرابعة، محمد دراج، إن الحريق وقع عند الساعة الثانية والنصف فجرًا، واستمر حتى السادسة والنصف صباحًا، مشيرًا إلى أن فرق الدفاع المدني أخلت نحو 116 شخصًا منالبلدي محمد دراج المبنى الذي يحتوي على 32 شقة، بواقع 4 شقق في كل طابق.

وأضاف "ما حدث مؤلم للغاية، وحزننا كبير على هذه الفاجعة التي هزّت قلوب الجميع، ليس فقط في الدائرة الرابعة بل في البحرين كلها، وفرق الدفاع المدني باشرت فور تلقي البلاغ. 

وأشار إلى أن محافظ المحافظة الجنوبية، سمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة، تواجد في الموقع عند العاشرة والنصف صباحًا، بالإضافة إلى حضور الجهات الرسمية كافة من وزارة الداخلية، ونشكرهم على تجاوبهم السريع".

وأكد دراج أنه تمت متابعة الوضع مع الجهات المعنية، وتم إجلاء السكان من الشقتين المتضررتين (21 و22)، فيما تتم المتابعة مع سمو المحافظ لنقل المتضررين إلى مساكن مؤقتة في دار الكرامة، مؤكدًا أنه يتابع توفير سكن بديل بشكل عاجل، في حين عاد باقي السكان إلى مساكنهم.

ولفت إلى أن المجلس البلدي لديه توصيات عديدة لوزارة الإسكان والتخطيط العمراني بشأن ضرورة تركيب سلالم للطوارئ في هذه المباني.

وختم قائلاً “ننتظر نتائج التحقيقات الرسمية لمعرفة سبب الحريق، سواء كان نتيجة تماس كهربائي أو بفعل فاعل، وهو ما ستحدده الأدلة الجنائية والجهات المختصة".

وفي حديث “البلاد” مع عدد من سكان المبنى، عبّر الأهالي عن صدمتهم العميقة من الحادث، مؤكدين أن الفاجعة تركت أثرًا نفسيًا بالغًا في نفوسهم.

وقال أحد السكان "في الصباح الباكر سمعنا أصوات صراخ واستغاثة، وعندما خرجنا كان المكان يغمره الدخان الكثيف. سارعنا لإخلاء المبنى المكوّن من تسعة طوابق، وتمكّنا من النزول بأمان، والحمد لله على السلامة".

وأضاف آخر “نوجّه الشكر الجزيل لفرق الدفاع المدني على الجهود الجبارة التي بذلوها في إنقاذ الأرواح، فقد أداروا الموقف بكفاءة عالية رغم صعوبة الظروف".