العدد 6007
الأربعاء 26 مارس 2025
البحرين وتعزيز تمكين المرأة عالميا
الأربعاء 26 مارس 2025

عكست كلمة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، خلال إطلاق النسخة الثالثة من الجائزة العالمية لتمكين المرأة، التزام مملكة البحرين الراسخ بدعم الجهود الدولية الهادفة إلى تعزيز دور المرأة كشريك أساسي في التنمية المستدامة، وتأتي هذه الكلمة في سياق الخطاب السياسي والدبلوماسي، حيث هدفت إلى إبراز جهود مملكة البحرين في مجال تمكين المرأة وتعزيز صورتها كدولة رائدة في تحقيق المساواة بين الجنسين على المستوى الدولي. ويمكن تحليل هذه الكلمة من خلال عدة نظريات لتحليل الخطاب، مثل التحليل النقدي للخطاب، ونظرية الأفعال الكلامية، ونظرية التأطير. وتتداخل هذه النظريات في إبراز الوظائف اللغوية والرسائل الضمنية التي نقلتها هذه الكلمة.
تبرز كلمة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، من منظور التحليل النقدي للخطاب، العلاقة المعقدة بين اللغة والآيديولوجيا، حيث وظفت استراتيجيات لغوية متعددة تعكس التزام مملكة البحرين بقضايا تمكين المرأة ليس فقط على المستوى المحلي، بل على الصعيد العالمي، ما عزز الصورة الإيجابية لمملكة البحرين كفاعل دولي في هذا المجال. كما عكست العبارات التوكيدية المستخدمة في كلمة سموها، مثل “التزام مملكة البحرين الراسخ”، “منصة عالمية لتحفيز الابتكار”، “دعم الجهود الدولية”، استراتيجية لغوية تهدف إلى ترسيخ فكرة مملكة البحرين كمركز قيادي في تمكين المرأة. كما اعتمدت كلمة سموها على التكرار المفاهيمي لمصطلحات مثل التمكين، التنمية المستدامة، الالتزام، التشجيع، التحفيز، ما ساعد في تعزيز الرسائل المطروحة وترسيخها لدى الجمهور.
أدت الكلمة أيضا وظائف متعددة وفقا لنظرية الأفعال الكلامية، حيث جمعت بين الوظائف الإخبارية، والتحفيزية، والتوجيهية على المستوى الإخباري، استعرضت الكلمة الإنجازات المتحققة من خلال الجائزة، ما عزز مصداقية مملكة البحرين في دعم قضايا المرأة. أما على المستوى التحفيزي، فقد تجلى ذلك في استخدام عبارات مثل “تشجيع المؤسسات على المشاركة”، “تحفيز الابتكار”، “تعزيز الشراكات الدولية”، والتي عكست أفعالا كلامية هدفت إلى تحفيز الفاعلين الدوليين على التفاعل مع المبادرات البحرينية. بالإضافة إلى ذلك، حملت الكلمة دلالات سياسية واضحة، حيث قدمت مملكة البحرين كطرف فاعل في صياغة السياسات الدولية الخاصة بتمكين المرأة، وليس مجرد متلق للمساعدات أو المبادرات الخارجية.
عند تحليل الكلمة من منظور نظرية التأطير، نجد أنها اعتمدت على تأطير إيجابي عزز صورة مملكة البحرين كنموذج دولي في دعم المرأة. وركزت على استمرارية التزام المملكة من خلال عبارات مثل “التطوير المستمر”، “دعم الجهود الدولية”، “الالتزام المتجدد”، ما عكس توجها استراتيجيا هدف إلى تعزيز صورة البحرين كدولة تقود المبادرات العالمية في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، أبرزت الكلمة الجائزة العالمية لتمكين المرأة كأداة رئيسة لتحقيق هذه الأهداف، ما منحها بعدا عالميا جعلها أكثر جاذبية للمؤسسات الدولية.

تجلى في الكلمة أيضا تأطير الإنجازات، حيث قدمت الجائزة باعتبارها منصة دولية ذات تأثير واسع، وليست مجرد مبادرة محلية. عزز هذا التأطير قيمة الجائزة وجعلها عنصرا مهما في الحراك العالمي نحو تمكين المرأة. كما اعتمدت الكلمة على تأطير المسؤولية، حيث وزعت مسؤولية التمكين على مختلف الدول والمنظمات الدولية، مما عزز فكرة الشراكة العالمية في تحقيق التنمية المستدامة. تجلى ذلك في استخدام عبارات مثل “تحفيز الابتكار”، “تشجيع المبادرات”، “تعزيز الشراكات”، حيث جعلت هذه الصياغات الكلمة أكثر شمولية ودفعت الأطراف الفاعلة دوليا إلى التفاعل مع الرسائل المطروحة.
تعد كلمة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة أكثر من مجرد إعلان عن إطلاق نسخة جديدة من الجائزة؛ فهي خطاب سياسي ودبلوماسي يعتمد على استراتيجيات لغوية دقيقة عززت مكانة مملكة البحرين عالميا في مجال تمكين المرأة. من خلال توظيف التوكيد، والإقناع، والتأطير الآيديولوجي، حققت الكلمة أهدافها في تعزيز الهوية الوطنية، والتأثير في الرأي العام المحلي والدولي، وتحفيز التفاعل مع الجائزة كأداة للتنمية المستدامة.
ختاما، تعكس كلمة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة الرؤية الحكيمة والملهمة التي قادتها إلى تعزيز مكانة المرأة البحرينية على المستويين الإقليمي والدولي. من خلال قيادتها للمجلس الأعلى للمرأة، نجحت سموها في وضع مملكة البحرين في موقع ريادي في مجال تمكين المرأة، ليس فقط عبر المبادرات المحلية، بل من خلال طرح مشاريع عالمية كالجائزة العالمية لتمكين المرأة التي أصبحت نموذجا يحتذى به في دعم قضايا المرأة على مستوى العالم.

أستاذ اللغويات وزميل أكاديمية التعليم العالي البريطانية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية