العدد 6006
الثلاثاء 25 مارس 2025
الإنتاجية في رمضان
الثلاثاء 25 مارس 2025

 نرى الكثير من الموظفين خلال شهر رمضان يذهبون صباحًا إلى مكاتبهم لكنهم لا يؤدون أعمالهم، بحجج التعب والإرهاق والجوع وتأثير ذلك على الإنتاجية، فهم إما مشغولون بالهاتف أو يضعون يدهم على خدهم، وللأسف، أصبح الكثير منا في مختلف مواقع العمل يأخذ طابع الكسل في نهار رمضان، ويتخذه كشهر للخمول، في حين أن رمضان هو فرصة ذهبية لتعزيز الإنتاجية وتحقيق الإنجازات، ويمكن أن يكون شهرًا مليئًا بالحيوية والنشاط والإنجاز إذا تم استغلاله بشكل صحيح، ونزع الصور الشائعة عنه التي تدفعنا للتكاسل تحت ذريعة الامتناع عن الطعام والشراب.
 فعلى عكس الاعتقاد الشائع، الصيام لا يُضعف الجسم، بل هو مصدر للطاقة، كما أن الصيام يعلمنا الانضباط والتحكم في الذات، وهما صفتان أساسيتان لتعزيز الإنتاجية والقيادة للمدراء والموظفين على حدٍ سواء، فالصائم يشعر بنشاطٍ أكبر وقدرةٍ أفضل على التركيز، خاصةً إذا حرص على تناول وجبات صحية ومتوازنة في الإفطار والسحور.
وأحد أهم الدروس التي يعلمنا إياها رمضان هو أهمية تنظيم الوقت، فمع تغير الروتين اليومي، يصبح من الضروري إدارة الوقت بشكل فعّال لتحقيق التوازن بين العبادة والعمل، فيمكن للصائم أن يخصص ساعات الصباح الباكر بعد السحور للعمل على المهام الأكثر أهمية، حيث يكون الجسم في ذروة نشاطه، كما يمكن استغلال فترة ما بعد الإفطار للقيام بأنشطة اجتماعية كما هو شائع لدينا في عاداتنا وتقاليدنا الرمضانية الأصيلة، مما يجعل اليوم أكثر إنتاجيةً وثراءً.
وكما هو الحال في العديد من الدول العربية والإسلامية، تتغير ساعات العمل خلال رمضان لتتناسب مع طبيعة الشهر الكريم، ولكن هذا التغيير لا يعني انخفاض الإنتاجية، بل على العكس، تستغل الكثير من الشركات شهر رمضان للاستفادة منه في تعزيز روح الفريق وتحفيز الموظفين، خاصةً وأن الكثير من الشركات تقوم بتنظيم فعاليات رمضانية، مثل الإفطارات الجماعية أو الغبقات، وهو ما يعزز الروح المعنوية ويخلق بيئة عمل إيجابية.
رمضان ليس شهر الكسل، بل شهر التفاني في العمل، والتطور المهني والشخصي، والاتقان، والتآلف والمودة بين المجتمع، والعمل أساسًا في ديننا الإسلامي عبادة، لذا فإن ذلك يجعل من رمضان فرصةً لزيادة الإنتاجية، والعمل بجد واجتهاد، ليشعر الإنسان بأنه يؤدي عبادة وفي الوقت ذاته يساهم في بناء المجتمع وتحقيق الخير للآخرين وبناء مستقبل أفضل لوطنه. 

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .