+A
A-

عاملون في “الذهب”: ارتفاع أسعار الذهب يعزز الاستثمار ويغير سلوك المشترين مع اقتراب عيد الأم

تشهد سوق الذهب تغيرات ملحوظة مع استمرار ارتفاع الأسعار، حيث كشف عدد من العاملين في قطاع المجوهرات، عن أن هذه الزيادة أثرت على قرارات الشراء، لكنها في الوقت ذاته عززت توجه الكثيرين نحو الاستثمار في الذهب، خصوصا من خلال شراء السبائك.
وأكد الخبراء أن الأسعار شهدت قفزات سريعة، حيث ارتفع سعر الذهب عيار 21 من 31 إلى 32 دينارًا خلال أيام، ومن المتوقع أن يصل إلى 35 دينارًا قريبًا. وأشاروا إلى أن هذا الارتفاع جعل بعض الزبائن أكثر حذرًا في الشراء، بينما استمر آخرون في الاستثمار في الذهب كملاذ آمن ضد التقلبات الاقتصادية.
وأوضح العاملون أن موسم عيد الأم ساهم في تحريك السوق، حيث ما يزال الذهب خيارًا أساسيًّا للهدايا رغم ارتفاع الأسعار. كما أشاروا إلى أن الطلب على السبائك الذهبية ازداد بشكل ملحوظ، إذ يفضلها كثيرون كوسيلة للادخار.
من جهة أخرى، أكدوا أن التوقعات تشير إلى استمرار ارتفاع الأسعار خلال العام المقبل، ما دفع بعض محلات المجوهرات إلى تقديم عروض خاصة على القطع الصغيرة لجذب المشترين. ورغم التقلبات السعرية، يظل الذهب استثمارًا طويل الأمد وخيارًا آمنًا للحفاظ على قيمة الأموال.
الزبائن يتوجهون للاستثمار
كشف محمد المطوع، بائع في مجوهرات زمردة، عن أن ارتفاع أسعار الذهب له تأثير واضح على الزبائن، حيث يؤثر بشكل مباشر على قراراتهم الشرائية. وقال المطوع: “طبيعة الحال، ارتفاع أسعار الذهب يؤثر على الإقبال، لكن مع اقتراب مناسبة عيد الأم، نشهد موسمًا نشطًا لمحلات الذهب، حيث يقبل الزبائن على شراء الهدايا الثمينة لأمهاتهم”.


وأوضح أن سعر الذهب يشهد ارتفاعًا متسارعًا، حيث كان عند 31 دينارًا للغرام قبل أيام قليلة، ثم ارتفع إلى 32 دينارًا خلال يومين، ومن المتوقع أن يصل إلى 35 دينارًا لعيار 21 قريبًا. وأضاف: “حتى عندما وصل السعر إلى 32 دينارًا، استمر الزبائن في الشراء، سواء بهدف الاستثمار أو لاستغلال الفرصة قبل حدوث ارتفاع إضافي في الأسعار”.
وأشار المطوع إلى أن هناك فئات من الزبائن لا تتأثر كثيرًا بارتفاع الأسعار، خصوصا المقبلين على الزواج أو أولئك الذين يعتبرون الذهب هدية تقليدية لا يمكن الاستغناء عنها في عيد الأم. وأضاف: “رغم ارتفاع الأسعار، يظل الذهب الخيار الأمثل للكثيرين، سواء كهدية قيمة أو كوسيلة استثمارية مضمونة”.
وأكد أن هناك إقبالًا متزايدًا على شراء السبائك بغرض التخزين، حيث يرى كثيرون أن الاستثمار في الذهب هو الخيار الأفضل للحفاظ على قيمة أموالهم في ظل التقلبات الاقتصادية. واختتم قائلًا: “الذهب استثمار طويل الأمد، وهو بمثابة ادخار آمن لا يخسر قيمته بمرور الوقت”.
إقبال متفاوت في المناسبات
أكد أحمد النطعي، المدير العام لمجوهرات جواهر الصفا، أن ارتفاع أسعار الذهب كان متوقعًا نظرًا للتنبؤات السابقة في البورصة، مشيرًا إلى أن هذا الارتفاع يؤثر بشكل واضح على الإقبال في المناسبات المقبلة مثل عيد الأم والأعياد. وقال النطعي: “الأسعار المرتفعة تؤثر على استقطاب الزبائن، حيث أصبح البعض أكثر حذرًا في الشراء”.
وأوضح أن التقارير الحالية لا تشير إلى أي انخفاض مرتقب في أسعار الذهب، بل على العكس، تتوقع الأسواق العالمية أن يصل سعر الذهب إلى 34 - 35 دينارًا للغرام من عيار 21 في فترة قريبة جدًّا، وربما خلال عام 2025. وأضاف: “هذا ما لا نتمناه، ولكن الواقع يشير إلى استمرار الارتفاع، ورغم ذلك، تبقى هذه مجرد توقعات وتقارير قابلة للتغير”.
وفيما يتعلق بموسم رمضان، قال النطعي: “الذهب يظل جزءًا أساسيًّا من زينة النساء في هذا الشهر، لكن في ظل الأسعار المرتفعة، أصبح الشراء محدودًا وبعيدًا عن الميزانيات المفتوحة كما كان في السابق، خصوصا مع تقاطع الموسم مع مناسبة عيد الأم”.
وللتخفيف من تأثير ارتفاع الأسعار، أوضح النطعي أن “جواهر الصفا” تسعى لتوفير عروض على القطع البسيطة والأطقم لتناسب مختلف الفئات. وقال: “نحاول تقديم أفضل الأسعار الممكنة لجذب الزبائن رغم التحديات السعرية”.
أما بالنسبة لسوق السبائك الذهبية، فأشار إلى أن الطلب عليها شهد تراجعًا بسبب ارتفاع الأسعار، حيث بلغ سعر عيار 24 نحو 36 دينارًا، فيما ظل الإقبال على الذهب البحريني مستقرًا دون تأثر واضح بالسوق.
وختم النطعي تصريحه قائلًا: “رغم التقلبات السعرية، ما يزال الذهب يحافظ على مكانته كخيار استثماري وزينة أساسية، ويبقى التحدي الأكبر في القدرة الشرائية للزبائن”.

تشكيل توجهات الزبائن
أكد محمد موسى إبراهيم، موظف قسم المبيعات في مجوهرات آلاء، أن ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة لا يعني بالضرورة ضعفًا في السوق، بل يؤدي إلى تغير في سلوك الزبائن وتوجهاتهم الشرائية. وقال: “سوق الذهب دائمًا ما يجد توازنه، فإذا ضعف الإقبال على جانب معين، ينشط جانب آخر، ما يخلق نوعًا من التوازن في حركة البيع”. وأشار إلى أنه في الفترة الماضية، ومع الارتفاع المستمر في الأسعار، توجه عدد كبير من الزبائن نحو شراء السبائك الذهبية كخيار استثماري، متجاوزين الإقبال التقليدي على الأطقم والحلي المصاغة. وأضاف: “في السابق، عندما كانت الأسعار منخفضة، كان معظم الزبائن يفضلون المجوهرات المصاغة، لكن اليوم، مع استمرار صعود الذهب، بات الاستثمار في السبائك أكثر انتشارًا”.
كما أوضح أن هناك توجهًا متزايدًا نحو الفضة أيضًا، حيث يبحث الزبائن عن بدائل استثمارية أو خيارات أكثر اقتصادية، مشيرًا إلى أن الطلب على السبائك أصبح موازيًا للإقبال على المجوهرات التقليدية في العام الماضي.
أما عن الطلب خلال مناسبة عيد الأم، فقد أكد محمد موسى إبراهيم أن أنماط الشراء شهدت تغيرًا واضحًا مقارنة بالعام الماضي، موضحًا: “في السابق، كان الزبون يشتري قطعا متنوعة عدة، أما الآن، فأصبح يركز على شراء قطعة واحدة أكبر وأثمن، ما يعكس تغيرًا في أولويات العملاء”.
وفيما يخص توقعات السوق، قال: “من المرجح أن يصل سعر الذهب إلى 35 دينارًا للغرام خلال عام ونصف تقريبًا، وفقًا للاتجاهات الحالية في السوق”.
وختم تصريحه بتأكيده أن سوق الذهب تظل في تطور دائم، حيث يتكيف مع المتغيرات الاقتصادية وتفضيلات الزبائن، ما يحافظ على استمرارية النشاط التجاري في مختلف الظروف.
أكد محمد حسين، موظف في مجوهرات أبو علي، أن ارتفاع أسعار الذهب يحمل في طياته سلبيات وإيجابيات تؤثر على السوق والزبائن بشكل مختلف. وقال: “من الجانب السلبي، يجد الزبائن صعوبة في شراء القطع التي كانوا قادرين على شرائها بأسعار أقل في السابق، إذ إن سعر الغرام ارتفع بشكل ملحوظ، مما جعل الذهب أقل قدرة على الوصول لبعض الفئات”. 
ومع ذلك، أوضح حسين أن هناك جانبًا إيجابيًا لهذا الارتفاع، خصوصا لمن كانوا يمتلكون سبائك ذهبية مخزنة، حيث أصبح بإمكانهم بيعها الآن والاستفادة من الفرق السعري لتحقيق أرباح جيدة. وأضاف: “الذين استثمروا في الذهب سابقًا يستفيدون اليوم من ارتفاع الأسعار، إذ يمكنهم بيع السبائك بسعر أعلى وتحقيق مكاسب مالية”.
وأشار إلى أن السوق شهدت تحولًا ملحوظًا في سلوك المشترين، إذ أصبح الإقبال على السبائك أكثر من المجوهرات التقليدية، موضحًا: “الناس أصبح لديها وعي استثماري أكبر، وأدركوا أن السبائك تشكل خيارًا أفضل للادخار، حيث يمكنهم شراؤها والاحتفاظ بها ثم بيعها عند الحاجة لتحقيق مكسب جيد”.
وختم تصريحه بتأكيده أن سوق الذهب دائمًا ما تشهد تحولات وفقًا لتغيرات الأسعار، مشيرًا إلى أن الاستثمار في الذهب يبقى خيارًا آمنًا، رغم التقلبات السعرية المستمرة.

فرصة للاستثمار وليس أزمة
صرّح فاضل، منفذ مبيعات ومدخل بيانات في مجوهرات الخالدية، بأن ارتفاع أسعار الذهب يجب أن يُنظر إليه كفرصة استثمارية وليس كأزمة، مشيرًا إلى أن المعدن الأصفر ما يزال في اتجاه صاعد.
وقال فاضل: “إن شاء الله يكون ارتفاع الأسعار نعمة على الجميع، فهو فرصة للناس لكي تعي أهمية الاستثمار في الذهب. ما زالت التوقعات تشير إلى مزيد من الارتفاع في الفترة المقبلة، لذا أنصح الجميع بالتوجه لشراء السبائك”.
وأضاف أن المؤشرات الحالية تتوقع وصول سعر الذهب عيار 21 إلى 35 دينارًا للغرام قريبًا، ما يعزز من جاذبية الاستثمار فيه. كما أشار إلى أن السوق تشهد حركة نشطة مع اقتراب عيد الأم، حيث يزداد الطلب على المشغولات الذهبية كهدايا قيمة.
وختم حديثه قائلًا: “الذهب هو الملاذ الآمن في جميع الأحوال، ومن لديه مبلغ فائض فالأفضل أن يستثمره في الذهب، فهو ليس خسارة، بل سيكون في محله”.