+A
A-

هـل فعلًا نحن في حــاجــة يــوم للسعــادة

 في وسط ازدحام الأيام، وبين ضغوط الحياة المتسارعة، يمر يوم ربما لا يعرفه الكثيرون، لكنه يحمل في طياته رسالة إنسانية عميقة “اليوم العالمي للسعادة”، الذي يصادف الـ20 من مارس كل عام. ليس مجرد تاريخ في التقويم، بل هو تذكير عالمي بأهمية الفرح، وبحث الإنسان الدائم عن السلام الداخلي رغم تحديات الحياة.
عندما نسمع كلمة “سعادة”، قد يخطر ببالنا لحظة انتصار، ضحكة طفل، أو حتى كوب قهوة دافئ في صباح هادئ. لكن الحقيقة أن السعادة مفهوم أعمق، فهي ليست مجرد لحظات عابرة، بل هي حالة ذهنية وشعور بالرضا والاستقرار النفسي.
تُعرِّف الأمم المتحدة السعادة بأنها “هدف أساس للإنسانية”، ولذا جاء اليوم العالمي للسعادة ليؤكد أن الرفاهية لا تتعلق فقط بالنمو الاقتصادي، بل بجودة الحياة، والتوازن النفسي، والعلاقات الإنسانية، هل فعلا نحن في حاجة يوم للسعادة؟

كيف نصنع سعادتنا
قد يختلف تعريف السعادة من شخص لآخر، لكنها في جوهرها تنبع من أمور بسيطة مثل الامتنان، أي شكر النعم الصغيرة قبل الكبيرة واستشعارها. العطاء بمشاركة الآخرين الفرح ولو بكلمة طيبة. وأيضًا ما يعرف باللحظة الحالية، عدم الانشغال بالماضي أو القلق من المستقبل وعيش اللحظة واليوم بيومه. وبالطبع بالعلاقات الجيدة فالسعادة تزدهر بالمحبة والتواصل الحقيقي.

السعادة اختيار
اليوم العالمي للسعادة ليس مناسبة للاحتفال فقط، بل هو دعوة للتأمل، وكيف نرى السعادة؟ وكيف نمنحها لمن حولنا؟ قد لا تكون الحياة مثالية، لكن بإمكاننا أن نصنع من اللحظات العادية جمالًا خاصًّا يجعلها أكثر بهجة. فالسعادة ليست هدفًا بعيدًا، بل هي رحلة نصنعها كل يوم، بقلوب ممتنة وأرواح متفائلة.

يعزّز الإنتاجية والصحة 
في عالم تزداد فيه الضغوط والتحديات، يصبح الحديث عن السعادة ضرورة أكثر من كونه رفاهية. فالدراسات تشير إلى أن الشعور بالسعادة يعزز الإنتاجية، يحسّن الصحة الجسدية، ويقلل من التوتر والقلق. وهذا يفسر اهتمام الدول والمؤسسات بقياس “مؤشر السعادة”.