يسرني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس الوزراء، حفظه الله ورعاه، وإلى شعب مملكة البحرين العزيز؛ بمناسبة حلول الذكرى التاريخية لميثاق العمل الوطني في 14 فبراير من كل عام.
إننا نحتفل هذا العام بذكرى اليوبيل الفضي ومرور خمسة وعشرين عامًا على انطلاق المسيرة التنموية الحديثة في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم. ربع قرن من الإنجازات والريادة شهدت خلاله المملكة تحولًا نوعيًا في شتى المجالات، لتصبح نموذجًا يحتذى به في التنمية المستدامة، والإصلاحات الشاملة، والنهضة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
إنها إنجازات قادها جلالة الملك المعظم، حفظه الله، بدعم كبير ومؤازرة راسخة من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله. هذه الإنجازات هي ثمرة للرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة، والتعاون المثمر بين مختلف مؤسسات الدولة، والتزامها بتحقيق التنمية المستدامة وفقًا لرؤية المملكة 2030.
وإذا كان لنا أن نُسلط الضوء على بعض الزوايا اللامعة في هذه الإنجازات الفضية، فإن مملكة البحرين حققت أرقامًا استثنائية على جميع الأصعدة التي عززت من مكانتها إقليميًا ودوليًا. على سبيل المثال، ارتفع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في البحرين ليصل إلى أكثر من 16 مليار دينار بحريني، ما يعكس الثقة العالمية المتزايدة في الاقتصاد البحريني. كما نجحت المملكة في تحويل اقتصادها من الاعتماد على النفط إلى أحد أكثر الاقتصادات تنوعًا في المنطقة، حيث بلغت مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي حوالي 86 % خلال العام 2024، ما يعكس التزام المملكة بتنويع مصادر الدخل وتعزيز التنمية المستدامة.
بالإضافة إلى ذلك، حققت المملكة تقدمًا ملحوظًا في تقرير تصنيف التنافسية العالمية، حيث تقدمت 36 مرتبة لتصل إلى المركز 18 عالميًا من أصل 193 دولة، كما أظهرت النتائج الصادرة عن الأمم المتحدة. كما تصدرت المملكة للعام الثالث على التوالي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول مجلس التعاون الخليجي في مؤشر الحرية المالية والتجارية والاستثمارية للعام 2024.
وعلى صعيد آخر، فقد شهدت الإنجازات الفضية للبحرين خلال العام المنصرم اختيار عاصمتها المنامة كعاصمة للسياحة الخليجية، وحصدت العديد من الجوائز الرياضية في البطولات الإقليمية والعالمية، فقد حصد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بطولة العالم للجياد في إسبانيا، وحاز على لقب بطل العالم بفوزه بالمركز الأول في بطولة العالم للرجل الحديدي التي أُقيمت في الولايات المتحدة. وها نحن اليوم ما زلنا نحتفل بتتويج المنتخب البحريني بطلًا خليجيًا بعد فوزه ببطولة كأس الخليج العربي السادسة والعشرين التي أُقيمت في دولة الكويت. كل تلك الإنجازات عززت مكانة مملكة البحرين في المحافل الإقليمية والعالمية.
لا تكفينا المساحات هنا للحديث عن العديد من الإنجازات الفضية في عهد اليوبيل الفضي، ولكننا مع كل هذا لا يجب أن نغفل الدور الريادي للمرأة في هذه الإنجازات، بقيادة سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المعظم، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، حيث حظيت جهود البحرين في مجال تمكين المرأة بتقدير دولي، وتم تسليط الضوء على التجربة البحرينية الرائدة في هذا المجال خلال فعاليات اليوم العالمي للمرأة التي أُقيمت في مارس من العام المنصرم 2024. وهذا الاعتراف الدولي خير شاهد على النجاحات التي حققتها المملكة في تعزيز دور المرأة على المستويين المحلي والعالمي.
وأخيرًا، وليس آخرا، وبمناسبة هذه الذكرى السنوية، فإننا نبتهل إلى المولى العلي القدير أن يحفظ مليكنا الغالي وولي عهده رئيس مجلس الوزراء ويسدد خطاهم على طريق الخير، وينعم عليهم بالصحة والعافية والسعادة والعمر المديد ليكونوا ذخرا لمملكتنا الغالية. وأن يتحقق لشعب البحرين الوفي كل ما يصبو إليه تحت ظل قيادتنا الرشيدة، حفظهم الله، متطلعين إلى مواصلة الإنجازات الفضية والذهبية من أجل مستقبل مشرق وواعد للأجيال القادمة.