إن دعوة ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لمؤتمر السلام خلال أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثالثة والثلاثين والتي انعقدت في 16 مايو 2024 في مملكة البحرين ليست حدثًا عابرًا، بل هي نتيجة طبيعية للسياسات البحرينية المتزنة والمرتكزة على أسس ميثاق العمل الوطني، الذي تبتهج بذكراه المجيدة مملكة البحرين في مثل هذه الأيام، حين وافق أبناء البحرين بأغلبيتهم الساحقة على وثيقة الميثاق في 14 فبراير 2001، والتي جاءت بنسبة 98.4 %.
لقد شكلت الوثيقة التاريخية هذه نقطة تحول في مسيرة البحرين السياسية والتنموية، حيث تمخضت عنها إصلاحات سياسية رائدة على صعيد الديمقراطية وصون الحريات، وعلى رأسها قانون العقوبات البديلة والسجون المفتوحة، وقانون العدالة الإصلاحية للأطفال وحمايتهم من سوء المعاملة، بل إن البحرين كانت سباقة على الصعيد الإقليمي والعربي في هذا المجال.
ومن جانب آخر، فقد عزز ميثاق العمل الوطني رؤية المملكة القائمة على الحوار والتسامح والتعاون الدولي والحوار بين الثقافات والديانات، مما جعل البحرين نموذجًا يحتذى به في التعايش ودعم الاستقرار والسلم الإقليمي والدولي.
ومنذ إقرار الميثاق نستطيع أن نستشعر دوره المحوري في تعزيز الوحدة الوطنية، وتطوير مؤسسات الدولة، وفتح الآفاق والنطاقات الجديدة للدبلوماسية البحرينية، إذ أصبحت المملكة طرفًا فاعلًا في مختلف المحافل الدولية التي تسعى لتحقيق السلام والاستقرار.
ونستطيع القول إن النهج المتزن الذي تنتهجه السياسة الخارجية البحرينية، بفضل توجيهات ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ومتابعة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، دفع بمملكة البحرين بان تتبنى سياسة تقوم على الاعتدال والانفتاح وتكثيف التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، ما جعلها وسيطًا موثوقًا في قضايا السلام، وانطلاقًا من هذه المبادئ، جاءت دعوة الملك لمؤتمر السلام، تأكيدًا على التزام البحرين بالعمل الدبلوماسي كوسيلة لحل النزاعات، وتجسيدًا لرؤيتها التي تؤمن بأن الأمن والاستقرار لا يتحققان إلا بالحوار والتفاهم بين الدول والشعوب.
ونحن كمواطنين ومقيمين، فإننا جميعا ننعم بثمار ميثاق العمل الوطني، على كافة الصعد الاجتماعية والسياسية والثقافية وحرية ممارسة الشعائر الدينية ولا يمكننا إلا أن نتضرع لله تعالى لأن يحفظ استقرار مملكة البحرين وأن يديم نعمة الأمن والأمان، داعين القدير عز وجل داعيًا المولى العلي القدير أن يحفظ جلالة الملك المعظم، وأن يجعله ذخرًا وسندًا وعزًا وفخرًا للبحرين وشعبها الوفي، وأن يمتعه بموفور الصحة والسعادة وطول العمر.