العدد 5949
الإثنين 27 يناير 2025
banner
تعفن الأدمغة
الإثنين 27 يناير 2025

تعفن الدماغ هو بمثابة فيروس يغزو العقول، بل وينهش الأدمغة ويشل التفكير، حاز هذا المصطلح على مركز كلمة العام سنة 2024 في قاموس جامعة أوكسفورد “Brainrot”، فهل يشكل هذا المفهوم خطرا فعليا على المجتمعات، وهل نبالغ عندما نصفه بأنه آفة هذا الزمان؟ وقد ذكر البروفيسور Andrew Przybylski بجامعة أوكسفورد أن كون هذه الكلمة أصبحت جزءا من ثقافة الإنترنت فإن ذلك دليل على “طبيعة العصر الذي نعيش فيه”، كما أضاف البروفيسور أنه “ليس هناك أي دليل على أن تعفن الدماغ شيء حقيقي، إنما يعني عدم رضانا عن عالم الإنترنت، وهي كلمة يمكن استخدامها لتجميع مخاوفنا حول وسائل التواصل الاجتماعي”.
لقد عرّفت جامعة أوكسفورد مصطلح تعفن الدماغ بأنه “التدهور المفترض للحالة الذهنية أو الفكرية للشخص، خصوصا كنتيجة للإفراط في استهلاك مواد تُعتبر تافهة أو غير مُحفّزة للتفكير”، والمقصود بالمواد في هذا السياق كل ما قد يقدمه الإنترنت من محتوى غير هادف وعديم القيمة دون إضافة أدنى فائدة لعقول البشر، بل وإنه يؤدي إلى خمول في التفكير، إنه من المؤلم والمحزن تصور هذا القدر من الإدمان في الأجيال، فالأطفال والشباب أكثر عرضة لهذا “المرض” كما وصفه البعض. بالإضافة إلى ذلك، إن المحتوى المعروض في مختلف منصات التواصل الاجتماعي أصبح سريعا بحيث يسهل على المستخدم عملية امتصاص المحتوى غير المنتِج في ثوانٍ، وكأن وصول هذا المحتوى لعقله الباطن يكفي لشل تفكيره!.
يقع على عاتق الدول وضع القوانين والتشريعات اللازمة لحماية المستخدم وفرض قيود على المستخدمين من الأطفال والمراهقين، فضلاً عن توفير سبل التوعية الفاعلة للوصول إلى الآباء والأمهات للتصدي لهذا الإدمان وكيفية مواجهته. كما لا ننسى الدور الذي يلعبه الإعلام والناشطون في مجال الإنترنت فيقع عليهم جزء كبير من المسؤولية للحرص على تقديم محتوى يليق بمستوى قيمنا الرفيعة وعرض ما يفيد المشاهد.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية