في ندوة عن مذكرات السفيرين البحارنة والصباغ
700 دينار راتب أول سفير بحريني في مصر
استضاف مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، ندوة قدمها الكاتب والباحث البحريني د. حسن مدن بعنوان “قراءة في مذكرات السفيرين تقي البحارنة وحسين الصباغ”، وتناولت جوانب مهمة من مذكرات اثنين من رواد العمل الدبلوماسي البحريني.
بدأ د. مدن حديثه بتأكيد أن السفيرين تقي البحارنة وحسين الصباغ يمثلان نموذجًا استثنائيًّا للسفراء المثقفين الذين لم تقتصر أدوارهم على العمل الدبلوماسي فقط، بل امتدت لتوثيق تجاربهم الشخصية والمهنية عبر مؤلفات غنية.
ونقل المتحدث ما ضمنه البحارنة في كتابه الموسوم “مذكرات سفير البحرين والخليج العربي”، إذ يروي السفير تقي البحارنة تفاصيل اختياره لأول مهمة دبلوماسية له كسفير بحريني في القاهرة في العام 1971.
وروى مدن عن البحارنة، أن انتقاله من عالم التجارة إلى السلك الدبلوماسي جاء بعد مشاورات طويلة، بدأت عندما أبلغه أخوه صادق أن وزير المالية آنذاك السيد محمود العلوي، طلب منه إبلاغ البحارنة بقرار تعيينه سفيرا. وقد أبدى البحارنة تردده في البداية بسبب قلة خبرته في العمل الدبلوماسي، خصوصا أن المهمة تضمنت تأسيس أول سفارة بحرينية من الصفر، بما في ذلك تجهيز المبنى وتشكيل فريق العمل.
وواصل: البحارنة يسرد في مذكراته حوارا طريفا مع السيد محمود العلوي، إذ سأله الأخير عما إذا كان قلقا بشأن الراتب، فأجابه البحارنة بأنه مهتم أكثر بفهم طبيعة العمل الدبلوماسي ومهامه.
وبالعودة إلى مذكرات السفير البحارنة، نجده يسرد في كتابه أن السيد العلوي، المعروف بدقته واهتمامه بالتفاصيل المالية، سأله بلهجة مباشرة “هل تريد أن تسأل عن الراتب؟” فجاء رد البحارنة صريحًا بأنه لا يهتم بمسألة الراتب بقدر اهتمامه بفهم طبيعة العمل الدبلوماسي، وما تتطلبه المهمة الجديدة من مسؤوليات، عندها أبلغه العلوي بأن الراتب سيكون 700 دينار.
وقال مدن: يبرز الكتاب دور وزير الخارجية آنذاك سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة في طمأنة البحارنة وإرشاده أثناء هذه المرحلة الانتقالية، ما شجعه على قبول المهمة. ويوثق البحارنة التحديات التي واجهها في تأسيس السفارة.
وفيما يخص الصباغ، فأشار مدن إلى أن الأول وثق تجربته الدبلوماسية في الصين في كتابه “يوميات سفير بحريني في الصين”، الذي يغطي فترة عمله كسفير للبحرين هناك بين العامين 1989 و1997.
وركز د. مدن في عرضه على التفاصيل الإنسانية والثقافية التي سجلها الصباغ، مثل اهتمامه بفهم الثقافة الصينية ومتابعة التحولات الاقتصادية والسياسية الكبرى التي شهدتها الصين في تلك الحقبة.
وأشار مدن إلى أن الصباغ كان نموذجًا للسفير الباحث، إذ أضاف إلى مذكراته أبعادًا معرفية عبر قراءته المستفيضة عن تاريخ الصين وحضارتها.