حل ضيفا عزيزا على سلطنة عُمان ملك مملكة البحرين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في زيارة دولة استغرقت يومين، وكان أخوه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم “حفظه الله ورعاه” في مقدمة مستقبليه، متمنيا لجلالته والوفد المرافق طيب الإقامة في بلدهم الشقيق.
وكالمعتاد والمعروف عن البروتوكول و(الإتيكيت) العُماني المتميز كما هو (الإتيكيت) البحريني الراقي عندما قام جلالة السلطان هيثم بزيارة “دولة “ لمملكة البحرين قبل فترة، فإنهما في جميع أنواع الزيارات وخاصة زيارة “ دولة” متفردين بأدق التفاصيل البروتوكولية لهذه الزيارة، لما تحمله في طياتها من معاني الأخوة العميقة ورصانة العلاقات العمانية البحرينية التاريخية الممتدة مع جذور هذه الأرض الطيبة.
إذا تكلمنا عن زيارة جلالة الملك المعظم لعُمان، فإن أول علامات البرتوكول لزيارة “الدولة” هو مرافقة الطائرة المقلة لجلالة الملك لدى دخولها أجواء سلطنة عُمان، بسرب من الطائرات الحربية التابعة لسلاح الجو السلطاني، وعرض السجادة الحمراء بحيث لا تقل عن 2م ولا تزيد عن 3م، وهذا ما نشاهده في أرض مطار مسقط الدولي، واصطف نخبة من الحرس السلطاني مرحبين بالضيف العزيز والغالي على قلوب شعبنا الأصيل، وكذلك أعلام المملكة الحبيبة مع أعلام السلطنة ترفرف في جميع شوارع مسقط، وعند دخول الموكب السامي لباحة وبوابة مسقط في مبنى كبار الشخصيات بدأت المراسم البروتوكولية الشعبية، وكان لوقوف الهجّانة العُمانية في بداية الدخول لمشارف قصر العلم العامر، وهو من دلالات الضيافة والهوية العربية الأصيلة التي يفتخر بها العُمانيون وبقية العرب. بعدها واكبت الخيالة السلطانية وحفت بالموكب السامي مع الموسيقى العسكرية وهي من أهم علامات “بروتوكول زيارة دولة” والترحيب بالضيف الغالي والعزيز، وكذلك من ضمن علامات وأجندة زيارة الدولة بعدها دخل الموكب السامي ليشاهد جلالة الملك المعظم، وعلى جانبيه الاحتفاء الشعبي من مختلف محافظات السلطنة وبالأزياء التراثية العمانية والأهازيج العمانية الأصيلة ومجموعة من فن (العيالة) والذين عبروا عن سعادتهم بقدوم أخيهم جلالة ملك البحرين، بعدها بدأت المراسم الرسمية، حيث رفع علم مملكة البحرين الشقيقة في دار ضيافة قصر العلم العامر لتصبح هذه الأرض بحرينية خالصة، وهي أيضا من سمات بروتوكول العماني المتميز بزيارة الدولة. بعدها أصطحب جلالة السلطان المعظم جلالة الملك الضيف إلى منصة الشرف لعزف السلام الوطني البحريني.
نلاحظ خلال فترة النهارية أغلب الملابس، سواء (الدشداشة) أم (المصرات) أم (البشت) كلها بالألوان الفاتحة وغير الغامقة، وهذا أيضا من سمات البرتوكول والإتيكيت الدولي والذي تتميز به سلطنة عُمان، بينما بالفترة الليلية وأثناء تبادل الهدايا نلاحظ ألوان (الدشداشة) أم (البشت) لجلالة الملك وكذلك جلالة السلطان بالألوان الداكنة مع جميع الحضور، لأن من أهم سمات الإتيكيت الحكومي الرسمي لكبار الشخصيات أن تكون ألوان الملابس أثناء النهار فاتحة وبالليل داكنة.
كان مراسم توقيع الاتفاقيات بين البلدين قمة في البروتوكول والإتيكيت، حيث وقعت 25 اتفاقية في غاية الترتيب والدقة في تبادل ملفات الاتفاقيات ووجود باقة الورد والأقلام والطاولة وأعلام البلدين.
صراحة لا أريد أن أطيل في التحليل بفن الدبلوماسية ومفاهيم البروتوكول والإتيكيت العُماني في استقبال ضيف وأخ غالي على القلوب، وليس هناك مجال أيضا في تحليل بقية المفردات، سواء في الأوبرا السلطانية، وكذلك مراسم التوديع، فكانت فعلا زيارة ثرية بمفاهيم البروتوكول والإتيكيت العماني النموذجي احتفاء بمقدم جلالة الملك المعظم للحبيبة سلطنة عُمان، ندعو الله أن يحفظ البلدين الشقيقين قيادة وشعبا من عاديات الدهر ويمن عليهما بالأمن والأمان والازدهار.
* الرئيس التنفيذي للاكاديمية الدولية الدبلوماسية والإتيكيت - عضو جمعية الصحفيين العمانية