العدد 5939
الجمعة 17 يناير 2025
تساؤلي إلى أصحاب خطاب الـ160 مليون
الجمعة 17 يناير 2025

انتشر مؤخرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لإحدى الشخصيات، عبّر فيه عن أن الامتحان الحقيقي لأعضاء مجلس النواب يكمن في الضغط بشأن تمرير مشروع الميزانية العامة، مع التلويح بإيقاف 160 مليون دينار مخصصة للعقود المؤقتة التي تشمل قرابة 6000 موظف أجنبي.

شهدنا إثر هذا الجدل جلسة برلمانية ساخنة استمرت أكثر من ست ساعات، تخللتها مقاطع محذوفة تناولت تحقيق لجنة بحرنة الوظائف، والتي أثارت استياء عدد كبير من النواب حيث يبدو أن مخرجات اللجنة الحالية لم ترتقِ إلى مستوى اللجنة السابقة لعقود التوريد ، والتي في رأيي الشخصي ما هي إلا إحدى الأدوات الدستورية الفعالة كما عبّر عنها النائبان محمود فردان والدكتور علي النعيمي في مداخلتهما بضرورة استمرار النواب في استخدام أدواتهم البرلمانية حتى ملف العاطلين بأثر ملموس.

من جهة أخرى، من المؤسف أن الكثير من النواب اكتفوا بتكرار فرضيات منصات التواصل الاجتماعي طوال الجلسة السابقة دون التحقق من صحتها حسابيا أو ما إذا كان من الممكن تحقيقها، مما أدى إلى تكرار فرضية “6000 وظيفة و160 مليون دينار”. والتي لا يمكننا أن نعرف ما إذا كان ذلك نتيجة صدفة أم استنساخ أم حقيقة ؟!

وهل الرقم الذي طرحه النائب عبد الواحد قراطة صحيحا؟ وإن كان صحيحا كيف يمكن خلق برنامج متكامل لتمويل برنامج عاطلين بهذا الحجم إن صحت؟!

علينا أن ندرك أن رفع حلول ترقيعية ما يرضي الجمهور دون الالتزام بالضمير والمسؤولية لا يخدم المصلحة العامة. فهل تلك الأرقام والمعطيات قابلة لحلول منطقية وواقعية وقابلة للتنفيذ وتخدم بناء الدولة أم إنها حلول تمويلية؟ ما أريد أن أذهب إليه في اعتقادي الخاص بأننا بحاجة إلى مرحلة تتأسس على برنامج يُستثمر من خلاله نصف المليار دينار المخصصة لدعم الشعب، والتي يجب أن نوجه الجهود نحو دعم الحكومة بقيادة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حفظه الله.

وأخيرًا، أوجه تساؤلي إلى أصحاب خطاب الـ160 مليون من هم دون أي خبرة برلمانية أو تجارية كافية مع احترامنا الشديد لهم: عن خطابات قديمة متكررة طيلة 25 عاما لم تتغير! ماهي الأشياء الجميلة التي ذكرتموها آخر دقيقة والتي لم نسمعها قط منكم طيلة 25 عاما! ولماذا لا يتم ذكر أي شيء جميل في خطاباتكم المتعددة التي كانت تهدف إلى الإحباط دون تقديم حلول عملية أو رؤية إيجابية واحدة، فقط لأن لم يحالفكم الحظ بالدخول إلى مجلس النواب!

* محللة اقتصادية ورائدة أعمال

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .