بداية أتقدّم بالتهاني والتبريكات لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، ولكل شعب البحرين، بالفوز الثمين بكأس دورة الخليج بدولة الكويت الشقيقة في نسختها الـ 26، وذلك بالفوز على المنتخب العُماني الشقيق في مباراة تاريخية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، على إثرها عمّت الفرحة ليس البحرين فحسب، بل كل البلاد التي يتواجد فيها بحرينيون، وظهرت مشاعر هذه الفرحة في كل مكان بمملكتنا العزيزة، فوز غال وكبير أشعل الفرحة في نفوسنا جميعًا.
إن اللقاء الكروي في نهائي كأس الخليج وما شهده من تسابق للبحرينيين بالسفر للكويت لحضور المباراة سيكون علامة بارزة في مسيرة الرياضة البحرينية، علاوة على أن الاهتمام الإعلامي الكبير الذي سبق هذه المباراة بالذات جعل الناس تتدافع نحو الكويت بشكل كبير وغير مسبوق في تاريخ مسيرة (كأس الخليج)، يلبسون الأحمر ويحملون في أيديهم وقلوبهم علم البحرين، وكانت الهتافات والأهازيج الوطنية والرياضية قد عمت وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشرت بشكل كبير، ما هيأ الناس للمرحلة الأخيرة، ومظاهر توافد البحرينيين إلى الكويت لفتت الجميع إلى أن كرة القدم ليست فقط لعبة رياضية للتنافس، بل هي وسيلة قوية لتعزيز الصحة الجسدية والنفسية لأفراد المجتمع، وتساعد على اكتساب المناعة ضد الأمراض العضوية والنفسية وتحسن القدرة على التواصل والتفاعل الاجتماعي.
إن مباراة البحرين وسلطنة عُمان في النهائي الخليجي أكدت بما لا يدع مجالًا للشك أن كرة القدم على وجه الخصوص واحدة من الرياضات التي تعزّز الانتماء الوطني في نفوس المواطنين، وتجعلهم على قلب رجل واحد، فكانت الهتافات موحدة والجميع يرتدي الأحمر والأبيض، جاؤوا من كل مناطق البحرين من مُدنها وقُراها، بكل تلاوينهم، رجالا ونساء، صغارًا وكبارًا، عبّروا عن حبهم وانتمائهم لهذه الأرض العزيزة، عندما كنت أشاهد المباراة وأسمع الهتافات البحرينية النابعة من تراثنا ولهجتنا الجميلة شعرت بحبي الشديد للبحرين، وكان قلبي ينبض بحبها وتزيد خفقاته أثناء المباراة ولحظات الهجوم على مرمانا، والإحساس بأن كل بحريني داخل الاستاد هو أخي وكل بحرينية هي أختي، وهم جميعًا يمثلونني حضورًا في هذه المباراة.
إن كرة القدم أصبحت تلعب دورًا مهمًّا في تعزيز التماسك الاجتماعي لأنها تجمع الناس من مختلف الأعمار والخلفيات، يتشاركون في نصرة بلادهم في المحافل الرياضية داخليًّا وخارجيًّا، كما يتشاركون قيم الاحترام والتعاون فيما بينهم حتى في المنافسات الرياضية، إن كرة القدم الأكثر شعبية في العالم تتجاوز حدود كونها مجرد لعبة أو رياضة فهي رمزٌ للوحدة الوطنية وأداة فعالة لتعزيز مشاعر الانتماء، ولا يقتصر تأثيرها على الملاعب فحسب، بل يمتد ليشمل كل فئات المجتمع خارج حدود الملعب، حيث تتحول كرة القدم إلى مساحة لإظهار حب الأوطان وإظهار الولاء للقيادة، إن منتخبنا الوطني بفوزه بكأس دورة الخليج الـ 26 لفت نظرنا جميعًا إلى أن الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص تمثل أداة فعالة لتقوية النسيج الاجتماعي وزيادة المحبة بين أبناء الوطن الواحد.
مجددًا أهنّئ وأبارك لكل البحرين هذا الفوز الغالي، ومن هنا أشيد باللاعبين والفريق الإداري والفني، وأسأل الله تعالى أن يكون العام الجديد عام انتصارات في كل المجالات.
كاتبة بحرينية