فعاليات ومعارض كبرى تستضيفها البحرين في مثل هذا الوقت من كل عام: معرض البحرين الدولي للطيران، ومعرض سيتي سكيب البحرين، ومعرض الجواهر العربية، ومعرض العطور العربية، ثم الفورمولا 1 وغيرها. وقد يعتقد البعض أن هذه المعارض موجهة فقط لمن يعمل في الطيران أو المجوهرات أو العقارات مثلا، لكن هذا اعتقاد قاصر بالطبع؛ لأن صناعة المعارض والمؤتمرات يمكن أن تكون عاملا محفزا للاقتصاد ومدرا للدخل أكثر من عوائد النفط ذاتها في بعض الدول.
يكفي أن نعرف أن القيمة الإجمالية لحجم الاستثمار العامل في قطاع المعارض والمؤتمرات في الإمارات العربية المتحدة يبلغ نحو 36.7 مليار درهم، وفقا لتقارير اتحاد غرف التجارة والصناعة الإماراتي، لنتأكد من أهمية هذه الصناعة على حركة التجارة والاستثمار والأداء الاقتصادي في دولة الإمارات.
ونحن الآن مدعوون للعمل على زيادة إسهام المعارض الكبرى في البحرين في دفع عجلة الاقتصاد عبر جذب الاستثمارات، وتوفير الفرص التجارية، وتنشيط السياحة، وخاصة فيما يتعلق بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتسليط الضوء على إبداع الشباب البحريني وقدرتهم على المنافسة، ومنحهم فرصة لعرض مهاراتهم ومنتجاتهم أمام جمهور واسع.
لقد برزت صناعة المعارض كركيزة أساسية لتعزيز الاقتصاد الوطني وتفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المملكة، فقد برزت البحرين في الآونة الأخيرة كوجهة مثالية لاستقطاب المعارض العالمية نتيجة امتلاكها بنية تحتية متقدمة وبيئة استثمارية جاذبة، مما ساهم في تعزيز مسار التنمية المستدامة، وفتح آفاقا جديدة أمام ريادة الأعمال والمشاريع الناشئة.
ولا نغفل أنه من العوامل الرئيسة التي تجعل البحرين وجهة مثالية للمعارض العالمية، هي بنيتها التحتية المتطورة والملائمة لجذب واستضافة المزيد من الفعاليات الدولية، وفي مقدمتها مركز البحرين العالمي للمعارض، الذي تم تصميمه وفقا لأحدث المعايير الدولية ليتسع لأكثر من معرض عالمي في وقت واحد.
وبرأيي يمكن للبحرين أن تعزز من موقعها كمركز للمعارض والفعاليات الكبرى في المنطقة، عبر استقطاب المزيد من الفعاليات الدولية في مجالات جديدة مثل التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، فمثل هذه الفعاليات تسهم في نقل المعرفة وتعزيز الابتكار، مما ينعكس بشكل إيجابي على تطوير القطاعات المحلية وتعزيز القدرات التنافسية، بالإضافة إلى أن إقامة معارض دولية كبرى، سيعزز دور البحرين كمركز تجاري وسياحي محوري، ويحقق المزيد من النمو الاقتصادي عبر خلق وظائف جديدة، ودعم السياحة، وزيادة الطلب على الخدمات والمنتجات المحلية.
كاتب بحريني وعضو مجلس إدارة غرفة البحرين