العدد 5899
الأحد 08 ديسمبر 2024
نحو آفاق أوسع لمعرض سيتي سكيب البحرين
الأحد 08 ديسمبر 2024

اختتم معرض سيتي سكيب البحرين 2024 بنسخته الثالثة فعالياته مؤكدا أهميته كمنصة تجمع عدد من أكبر شركات العقار في المملكة، ولا بد من الوقوف عن شعار المعرض: "ابتكر، ارتقِ، ازدهر- مقومات العيش في قلب رؤية البحرين"، ليعكس التزام المملكة بمواكبة التطورات العقارية العالمية ودفع عجلة التنمية المستدامة بما يتماشى مع رؤية البحرين 2030.

لقد تسنت لي فرصة زيارة هذا المعرض، ورأيت أنه ليس بحجم معارض سيتي سكيب السعودية مثلا، وهذا أمر طبيعي، لكنه في نفس الوقت معرضا بحرينيا له أهميته، ويسهم في دفع عجلة التطور العقاري في المملكة، وتعزيز مكانتها كوجهة استثمارية جذابة، ومع التركيز على الابتكار والتوسع، يمكن للمعرض أن يصبح من أبرز الفعاليات العقارية على مستوى المنطقة، مما يفتح أبواباً جديدة للاستثمار والتنمية المستدامة.

وإذا ما عدنا إلى النسخ الماضية من هذا الحدث وتحديدًا النسخة الأولى عام 2022 نجد أنه حقق أرقام مشجعة تعكس النهج الذي يعمل به القطاع العقاري اليوم بفضل الرؤى والتطلعات الطموحة لقيادتنا الرشيدة، فقد تم عرض أكثر من 10,000 عقار ضمن 32 مشروعاً عقارياً بقيمة إجمالية بلغت 967 مليون دينار بحريني، وتم بيع 689 وحدة بقيمة 101 مليون دينار خلال أربعة أيام فقط، مما عكس جاذبية السوق العقاري البحريني.

وفي النسخة الثانية عام 2023، قفزت الإنجازات بشكل ملحوظ، فارتفع عدد المشاريع إلى 58 مشروعاً محلياً وعالمياً بقيمة إجمالية بلغت حوالي 8 مليارات دولار أمريكي، بزيادة 155% مقارنة بالنسخة الأولى، كما شهدت المبيعات زيادة بنسبة 144%، مسجلةً 240 مليون دينار بحريني.

أما بالنسبة لنسخة هذا العام فحتى وقت كتابة هذا المقال لم يتم نشر الأرقام التي حققها المشروع، ولكن تدل المؤشرات على نجاح لافت للمعرض بكافة الأصعدة، سواء من حيث عدد الزوار أو رغبات الشراء وحتى قوة الشركات العارضة، إذ تشير المصادر إلى نجاح الشركات المشاركة في تحقيق أهدافها، حيث تم بيع جميع الوحدات العقارية لبعض العارضين، وتخطت مبيعات بعض الشركات توقعاتها، وكل تلك النتائج المبشرة تعكس ثقة المستثمرين المتزايدة في السوق العقاري البحريني، وتبرز الإمكانيات الواعدة للمعرض في التوسع والنمو.

ومن وجهة نظري ومن خلال التجربة الثرية لمعرض سيتي سكيب البحرين، يمكن العمل على عدة محاور لتطويره وجعله منصة إقليمية وعالمية رائدة إذ من المهم توسيع نطاق المشاريع لتشمل قطاعات ناشئة مثل العقارات الصناعية والمدن الذكية، بالإضافة إلى الحلول المستدامة، إذ يمكن أن يكون التركيز على المشاريع الخضراء والمستدامة خطوة استراتيجية، خاصةً مع تزايد الطلب على المباني التي تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة.

ومن الضروري تقديم حلول رقمية لجذب جمهور أوسع وتعزيز تجربة الحضور مثل الجولات الافتراضية للمشاريع العقارية، وإطلاق تطبيقات تفاعلية تمكّن المستثمرين والزوار من استكشاف العروض وإجراء استثمارات بسهولة، إلى جانب توسيع المشاركة الدولية واستقطاب شركات عقارية عالمية ومطورين دوليين لتعزيز المعرض كمنصة إقليمية متميزة، فالشراكات الدولية ستضيف عمقاً استراتيجياً للحدث، وتعزز من فرص التعاون العابر للحدود.

وبصفتي متخصصاً في حلول مواقف السيارات، وأرى أن مواقف السيارات تمثل أحد أهم أصول المنشآت العقارية المدرة للدخل؛ يمكن للمعرض تسليط الضوء على أهمية الاستثمار في البنية التحتية المرافقة من خلال تخطيط وإدارة مواقف السيارات بطرق مبتكرة، مما يرفع من قيمة العقارات ويعزز كفاءتها التشغيلية.

ومن المهم أيضًا التركيز على تعزيز تجربة الزوار من خلال إضافة ورش عمل متخصصة، وجلسات تفاعلية، واستضافة خبراء عالميين لمناقشة أحدث التوجهات في القطاع العقاري.

ومن خلال مشاركتي في معرض سيتي سكيب الرياض الشهر الماضي، لاحظت اهتماماً متزايداً بإبراز المشاريع العقارية كجزء من منظومة اقتصادية شاملة؛ لذلك يمكن لسيتي سكيب البحرين أن يستفيد من التعاون مع فعاليات إقليمية وعالمية ومعارض أخرى لتوسيع قاعدة عملائه وزيادة زخم الحدث.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .