انتشرت السجائر الإلكترونية بشكل واسع بين الأطفال والمراهقين كانتشار النار في الهشيم في الوقت الذي تتوزع محلات بيع السجائر الإلكترونية في مختلف مناطق المملكة، حيث أصبحت ظاهرة تستفحل يوماً بعد يوم، مهددةً الصحة الجسدية والنفسية.
كما تعتبر بوابة دخول نحو التدخين التقليدي، على الرغم من المزايا التي يتم الترويج لها عن السجائر الإلكترونية في المساعدة على الإقلاع عن التدخين، فإن آثارها السلبية على الصحة العامة لا يمكن تجاهلها، خصوصا عندما تكون الفئة المستهدفة هي النشء.
هذا ولم يعد انتشار السجائر الإلكترونية مقتصرًا على الشباب البالغين، بل أصبحت متاحة بشكل كبير للأطفال والمراهقين، ما يثير القلق بشأن مستقبل الجيل القادم. وللأسف الشديد فإن استخدامها لم يعد يقتصر على الأولاد، بل أخذ ينتشر بشكل ملحوظ عند البنات، لهذا بات من الضروري اتخاذ إجراءات صارمة وتشديد الرقابة على محلات بيع السجائر الإلكترونية أو حتى حظر بيعها في مملكة البحرين، للحفاظ على صحة وسلامة الشباب ومنع تفاقم المشكلة.
وهناك العديد من الدول التي اتخذت خطوات جادة لحظر بيع السجائر الإلكترونية في أسواقها، إدراكا منها لخطرها على الصحة العامة، خصوصا بالنسبة للأطفال والمراهقين، كما يعد استغلال الأطفال أحد أخطر الآثار الجانبية لانتشار السجائر الإلكترونية لعدم تمكنهم من شرائها بسبب قانون حظر البيع في المحلات. وهناك أحداث تشير إلى أن بعض الكبار يقدمون السجائر الإلكترونية كهدايا للأطفال، لاستدراجهم واستغلالهم في أمور مشبوهة مقابل الحصول عليها في موقف صريح يهدد أمن وسلامة الأطفال.
وفي الوقت الذي تدرك فيه وزارة الصحة خطر السجائر الإلكترونية، لا يزال هناك ضعف ملحوظ في الحملات الوقائية التوعوية تجاه هذا التهديد، وما نتمناه من الوزارة أن تتخذ موقفًا حازمًا تفرض من خلاله قوانين صارمة تمنع انتشار هذه المنتجات، خصوصا بين الأطفال والمراهقين. لأن السجائر الإلكترونية هي البوابة الخفية نحو الإدمان على التدخين التقليدي، وإذا لم يتم التحرك الآن، فإن العواقب ستكون وخيمة على صحة الأجيال القادمة.
لذا فمن المهم أن يكون هناك تحرك جماعي ضد هذا الخطر الذي يحدق بنا، ونتمنى وقفة جادة من الجهات المعنية للتصدي لهذه الظاهرة، لأن صحة أبنائنا ومستقبلهم مسؤولية الجميع.
وليعلم الجميع أن السجائر الإلكترونية ليست بديلاً آمنًا، بل هي خطر جديد يهدد شبابنا. فحماية الأطفال والمراهقين تتطلب تكاتف الجهود بين الحكومة والمجتمع والأسرة لأنهم يمثلون مستقبل الوطن وأمل الغد.