نشهد بفضل التكنولوجيا والتطور الرقمي صعود جيل صغير في السن من رواد الأعمال، الذين وُلدوا في عصر الإنترنت والتكنولوجيا المتقدمة، هذا الجيل المولود بين عامي 1996 و2010، نشأ مع الإنترنت كجزء لا يتجزأ من حياته، مما ساهم في تشكيل هويته الرقمية وتنمية مهاراته التكنولوجية.
يتميز جيل Z بصفات تجعله مؤهلًا لريادة الأعمال، فهو جيل طموح يسعى لتحقيق أهدافه وإحداث تغيير في العالم، كما يتميز باستقلالية ودافع ذاتي يدفعه لخوض غمار ريادة الأعمال وإنشاء مشاريع خاصة لأنه يمتلك أدوات العصر، ولا ننسى وعيهم الاجتماعي والبيئي الذي ينعكس في اختيارهم لمشاريع تُساهم في التنمية المستدامة وخدمة المجتمع.
 يدخل جيل Z سوق العمل في ظل ظروف اقتصادية صعبة، تشمل جائحة “كورونا” وارتفاع التضخم، وهذا الواقع أثّر على نظرة الجيل للعمل والمستقبل، فهم يميلون إلى العمل في وظائف متعددة أو العمل الحر، ويشعرون بالتشاؤم بشأن مستقبلهم المالي وقدرتهم على تحقيق الاستقرار المادي، والسمة الأبرز فهم غير راضين عن الأجور التي يتقاضونها ويشعرون بقلّة الفرص المتاحة.
بالنسبة لمن يتعامل هذا الجيل في مكان العمل، أنصح بالتعرف على خصائص هذا الجيل وطريقة تفكيره،  فهم معتادون على العمل بشكل تعاوني ومرن، مع التركيز على الكفاءة في إنجاز العمل، ويولون أهمية كبيرة لقضايا البيئة والإنسانية، ويُقدّرون التواصل المباشر على عكس ما نتوقع بأنهم يفضلون التواصل من خلال الشاشات. ويميلون إلى التشكيك في القواعد والسلطة، إلا أن الحوار البنّاء بين الأجيال يُعد أداة فعّالة لتبادل الخبرات ووجهات النظر، مما يُساهم في خلق بيئة عمل مثمرة للجميع.
وعلى عكس الاعتقاد الشائع، فإن جيل Z ليس جيلًا مدللًا أو كسولًا. فهو جيل ذو دوافع ذاتية، مهتم بالآخرين، اجتماعي، مرن، مُنفتح على الأفكار الجديدة، ويُقدّر الأصالة في التعامل. كما أنه يتمتع بواقعية وعملية في التعامل مع التحديات.
جيل يمتلك من الصفات ما يؤهله ليكون جيلًا رائدًا في مجال الأعمال والإعلام، خاصة في العالم الرقمي، الذي يشهد تحولًا كبيرًا مع بزوغ فجر الثورة الصناعية الخامسة، فهو قادر على التكيف مع التقنيات الجديدة ليُساهم في صناعة مستقبل الإعلام و قيادة الثورة الرقمية الخامسة بدمج أنواع الذكاءات وقيادة عصر ”الذكاء الهجين”.