بين رئيس جمعية البحرين لإدارة الموارد البشرية  أحمد البناء أن مؤسسات المجتمع المدني في البحرين مثل الجمعيات المهنية والخيرية تعد من المؤسسات الحيوية التي تلعب دورا كبيرا في المجتمع، سواء من خلال تقديم الدعم للفئات المحتاجة أو من خلال إسهاماتها المهنية في تعزيز بناء الجدارات والمهارات الوظيفية وفي مختلف القطاعات. حيث تتنوع الجمعيات بين الصناديق الخيرية والجمعيات الاجتماعية التي تساعد الفقراء والمحتاجين المتعففين، وكذلك الجمعيات المهنية المتخصصة والتي أيضا نلعب دورا كبيرا في الارتقاء بالأفراد والمؤسسات مثل تلك التي تمثل المهندسين والأطباء والمحاميين والمحاسبين والموارد البشرية، ومن بين هذه الجمعيات تبرز جمعية البحرين لإدارة الموارد البشرية، التي تمثل شريحة مهمة في سوق العمل البحريني، وهو رأس المال البشري كونه المورد المهم لأي بلد والذي يزداد نموا عاما بعد آخر.
تتعلق مهمة جمعية البحرين لإدارة الموارد البشرية بتطوير وإدارة الموارد البشرية التي تعد من أهم الموارد التي تعتمد عليها المؤسسات في تحقيق أهدافها. فالموارد البشرية ليست مقصورة على فئة معينة من الموظفين، بل تشمل الجميع، سواء كانوا صحفيين، محاسبين، مهندسين أو حتى مديري شؤون موظفين. في النهاية، جميعهم يعدون موردا بشريًا، وهو العنصر الأهم في الحياة المؤسسية على مستوى العالم. ولذلك، تتسم مهمة الجمعية في تعزيز هذه الموارد وتطويرها على كافة الأصعدة.
وأضاف، أن من أبرز الفعاليات التي تنظمها جمعية البحرين لإدارة الموارد البشرية هو مؤتمراتها السنوية وفي هذا العام سيعقد مؤتمرها في نسخته الـ 25 في ديسمبر المقبل، ويعد هذا المؤتمر من أبرز الفعاليات في مجال الموارد البشرية، حيث يعقد المؤتمر تحت عنوان: تشكيل الشراكات الاستراتيجية في إدارة الموارد البشرية ويركز على التحديات العالمية والإقليمية والمحلية التي تواجه أسواق العمل، ويسعى إلى تقديم حلول مبتكرة في هذا المجال ويشارك في المؤتمر عدد من كبار الرؤساء التنفيذيين من البحرين والخارج، مما يعزز من أهمية هذه الفعالية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وزاد، يتميز هذا المؤتمر بأنه لا يقتصر على الجانب النظري فحسب، بل يولي أهمية كبيرة للجانب العملي والتجارب الواقعية التي يمكن أن تساهم في تحسين بيئة العمل وتعزيز أداء المؤسسات. كما يشهد المؤتمر مشاركة فعالة من قبل قادة الموارد البشرية من مختلف القطاعات مما يسهم في تبادل الخبرات وطرح الأفكار المبتكرة التي يمكن تطبيقها في مؤسساتهم.
وأشار البناء إلى أنه من بين المواضيع التي سيتم مناقشتها في المؤتمر، هو أهمية تطوير القيادة في المؤسسات، خاصة القيادات النسائية، وكيفية تحسين بيئة العمل وتحفيز الموظفين. سيتم تقسيم المؤتمر على مدى يومين ونصف، حيث سيشهد جلسات مخصصة لقيادات الموارد البشرية في المؤسسات المختلفة، وكيفية تعزيز قدرتهم على اتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تدعم نمو المؤسسات ورفع مستوى الأداء ودور تكنولوجيا المعلومات في تحقيق الشراكة الاستراتيجية وكيف يمكن لإدارة الموارد البشرية ان تضيف قيمه مضافه في تحقيق أهداف المؤسسة وزيادة الربحية.
بدوره قال رئيس جمعية الموارد البشرية أحمد الزياني إنه وعلى هامش المؤتمر وبحضور رئيس مجلس الشورى سيتم الإعلان عن الفائزين بالجوائز وتكريمهم يوم الثلاثاء 3 ديسمبر بفندق الريجنسي إنتركونتننتال، الساعة 7 مساء، بحضور عدد من الشخصيات البارزة في البحرين، ومن أبرزهم وكيل وزارة العمل ورئيس مجلس الشورى.
 يذكر أن الجوائز ستكون مخصصة للعديد من الفئات، بما في ذلك جوائز التميز المؤسسي والفردي، مؤكدا أن هذه الجوائز تهدف إلى تكريم المؤسسات التي تتبنى أفضل الممارسات في مجال الموارد البشرية، مثل البنوك والشركات التي تطبق ممارسات مبتكرة لتحسين بيئة العمل وزيادة إنتاجية الموظفين.
وأكد أن الجوائز تهدف إلى تحفيز المؤسسات والأفراد لتحقيق أفضل النتائج في مجالاتهم المختلفة، وتشمل فئات عديدة، مثل “أفضل رئيس تنفيذي”، “أفضل رئيس موارد بشرية”، و “أفضل مؤسسة في الإبداع والابتكار والتحول الرقمي”، وتعد فرصة لتسليط الضوء على المؤسسات التي تمتلك طابعا فريدا، وممارسات متميزة يمكن أن تستفيد منها المؤسسات الأخرى.
وتابع، من بين الجوائز التي سيتم منحها أيضا جائزة خاصة لتحسين جودة الحياة في بيئة العمل، حيث تركز هذه الجائزة على المؤسسات التي تقدم ميزات ومبادرات لتحسين صحة ورفاهية موظفيها، وتعتبر هذه الجائزة فريدة من نوعها في البحرين، إذ تساهم في تعزيز مفهوم البيئة الصحية التي تدعم الموظفين وتزيد من إنتاجيتهم.
وأشار إلى أن المؤتمر سيتيح الفرصة للمؤسسات الحكومية والخاصة للمشاركة في هذه الجوائز، حيث سيتم تخصيص جوائز خاصة لكل قطاع، والهدف هو تسليط الضوء على المؤسسات التي تتبنى حلولا مبتكرة وتسهم في تحفيز باقي المؤسسات لتبني أفضل الممارسات في مجال إدارة الموارد البشرية، كما يتطلع المؤتمر إلى أن يكون منصة عالمية للتبادل المعرفي حول قضايا الموارد البشرية، و للعلم فإن الجائزة موجهة إلى المؤسسات البحرينية وغير البحرينية في داخل المملكة وخارجها بهدف لأن يكون تأثيرها عالميا، حيث يمكن أن تُحتذى التجارب البحرينية الناجحة في دول أخرى.
في الختام، يمثل مؤتمر جمعية البحرين لإدارة الموارد البشرية حدثًا هامًا يعكس تطور ممارسات الموارد البشرية في البحرين. من خلال التركيز على تطوير القيادة، تحسين بيئة العمل، ودعم الابتكار في المؤسسات، يساهم المؤتمر في تعزيز دور البحرين كمركز للتنمية البشرية في المنطقة، الجوائز التي سيتم توزيعها تعد خطوة مهمة نحو تشجيع المؤسسات على تطوير قدراتها البشرية وتعزيز ممارساتها في مجال الموارد البشرية، بما يساهم في تحسين بيئة العمل وزيادة إنتاجية الموظفين.