العدد 5888
الأربعاء 27 نوفمبر 2024
برعاية وزير التربية والتعليم ت رضي السماك
رضي السماك
كريم الأستاذ إبراهيم الجمري
الأربعاء 27 نوفمبر 2024


حضرت مساء الأربعاء الماضي الأمسية الرائعة التي نظمها نادي باربار لتكريم الصديق و الأستاذ المربي إبراهيم الجمري، برعاية سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة، وزير التربية والتعليم، وكان لحرص سعادته على حضور هذه الفعالية صداه الطيّب في نفوس الحاضرين من أعضاء ومدعوين، لا سيما أن سعادته قد تجشّم بمتابعة الحفل الذي استغرق أكثر من ساعة ونصف حتى آخره، كما كانت لحظة إنسانية مؤثرة للغاية حينما أنحنى الوزير لمصافحة الأستاذ المكرّم الجمري وهو جالس على كرسي متحرك محاولاً الإستماع إليه؛ لصعوبة النطق لديه جراء مرض عضال.كما حرص سعادته أيضاً في ختام الحفل على تكريم المؤسسات المساهمة في دعم الفعالية.والحق ما كان لسعادة الوزير أن يولي كل ذلك الأهتمام بفعالية نادي باربار لولا وعيه العميق بما أسداه أجيال المعلمين الأوائل والمخضرمين من أدوار تربوية وتعليمية في منتهى الأهمية خلال حياتهم التدريسية، سواء في مدارسهم أم في مجتمعاتهم المحلية، وهذا ما نلمسه في كلمته التي شكر فيها نادي وأهالي باربار على هذه الالتفاتة، مؤكداً أن ما قدمه النادي يُعد نموذجاً يُحتذي به في تقدير واحترام المعلم. بدوره عبّر عن هذه المعاني  رئيس مجلس إدارة النادي الصديق علي حسن، رئيس اللجنة المنظمة للحفل، وهو أيضاً من جيل المعلمين بدءاً من الثمانينات حتى تقاعده، وهو أيضاً أحد الذين تأثروا بدور الأستاذ إبراهيم التربوي الجدير بالأقتداء ، سيما أنه سبقه إلى هذه المهنة منذ مطلع السبعينيات، حيث وجّه الشكر والتقدير لراعي الحفل سعادة الوزير لتلبيته الدعوة، لما يعكسه ذلك من اهتمامه البالغ من جانبه بتكريم قدامى المعلمين الروّاد.
 والحال فإن الاحتفالية التي نظمها نادي قرية باربار لابنها البار "الأستاذ"  تستحق منا كل الإشادة والتقدير،  لما تحمله من دلالات ومعانٍ عظيمة في تكريم واحد من جيل المعلمين الذين تفانوا ،بكل معنى الكلمة، في تأدية رسالتهم التربوية- التعليمية التي نذروا حياتهم من أجلها.فما  أحوج المعلمين العرب اليوم في جميع أرجاء عالمنا العربي لفهم واستلهام هذه الرسالة ببعديها التربوي والتعليمي معاً، لا أن تختزل في البعد التدريسي فقط. وما كان "الأستاذ" ليتبوأ بتلك المكانة والشعبية الواسعة داخل قريته ولدى قطاعات اجتماعية واسعة في وطنه، لولا إيمانه  العميق بتلك الرسالة التي جسّدها ممارسةً ببعديها، ليس طوال حياته المهنية فحسب، بل وكذلك خلال فترة تقاعده حتى أقعده المرض العضال عن تكملتها.
وإذا كانت تلك الرسالة التعليمية والتربوية قد أداها "الأستاذ" على الوجه الأكمل معروفة بهذا القدر أو ذاك لدى كل أهالي قريته وعامة زملائه وأصدقائه في البحرين،فقد تسنى لنا خلال الأحتفالية أن نتعرف على الكثير مما لا نعرفه عن سجايا وخصال ومناقب إبراهيم الإنسان والأستاذ والمربي ، وهذا ما نلمسه مما جاء في الكلمات المنشورة لعدد من أصدقائه وزملائه ومحبيه في الكرّاس الجميل الذي وُزع أثناء الأُمسية، كما نلمسه أيضاً -بوجه خاص وأهم - في الفيلم الرائع الذي تضمّن شهادات عفوية الخاطر أدلى بها عدد من أفراد أسرته وأهالي قريته البسطاء والمتعلمين على السواء، فضلاً عن أصدقائه وزملائه في المهنة.والجميل في هذا الفيلم أن معظم أعضاء الفريق الفني الذي ساهم في إنتاجه هم من أبناء باربار،فلئن كانت كثرة من البحرينيين لا يعرفون عن باربار تاريخياً  إلا "معبد باربار الدلموني" الذي أرتبط باسمها، أو بما قدمه في حاضرنا لاعبو  "فريق اليد" من مواهب رياضية رفعوا  بها اسم البحرين عالياً في المسابقات الرياضية الدولية، فإننا نتعرف في هذا الفيلم على كوادر القرية المبدعة في فن التصوير، ومن أبرزهم: سيد سيد هادي الوادعي الذي أعد التعليق الصوتي، ومنفذ التعليق الصوتي علي حسن إسماعيل، فيما تولى مهمة الإشراف الفني والتصوير سيد هادي الوادعي وأحمد رمضان،المونتاج: سيد محمد هادي الوادعي، السيناريو والأخراج : محمد شاهين ( والد زميلنا إبان الحياة الطلابية الجامعية في القاهرة عبد الرحيم شاهين).وبناء على كل ما تقدم، وبفضل جهود تلك الثلة  المثقفة المتميزة من نخبة على امتداد عقود، لا غرو إذا ما أضحت قريتهم اليوم واحدة من أهم قرى البلاد ثقافةً وتحضراً.
 وأخيراً فإن واحدة من أهم ما تكتسبه مبادرة نادي القرية من دلالات، هي إرساء واحداً من الأعراف المغيّبة في عالمنا العربي، ألا هو الحرص على تكريم "المثقف"،أو المعلم، أو أي إنسان ذي مكانة وشأن في مجتمعه أو مكان عمله، خلال حياته وليس بعد مماته. فكل الشكر والتقدير لهذا النادي على بادرته الوفية المهمة، سائلين المولى القدير بأن يلطف بحال الصديق المكرّم، وأن يمن عليه بالعمر المديد وهو في حال أفضل.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية