لطالما قضى علم النفس السلوكي والمهارات التنظيمية للقادة الوقت والجهد على خلق بيئات عمل تركز على الجوانب الإنسانية المحفزة، وصياغة أطر عمل وسياسات داعمة للإنتاجية، إلا أن تسارع إطلاق الذكاء الاصطناعي التوليدي في أماكن العمل يترك مزيجا من القلق والفضول حول ما إذا كانت هذه البيانات داعمة أم مشتتة، أو ربما موجهة نحو العزلة، وبالتالي تقلل من التجارب الإنسانية للقادة على مستوى الوعي والحكمة ودرجات التعاطف. وخلافا لكل التنبؤات التي ترفع نسب القلق نحو التعامل مع تحديات الذكاء الاصطناعي لمهارات القادة تقول الرئيسة العالمية لشؤون الموظفين في شركة كيه بي إم جي (KPMG) إنشالمو دلمو: يتمتع القادة اليوم بفرصة نادرة لإعادة النظر في طرق العمل وأسلوب القيادة وإعادة تنظيمها بفضل قوة الذكاء الاصطناعي وفوائده الموعودة.
من جانب آخر، يمكن مواجهة هذه التحديات بدراسة الثقافة المؤسسية في مكان العمل والتعرف على السلوكيات الجاذبة والمحفزة لاستثمار الذكاء الاصطناعي في مكان العمل، كما أن دراسة الثقافة الفردية للموظفين والتعرف على ثقافاتهم المتنوعة ضمن المجموعة بإمكانها الإسهام في الاستثمار الأمثل في أساليب العمل باستخدام الذكاء الاصطناعي، والذي يعتبر مثالًا جيدًا لرفع حكمة القادة في إدارة التنوع الثقافي واستثماره كمصدر للبيانات وتدفق العمل باستخدام الذكاء الاصطناعي.
بالإضافة إلى أن الأسلوب القيادي لهذه المرحلة الذي سيسمح بإعادة الصياغة وإعادة التصورات وتنوع الأفكار بما يتناسب مع مشاعر الموظفين وطرق تفكيرهم واحتياجاتهم سيساعد في اتخاذ قرارات سليمة من ناحية، ومن ناحية أخرى سيساعد في تطوير القدرات البشرية للتعامل مع الذكاء الاصطناعي لاستثمار أقصى استفادة. باختصار لا شك أن الذكاء الاصطناعي سيكون جزءًا أساسيًّا في إعادة صياغة طرق العمل في المستقبل، ولتحقيق أقصى استفادة علينا أن نخلق جيلًا من القادة لديهم من الصفات الإنسانية الكافية لتعزيز الذكاء الاصطناعي في حياة موظفيهم المهنية.
كاتبة بحرينية