وقوف السينما إلى جانب المقاتلين الشجعان
الفيلم الكردي Kobane روعة الوحدة الإيقاعية ومعارك تهز المشاعر
سنكون بعيدين عن الواقع إذا تصورنا أن السينما الكردية بتكوينها الحاضر وإمكانياتها الذاتية أن تغطي كافة الجوانب والأحداث التي يعيشها الشعب الكردي، لأن المبادرات الفردية تبقى محدودة مهما عظمت، ومع ذلك استطاعت هذه السينما الفتية بالطاقات المتوفرة أن تلفت إليها الأنظار بدورها النضالي في حياة الشعب وتنوع موضوعاتها، وقد برزت أسماء لمخرجين أكراد امتلكوا الأسلوب أو الحس الذي مكنهم من الانتشار عالميا وأشهرهم المخرج الراحل يلماز كوني.
لقد عبر الفيلم الكردي الجديد " kobane
" للمخرجة اوزليم يسار عن وقوف السينما بجدارة وقوة إلى جانب المقاتلين الشجعان، فقصة الفيلم تتحدث عن حصار ريف كوباني على الحدود السورية التركية من قبل الدولة الإسلامية " داعش" واستبسال قائدة وحدات حماية المرأة زهرة في الدفاع عن كوباني، إلى جانب مجموعة من المقاتلين الأكراد، وينتهي الفيلم الذي بلغت مدته ساعتين ونصف بدحر "الدواعش "وانتصار أصحاب الأرض ، مع شريط مسجل يحمل المشاهد الحقيقية لنهاية المعركة والأبطال الحقيقيين الذين خاضوها.
الفيلم يتحدث بصورة عامة عن المقاومة البطولية المسلحة للشعب الكردي ضد تنظيم " داعش" ولا نقول إنه يسهم في ترسيخ كيان سينما مقاتلة، ولكن يبلور واقعا سياسيا واضحا وانتماء ووعيا فكريا وفنيا. واستطاعت المخرجة اوزليم يسار بعدم إعطاء المتفرج فرصة ضئيلة لتسلل الملل إليه، فالجماليات الشكلية وكسر الاتجاه الطبيعي المعتاد لتدفق الأحداث ودرجة التشويق التي حملتها مشاهد المعارك التي تهز المشاعر وأجبرت المتفرج على عدم إضاعة أي دقيقة من الفيلم، ناهيك عن روعة الوحدة الإيقاعية للفيلم واقتراب اللقطات الكبيرة والمتوسطة على وجوه المقاتلين ومن قاماتهم جماعات أو فرادى وعموم منطق التصوير واختيار الزوايا الذي اتبعته المخرجة اوزليم يسار.