مشهد إيجابي جميل ذلك التفاعل في القطاع الحكومي والقطاع الخاص، الذي صاحب مبادرة أسبوع الشجرة لتحقيق الأمن البيئي، كما أن تحديد الأسبوع الثالث من شهر أكتوبر من كل عام لهذه المناسبة يعد لفتة طيبة ومميزة لهذه المناسبة، حيث تحرص مملكة البحرين على أن تربط خططها الوطنية في هذا المجال البيئي بالأهداف الدولية البيئية. ففي الأسبوع الماضي كان لي شرف المشاركة في هذه المبادرة وبحضور متميز من قبل سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وبمشاركة عدد من المسؤولين ورؤساء وممثلي الاتحادات الرياضية، وقد قام سموه بزراعة عدد من الأشجار بمنطقة مدينة عيسى الرياضية، حيث نستشف في حديث سموه أثناء هذه الفعالية الوطنية تكامل الأعمال والمبادرات مع الخطة الوطنية للزراعة، ووضع رؤية وطنية تهدف إلى تعزيز الاستدامة المطلوبة في هذا الشأن البيئي.
مثل هذه المبادرات الإيجابية تعكس قيمة التفاعل الوطني على مختلف المجالات، وترسخ مبادئ التضامن والتعاون والشراكة المجتمعية من أجل تعزيز التماسك المجتمعي للمبادرات الوطنية، ومن أجل دعم وتنمية روح الريادة والمشاريع المختلفة لدى المجتمع البحريني. وفي اعتقادي بالإمكان تطوير هذه المبادرة بأن تكون هناك مشاركة مجتمعية أوسع تعمل على إضافة أفكار حديثة تخدم هذا المجال، كما أن نشر التوعية البيئية بمختلف مراحل المدارس يعزّز الاهتمام بهذا الشأن، وهذا المفهوم سوف يكون له دور بارز ومهم في توسيع دائرة هذه الثقافة التي نحتاجها في المجتمع، ويمكن أن يكون هناك برنامج بيئي وطني مستمر يعمل على متابعة وتنفيذ كل ما يتعلق بتطوير هذا الشأن في المجتمع.
في الختام، إن مسؤولية تنفيذ هذه البرامج الوطنية وترجمتها على أرض الواقع مسؤولية مشتركة بين الجميع، وهذا ما نريد الوصول إليه من أجل أن نرسّخ نهجا ثابتا وأسلوبا متميزا ونموذجا وطنيّا فريدا.
كاتب بحريني